أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب














المزيد.....

صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 01:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تكاد أن تكون غالبية ما أكتبه من أدب ساخر وكتابات ساخرة راجعة في الأصل لبعض القرآت التي قرأتها قديما وهي ليست من إبتكاراتي الشخصية على الأغلب .
وأذكر أنني قرأت قصة ذات يوم وأنا في المدرسة عن كنيسة وضعت إعلانا عن وظيفة (شماس كنيسة ).

وقد تقدم للطلب عدة أشخاص ليتنافسوا على شاغر واحد وكادت المواصفات الأكثر طلبا أن تنطبق على شاب من بين عشرات المتنافسين وحين أبلغته الكنيسة برغبتها بتعيينه كانت قد طلبت منه أن يكتب أسمه على طلب التوظيف ولكنه إعتذر لأن شرط الكتابة والقراءة لا ينطبق عليه وهو الشرط الوحيد الذي لم ينطبق عليه وبنفس الوقت شرط القراءة والكتابة من أهم شروط عمل شماس الكنيسة .

وقد حزن عليه كرادلة الكنيسة جدا وأرادوا مساعدته ففتحوا له مكتبة صغيرة للقرطاسية بجوار الكنيسة , لكي يبيع للطلاب الذاهبين للدراسة والتعليم في الكنيسة .
ومن وقتها تطورت معه المكتبة وقام بتوسيع زواياها وأرففها ومن ثم فتح فرعا آخر للمكتبة في العاصمة الإيطالية , ومن الجدير ذكره أن حكايتنا هذه على ما أذكر وأعتقد أنها وقعت في إيطاليا إبان بداية عصر النهظة .

وتوسعت مكتبته في المدينة وأصبحت دار نشر على مستوى المدينة ومن ثم أصبح هذا الشاب يصدر سلسلة دراسية بإسمه عن مشاهير العالم وعظماءه.
وقد أصبح حوتا إقتصاديا كبيرا على مستوى إيطاليا برمتها وأصبح يتحكم بأسعار الورث والطباعة والملازم ولا يوجد كاتب إلا ويعرفه ويتمنى رضاه عليه حتى أن أساتذة الجامعات كان يلقونه في الشوارع ودور العرض بتحية الأباطرة .

وكان كلما ذهب لمكان تكون شماسته من المتعلمين والأساتذة يخدمونه أينما ذهب ببصره كما كانت شخصية أرازاموس في عهد هنري الثامن .
وقد جاءه ذات يوم كاتب مبدع ومفلس في نفس الوقت وطلب منه أن ينشر له كتابا , وحين إتفقا على أجور الطباعة إتفقا بعدها على أجور التوزيع داخل المدينة وخارجها .
وبعد ذلك حضر محامي صاحب دار النشر التي كانت حانوتا أو دكانا صغيرا لبيع القرطاسية , لكي ينوب عن صاحب الدار لتوقيع الإتفاقية بينهما .
ولكن الكاتب شك في الموضوع كثيرا لأن صاحب الدار لم يملي الإتفاقية بنفسه ولم يقم بختم إسمه في أسفل الإتفاقية .
فسأل صاحب دار النشر :
الكاتب : لماذا لم تقم بكتابة الإتفاقية والتوقيع عليها ؟
صاحب الدار : لا أريد مشغول جدا ومحامي الدار هو الذي سيقوم بتخليص كل الإجراآت المتفق عليها بيني وبينك .
ولكن الكاتب أصر إصرارا شديدا , وعندها أحب صاحب الدار أن يخبره بالحقيقة فقال له :بصراحه أنا لا أقرىء ولا أكتب إطلاقا.
الكاتب !!!!!!لا مش معقول إنت صاحب إلدار إلفلانية وصاحب السلسلة الفلانية, أمن المعقول ؟
صاحب الدار : معقول جدا , أنا لا أقرىء ولا أكتب .

الكاتب : أكاد لا أصدق لا تقرىء ولا تكتب وتتحكم بأقلام الكتاب والمبدعين وبأسعار الورق وتحتكر تجارة النشر ولا تقرىء ولا تكتب ؟ هذا كيف يا رجل لو كنت تقرأ وتكتب شو رايح إتصير وشو رايح تعمل بينا ؟
صاحب الدار : صدقني لو كنت أقرىء وأكتب كان أنا إلآن رجل فقي عايش على راتب (شماس كنيسه).

وفي النهاية الا يخطر ببالنا أن جميع الأميين في الوطن العربي يتحكمون بالكتاب والمبدعين كما كانت هذه الحالة في أوروبا قبل 200 سنه؟
الجواب للقارىء



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبنك يا حجه بدخن ؟
- معجزات عربيه وآسيويه وشمال أفريقيه
- رجل تقي ضيع زوجته
- الدول العربية لا تستحق الدعم الأمريكي
- الجنس والدين والسياسة
- قالوا: تأدب. قلت : مؤدب
- نوح لم يعش 990 سنه
- الليبرالية العربية ليبرالية قديمة
- ثقافة شرقية أم إسلامية ؟
- صفات الملوك
- تذكرتك يا غالية
- القراءة بين السطور
- المرأة التي تكره الرجال والرجل الذي يكره النساء
- المجتمع المدني يصنع الحرية
- هكذا عشنا عام 2007م
- كثرة القراءة تدخل صاحبها الجنة وقلة القراءة تدخل صاحبها النا ...
- أكثر الناس ضحكا هم أكثرهم آلاما
- الفقراء والأغنياء
- هكذا يعبدون الله
- أسرار عيد 25-12- في كل عام


المزيد.....




- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...
- خبراء فرنسيون يدونون آثار غزة تفاديا لمحو ذاكرتها التراثية
- الأرصاد الجوية في المغرب: سنة 2024 الأكثر حرارة في البلاد
- كيف يعمل الصحافيون الأجانب على وقع إخطارات الجيش والإنذارات ...
- كيف تستفيد إسرائيل وإيران من الحرب لتجريب الأسلحة والتقنيات ...
- الاتحاد الأوروبي يُضيف الجزائر إلى قائمة الدول عالية المخاطر ...
- ترامب غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النز ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران بدأت بالتعافي على صعيد الدفاعات ...
- محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المر ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - صاحب دار نشر لا يقرىء ولا يكتب