أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الثقافة بلغة الإقتصاد1














المزيد.....

الثقافة بلغة الإقتصاد1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:07
المحور: المجتمع المدني
    


يقال علميا أن للثقافة أكثر من 156 تعريفا لها , ولكن في المجتمعات العربية لا يمكن أن نجد للثقافة مثل هذا العدد من التعريفات لأن الثقافة المتعددة التعريفات هي فقط في المجتمعات المتحركة والمنتجة للآداب والأفكار العالمية وبسبب تعدد الثقافات والسياسات والإتجاهات تعددت التعريفات العالمية للثقافة على قدر المستخدمين لها ولكن في المجتمعات العربية لا توجد تعددية فكرية ثقافية ولا توجد تعدديات سياسية لذلك تعريف الثقافة في المجتمعات العربية ليس له 156 تعريفا للثقافة بل تعريف واحد أو إثنين للثقافة بسبب جمود المجتمعات العربية .
وبعبارة ملائمة للموضوع أكثر أقول أن القمع المدني والثقافي والسياسي في الوطن العربي يجعل المجتمعات العربية مجتمعات غير متحركة بل ثابتة في العادات والتقاليد ومن هنا تكون حركتها الثقافية قليلة وغير متطورة ولهذا لا توجد مجتمعات مستهلكة لبضاعة المثقفين .
إننا مقموعون ومحرومون من التغيير في كل جوانب حياتنا وما دمنا على عاداتنا القديمة كيف سنستهلك أدبا جديدا ولغة جديدة متطورة ونوعا جديدا للثقافة تتكاثر من ثم تعريفات الثقافة عندنا .
إننا مستهلكون للخامات القديمة وبلكلمة أخرى فلسفية أقول : إن الهيولي عندنا هيولي قديم والصورية صورية قديمة , فالهيولي هو الخامة الأساسية للإنتاج وأقصد المادة الخامة لصناعة الأدب والسينما أي الأدب المرئي والمقروء والمسموع وما دمنا مقموعون ومحرومون من تجديد حياتنا فمن الطبيعي أن تكون حياتنا مثل صورنا الأدبية جامدة وغير متطورة .
وصناعة الأدب والفلسفة والفكر والثقافة لا يمكن أن تصنع في مجتمع عربي مثل مجتمعنا جامد على عاداته وتقاليده لا بد أن تلاقي صناعة الأدب والثقافة أرضية خصبة ومجتمعا مستهلكا للصناعات الفكرية والثقافية بكافة أشكالها .
ويقال حول تعريف الثقافة أن لها أكثر من 156 تعريفا ومن الجدير ذكره أن هذه التعاريف قد إنتشرت فقط في الآونة الأخيرة للنهضة ولقصتها , ولم يكن للثقافة سابقا مثل هذه التعاريف نظرا لأن المجتمعات العالمية كانت جامدة وغي متطورة كانت جامدة في صناعتها للحياة وللعادات والتقاليد وجامدة أيضا في الإقتصاد واميكانيك لذلك كانت المجتمعات تستهلك أدبا وفلسفة وأفكارا جامدة ولكن مع تطور الحياة ووسائل الإنتاج بدأت تظهر طرائق جديدة للحياة وظهرت شرائح إجتماعية جديدة ومن هنا ظهر أدباء وفلاسفة جدد بروح عصرية متطورة كتبوا للمستهلك الجديد بضاعة جديدة وصنعوا أدبا جديدا للذين صنعوا حياة جديدة .
أما الذين لا يصنعون حياة جديدة وعادات جديدة ظلوا أطفالا للأبد ولم يستهلكوا بضائع فكرية جديدة .

إن إسلوب الجمود في شكل العلاقات الإجتماعية هو أهم ميزة تميز المجتمعات العربية لذلك فهم لا يستهلكون بضاعة النخبة المثقفة التي تتأثر في الحياة الجديدة وبالتالي فالمنتج والصانع الأدبي لا يلقى أرضية خصبة لبضاعته ولا يلقى سوقا تستهلك بضاعته ولذلك لا يمكن أن نجد فكرا عربيا عالميا لأن أفكارنا الكثيرة من قبل الصناع لا تلاقي أسواقا محلية لدعمها فالروح القديمة تسود مجتمعاتنا والدماء القديمة في أجساد مجتمعاتنا ونحن محرومون من الإنتاج والإستهلاك معا لأن المنتج الجديد يصاب بخيبة أمل ولا يلاقي مستهلكا لبضاعته ومن هنا يقل إنتاجه ويتراجع مده في الداخل والخارج .

إن المجتمع المدني العربي فاقد لهويته وبرامج الحكومات العربية كلها برامج رجعية قديمة والمجتمعات العربية مازالت عقلياتها تتشابه مع عقليات القرون الوسطى وما زالت المجتمعات العربية تتحدث عن بكر وعمر وزيد وعبيد وشعيط ومعيط ونطاط الحيط وكأنه لا يوجد غيرهم .
إن صناعة الفكر والثقافة في الوطن العربي لا يمكن أن تحمل أكثر من تعريق واحد للثقافة والفكر والفن لأنها مجتمعات جامدة وغير متطورة .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الدولار والدينار أشهى من رائحة السلمون(السردين)
- دمعة في إبتسامة وفيلسوف في دمعه
- لذة التعب الثقافي والتخريب على المثقفين
- الإيدز لا يعرف الزواج الشرعي أو غير الشرعي
- كلنا أمام القانون سواء ولكننا أمام الآلهة لسنا سواء
- صحافة عربية أم دوائر إستخبارية ؟
- العشق وأيام المراهقة
- الشعراء في صفحة الأموات
- معجز أحمد,قصيده جنسية للمتنبي فاحشة
- الرجل بثدي؟
- المرأة بلا ثدي
- أرزاق يا دنيا حكمتك يا رب
- المجتمع المتدين مجتمع متخلف
- المرأة الرجل!
- البريق الثقافي والبريق السياسي
- قريش لا يهمزون
- قداسة البابا أدريان السادس( بورغو)1522م
- الحب والسياسة
- الإكتئاب الثقافي:قصة سلطان مع وزير مثقف
- هل تفقد الطيور حاسة السمع حين تفقد أجنحتها ؟


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الثقافة بلغة الإقتصاد1