أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - شاعر يكتب تاريخا : الأرق طريق العزلة ..طريق الخلاص الشعري














المزيد.....

شاعر يكتب تاريخا : الأرق طريق العزلة ..طريق الخلاص الشعري


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


تستيقظ النقطة ، وهي دلالة الحروف ، ورمزيتها لتتحول عند اديب كمال الدين الى مرموزات شعرية مكثفة في كتلتها الصغيرة : النقطة .
واذا كان للصفر كل هذا التاريخ الشرقي الباهر المختلف عليه فأن الشاعر وهو يحمل نقطته الى المنافي ، قد قرر ان يحول هذه النقطة التي لاتمثل وطنا ولا وجودا الاّ في وجدان الشاعر ، لتصير وطنا في مخياله ، ثم لتصير تجربة شعرية عريضة لشاعر اختار ان يعمل بهدوء مثل نحات في مشغله القصي :
حبيبتي ايتها النقطة
ايتها الحمامة
ايتها الصخرة الملقاة على حافة النهر
.......................
ايتها الدمعة اللؤلؤة
كيف اجدك الليلة
ولم يكن الشاعر، من بين مجايليه ،غير صورة الذات الدؤبة على اجتراح طريق الشعر ، حين اختار حروفيته الخاصة منكبا على معالجة الحرف بأبعاده الثلاثة ، في اللغة والدلالة والمرموزات التي تحمل رسالته المعرفية . لقد اثار اديب كمال الدين الأسئلة الممضة حين اختلى وحيدا بالنقطة ، في اثارة لكل وساوس وحدوس الشرق..الشكوك القلق ، مفسرا كل لحظة مع هذه المخلوقة الوئيدة التي تسببت بكل هذا الأرق لشاعر سرّاني .. ملخّص .. وكتوم مثل حدود النقطة وفضائها الخالص .
لكن اديب كمال الدين اثر مجموعاته الشعرية ، التي انشغل على اضهارها كرؤية لشاعر اختص بطهرانيته الخاصة ، طهرانية الحرف وعروسته النقطة ؛ يرسم خواصه ويطلقها في بيئة صعبة من الثقافة القلقة لبلاد هاجسها اختبار الآخر الى درجة التعب المضني ، ووسط موروثات ثقافية وسياسية وفكرية ملبدة بغيوم الأسئلة و لكنه يخرج من مكمن الحرف الى اضيق مناطقه المعرفية .. حين اعطى النقطة كل دلالة وكل رمز في طريقه الصعب الوحيد ..
الأرق صديق الشاعر :
اليوم وقد اكتملت دورة الشاعر بلغته العربية ليركب طريق الشعر الصعب ، الكتابة او الترجمة الى الأنكليزية كما في قصيدته ( ارق ) التي نشرتها مجلة (Meanjn ( الأسترالية في عددها 2 لعام 2007 مجلد 66 كما تم اختيارها ضمن افضل قصائد الشعر الأسترالي لعام 2007 حيث ظهرت في كتاب اعده وقدم له الناقد بيتر روز ...
نم فالوردة قد سقطت في البئر
وآنفض الأولاد
ياعيني اضحت عينك مئذنة ورماد
الساعة قاربت الفجر ولااحد يؤويك : فمن يؤوينا
هذا الشجن الذي يكتب به اديب كمال الدين يعيد الى شعرنا الحديث روحه التي افتقدها جراء التجريب الفض .. حيث يخرج شعر جيله من المشرحه القاحلة التي تعرضت لها القصيدة ليجلسها وسط مخلوقاتنا الحية ، وهي تثمر شواغل تعطي وجودنا الأحساس بان العالم مايزال شابا :
كفك فارغة الاّ من رائحة الآس
الاّ من حلم
يمتد ليصهر دائرة الناس
وردا وفراتا ونخيلا
اتعبنا الجري وراء السنوات
قد اتعبنا حرف كالثور الهائج كيف نروّضه
لقد اختار اديب كمال الدين عزلته منذ وقت بعيد ، بل اختار ان يظهر في انتقائية خاصة ، هي جوهر انطوائية الشاعر وخصوصيته بعد ان رآى كيف يستباح الشعر والشاعر بأقدار يرسمها الآخر او باقدار الشعراء انفسهم ، وقد اختار هو ان يسهر وحيدا يضم حروفيته في عزلات الأغتراب والوحشة حتى قبل امن يحمل حقيبته ليمضي :
نم يامن اسقطت الوردة في البئر
اسقطت الوردة في بئر الحراس
وبقيت الساعة درويشا اعمى
يبكي في الظلمة شمس الله
نم ..
لاعاصم هذي اللحظة من امر الناس
والناس نيام ..الناس
هذه القصيدة القصيرة بكل كثافة اللغة ، وقد اختيرت بين اكثر من عشرين نصا لشعراء يكتبون اصلا بألأنكليزية ، لتوضع في كتاب سنوي يؤرخ انطولوجيا لسيرة الشعرالأسترالي ، انما يشكل تتويجا لبحث الشاعر في مكنونه الشعري عن فضاء اللحظة الشعرية ونقائها ، حيث يستطيع الشاعركمال الدين ان يتواصل مع ثقافات اخرى . وارى ان الدأب الذي اشتغل عليه الشاعر ، إن في مجموعاته الشعرية ، او دأبه الشعري في الغربة البعيدة ، انما يؤكد عمقه وخصوصية تجربته وهو ينحت في فضاء النقطة .. مكانا !!



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراهب البوذي كو اون : الشعر عقابي الأزلي وليس خياري
- ال غور.. من سيغفر لك اخطيئة لدفاع عن المنطق
- فيليب روث : دع القارىء يكتشف جوهر الكتاب
- الثقافة العلمانية في الغرب تاسيس لوعي الأختلاف في الثقافة .. ...
- غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال ...
- فرناندو بوتيرو رسام سجن أبي غريب يعرض منحوتاته الغريبة
- الجالس على رمله الهش
- وداعا سركون بولص
- تشكيليون تجمعهم الرؤيا ويقربهم اللون والشعر في غربة المكان
- فساد الأخوة
- سلمان شكر نخلة النغم العراقي التي لاتتكرر (*)
- بغداد .. خرابست
- الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى وا ...
- ايكو: لاشيء صغير ..لاشيء كبير كل شيء مشوش ومرتبك.. و بوش مثل ...
- ثرثرة المعنى .. ثرثرة طوال الوقت
- تقرير حالة الشعر : عشرون شاعرا تاريخيا وعشرة شعراء معاصرون ف ...
- سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية
- فؤاد التكرلي : الأفندي الأنيق ابن المحلّة البغدادية في الثما ...
- العربي الجيد ..هو العربي الميت
- تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انت ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - شاعر يكتب تاريخا : الأرق طريق العزلة ..طريق الخلاص الشعري