عيد الحب والقمع الصوفي

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:22
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

اليوم أول أيام عيد الحب والزهور بإيدينا ذابلة وحياتنا جافة لا نجد متسعا فكريا لكي نحب مقموعون قمعا صوفيا وسنحتفل بعيد الحب ونحن مقموعون قمعا صوفيا في عواطفنا وملابسنا الداخلية .
هنالك ملاحظتان لا حظتهما واحدة وأنا في المدرسة الإعدادية والثانوية أو أقصد أنني لا حظتها طوال دراستي المدرسية التي لم أستطع الإستمرار بها لأكثر من 9 سنوات , والملاحظة الثانية لاحظتها في الجامعة .
ومع أنني لم أعشق الذهاب للمدرسة يوما غير أنني كنت ملتزما بالدوام المدرسي أما غالبية طلاب المدرسة الذين لم يعشقوا الدراسة مثلي فقد كانوا يهربون من المدرسة .
أما الملاحظة الثانية فإنني لاحظت وأنا موظف بسيط في الجامعة أن طلاب الجامعة سواء عشقوا محاضرة الأستاذ الجامعي أو لم يعشقوها فإنهم كانوا مواضبون على الدوام وحضور المحاضرة ولم يهرب طالب من الجامعة خارج أسوار الجامعة إلاّ إذا ذهب بمعية صديقته للتنزه علما أن التنزه كان يتم داخل أسوار الجامعة وليس خارجها .
وإن السبب في كره الطلاب للمدرسة فهو بسبب الشعور بالحياة الجافة ودرج الصف الجاف الذي لا ترقد به أنثى جميلة وكذلك طالبات المدرسة يرقدن بمقعد الدراسة وحدهن دون وجود شاب أنيق ولهذا كره طلاب المدرسة المدرسة لأنهم لم يكونوا ليشعروا بالراحة النفسية نظرا لأن سن المراهقة والنضوج يبدأ في المرحلة الإعدادية من الدراسة وبذلك تبدأ المطالب البيولوجية تحث الجسم على الإستجابة لها ولكن إسلوب التربية الخاطء عندنا يدرب المراهقين على قمع ملذاتهم صوفيا بالتمرين على الصوم دون جنس وإنه محرم تحريم قاطع لذلك يبدأ الطفل المراهق حياة معقدة منذ بداية نشأته العضوية البيولوجية ولهذه الأسباب يقل إستيعابه للدروس ويكره المدرسة كرها يلازمه طوال حياته .
وكنت ألاحظ أن نهاية دوام طالبات الثانوية يأتي متقدم على على نهاية دوام الطلاب الذكور لذلك كنت أسمع أن بعض الطلاب يهربون من المدرسة من أجل حضور حلة بنات المدرارس لكي يشاهد كل واحد منهم حبيبته .
ولم تكن في المدرسة حتى اليوم نظام الإختلاط في المدارس الحكومية ولو أن نظام التعليم فيه إختلاط لكان كل طالب في المدرسة يعشق الدراسة والبحث العلمي دون تعقيد
اليوم هو أول أيام عيد الحب وآخرها لأنه يوم واحد تنتشر به الزهور الجورية التي لم تتفتح , ولسوف نعيش عيد الحب ونختتمه دون أن نفعل شيئا ولسوف يكون يومنا يوما محزنا وأليما لأنه لا يستطيع العشاق العرب أن يتواصلوا مع بعضهم في بيوت آبائهم بل سيلتقون مع بعضهم خلسة مثل اللصوص والحرامية وقطاع الطرق لأن الحب العملي في الوطن العربي جريمة يحاسب عليها الله والناس علما أن القانون المدني لا يحاسب عليها ومن حق العشاق أن يمارسوا مع بعضهم فنون الهوى والحب والعشق بما أوتوا من قوة .
في هذا اليوم يجب أن يفقد الشرق بكارته وأن ينسى قضية الشرف وهرطقاته اللعينة وأن يصحو العاشق ويمشي في الشارع وعلى رأسه قنديل يرى الحياة به على حقيقتها ويكفينا خمسة عشر قرنا من القمع الصوفي لعواطفنا .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل