أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الثقافة العلمانية في الغرب تاسيس لوعي الأختلاف في الثقافة .. تجربة لارس فيلكس















المزيد.....

الثقافة العلمانية في الغرب تاسيس لوعي الأختلاف في الثقافة .. تجربة لارس فيلكس


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


قالت مارثى فيز ستروم مسؤولة ادارة المتحف الفني في تلباري بعد مشكلة الكاريكاتير الذي نشر في جريدة سويدية في آب 2007 : الثقافة هنا تشعر بتهدبد غامض بشكل صرنا نرى ان الخوف الى درجة الصمت اصبح سهلا وذلك ليس من ثقافة الغرب ..
*
الغرب الثقافي الذي يقوم على عبور العادي ومغايرة القائم ،
والثقافي الذي يشكك بريادة المطلق بأعتباره مطلقا .. والثقافي الذي يتساءل عن كل مغلق للتأكد ان لااغلاق في المعرفة .. هو الذي اقام ثقافة التنوير ..
في اوربا ثمة اسئلة تنطرح على مستوى الثقافة ازاء حرية الأديان والمعتقد وحرية التعبير
اللذان يحميهما النظام العلماني .. بل ان ثمة اقرار بأن الليبرالية الغربية تعني ان كل اعتقاد ممكن هنا من الديانات الى الفكر .. وممكن مغايرتهما والتجديف بهما بأعتباران العلماني يحمي الأيمان ومغايرته مثلما يحمي التساؤول من حوله الى درجة النقد والتشكيك احيانا.
ويرى الكثيرون ان ليس من حق احد ان يسقط ثقافته على الثقافة الغربية الليبرالية ليمنع طرق التفكير حتى لو كانت الهجرات قد غزت الغرب من كل دين ومن كل ملّة يجسد وجودها حقا ازمة صراع حضارات تفرض نفسها بالقوة .. وبالعنف احيانا!!!
وهناك امثلة كثيرة على تدخل الأقليات المهاجرة في السياسات البلدية لعدد من دول اوربا ومدنها واقاليمها .. ازاء التربية والثقافة وطبيعة المجتمع .. لحذف مبنى ترفيهي هنا او لألغاء ناد هناك او لمنع عمل ثقافي او مؤلف او فيلم او برنامج تلفزيوني الى درجة وضع الحد على الآخر الذي يشتغل على منظومة حريته هو ابن الغرب الخالص .. كما حصل مع لارس فيلكس الرسام المهتم بالبوب آرت قبل الكاريكاتور.. والمتبني لروح بول كلي في مشاريع مقامة في الطبيعة .
يحصل كل ذلك رغم ان الحكومات والقوانين هنا تحمي دور العبادة وحقوق التعبير لهذه الأقليات فيما تحاول هذه الأقليات بتحد غريب ان تصادر القوانين والحريات في بلدان تستضيف مئات الألوف من المهاجرين الهاربين من قمع بلدانهم لهم .. وتحميهم .. وتؤويهم وتقدس عباداتهم ومعتقداتهم . فيما يقومون هم بدور مختلف يؤسس للقمع والمنع والتحريم !!
وفي ايلول 2007 كان فريدريك راينفيلد رئيس وزراء السويد يجتمع مع اثنين وعشرين سفيرا لمناقشة المبادي القانونية حول التعبير المكفول ازاء الرسوم التي نشرتها جريدة اقليمية محدودة تصدر في مدينة اوربرو .. حول المقدس الذي تناولته تلك الرسوم في محاولة لتطويق ازمة سياسية واقتصادية وثقافية كبرى اثارها الرسام فيلكس الذي عرف بصناعة الحدث الثقافي في نصبه ومعارضه السابقة .. وطبيعته الشخصية ايضا . وقد نجحت تلك الجهود لوضع ضوابط للمشكلة وحلولها والنظر اليها بعيدا عن مااصدرته منظمات وقوى سياسية ودينية .. ايضا !
وقد كان اتحاد الفنانين في تلرود ومدرسة ياليبوري ومتحف الفن الحديث في ستوكهولم قد رفضوا جميعا عرض تخطيطات ورسوم لارس فيلكس الأخيرة .. وهو مايتشبث به الرأي العام كتعبير عن عدم الموافقة على كل مغايرة .. رغم اهمية حرية التعبير الشخصي التي يمثلها الحدث لكن الأمر تم احتوائه بأعتبار ان الثقافي يمكن ان يصنع الحدث لكنه لايحق له ان يربك السياسة العامة ويصنع الأزمات الدولية دون مسؤولية .. ورغم ان الأزمة قد تم تطويقها لكن المبدأ لم ينطفيء في توكيد فعل الحرية في الرأي الشخصي .. كما ان الفنان مايزال يعمل في المكان الآمن الذي اختارته له السلطات المختصة ليعمل ويعيش ..
رقابة ذاتية مرفوضة
-------------------------
وازاء التحفظ الذي حصل اعتبر الكثيرون ان تلك الظاهرة تمثل خلخلة لنظم العقل الغربي الذي تجاوز المحرم الى ماهو اكثر واقعية من فكرة التحريم ... واعتبر البعض وبخاصة رئيس تحرير جريدة نيركس الهندا اولف يوهانسون والتي نشرت الرسوم ..ان تلك رقابة ذاتية غير مقبولة تحلل للبعض من المهاجرين معتقداتهم رغم انها تحتوي التحريم والقتل ازاء الآخر وتنطوي على الهزء من ديانات اخرى ومناصبتها العداء واقامة الحد على حملة عقيدتها ومصادرة المواقف في اختلاف الرؤية لقضية حرية الرأي ..
والفنان لارس فيلكس رسام في الثالثة والستين من العمر يهتم بالبوب آرت ويقيم اعماله الكبيرة في الطبيعة - داخل الغابات او على الجبال وا عند السواحل وغيرها من المناطق التي يحتلها دون اجازة من الجهات الأدارية وتلك بعض مشاكله.. ويقيم نصبا من الخشب الذي يجمعه من الغابات او من الحجر او من الفضلات والورق والصناديق والكارتون ضمن تيار دولي عارم لصناعة العمل الفني من مادة الطبيعة او من بقايا حياة عصرية استهلاكية لكل منجز حضاري . وقد عبر فيلكس اكثر من مرة عن انتمائه لحركة تعبيرية فردية واسعة تتسع دائرتها بين اجيال من الفنانين الغربيين في محاولة لتأكيد حرية النظر واطلاق استعمال المادة الحرة في العمل الفني ومناوأة اي حد ..
لقد كان على فيلكس قبل ان يختفي اثر تهديات كثيرة ان يلتقي بممثلي الرأي العام في الأستاديوم وسط ستوكهولم .. ليقول رأيه لكنه قبل ان يدخل شهدت القاعة دخول اكثر من عشرة اشخاص بأزيائهم الخاصة تحميهم الشرطة .. ووضعوا ورقة على المنصة التي سيجلس عليها الرسام بعد قليل وكانت تمثل احتجاجا وتهديدا على الرسام مما اثار موجة اعتراض داخل القاعة ..وقد اعتبرت تلك مصادرة غريبة لقضية ثقافية تتعلق بأبداء الرأي وليس بعقيدة او دين او فكر ويرى العديد هنا ان قضية الرأي اهم بكثير من العقيدة التي ينشأ المرأ ليختارها بأرادته اما الرأي الثقافي او المنجز الفني فهو موضوع شخصي ..حر وتقييده يشكل تجديفا بحق العصر والحداثة والفكر.
اعمال تتحول الى علامات تجارية
------------------------------
لقد تحولت نصب واعمال ورسوم لارس فيلكس الى علامات تجارية اشترتها اشهر شركات الأنتاج الصناعي للورق او الخامات الأخرى بحيث ان شركة جوزف بيوز اشترت منحوتته الشهيرة ( نيمس وآركس ) من الخشب لتصبح علامة لشركتها رغم ان المنحوته ستظل في معرضها الخاص بالفنان كريستو للسكيتشات والتخطيطات والنماذج الذي يضم اهم الأعمال الصغيرة والنماذج الجبسية والتخطيطات لفنانين كبار ..
ويبدو ان قضية الثقافة الغربية ماتزال مجهولة امام الهجرات القادمة بل ان الآخر مايزال يصادر الغرب في عمليات استهداف تقوم على فكرة السيف والصراع وفكرة القتل والهجوم دون ان تنشيء هذه العقائد الوافدة حركة ثقافية ذات نتاج ووسائل تدافع عن هذه العقيدة دونما الأتكاء على قواعد تحريم الفن والغناء والتشخيص في الرسم الى درجة التحريم ..
يقول فيلكس خلال الندوة :
ليس فكرتي هو انني اقاوم نزعة الآخرين او ديانتهم بل ان فكرتي تقوم على محتوى سيكولوجي وفكري – ارضي – وليس سماوي .. ومثلما تعرضت الأعمال الأخرى لموضوعات تتعلق بالمسيحية او اليهودية او البوذية او الهندوسية فأننا ابناء الأرض الذين نبتكر قوانيننا الأرضية دون ان تكون لدينا نية اصلا لمغايرة ماهو ديني او سماوي بل نريد ان نعطي امكانية اضافية للطاقة الفردية على ابتكار مقومات الوجود الحر للتفكير والقول والأبتكار بعيدا عن النص الديني المحدد والمغلق .. ويوجه سؤاله للجميع في قاعة الأستيديوم : السنا ابناء الحرية في التفكير والرأي .. وتضج القاعة بالتصويت للسؤال بألايجاب ..
وتؤسس اراء شتى على ان منع اعمال لارس فيلكس وغيره هو منع لحرية التعبير قد يطال حرية المسلمين وغيرهم من التعبير يوما في ظل قوى اليمين الذي يهيمن على السياسة في اوربا الغربية اليوم
وتشير الدراسات طويلا الى ان الديموقراطية يمكن ان تسمح بنشر افكار او رسوم او افلام فظة..
وذات ذوق سيء مثلما يحصل العكس جراء قوانين التنوع الطبيعي الذي يثري كل ثقافة كانت كما كانت ثمة اعمال معروفة مثل فيلم حياة براين والرغبة الأخيرة للسيد المسيح واعمال روائية وفنية تم تمريرها رغم الأعتراض عليها معتقدين ان ذلك لن يهدم مبنى دينيا كما لايهدد ديانة او عقيدة او يخلق فكرا .
ويهتم المحللون بالطريقة العنيفة التي تمت الأجابة بها على مثل هذه القضية معتقدين ان اصحاب الرأي المتشدد الذي يقيم الحد على كل خروج فكري او ثقافي مهما كان بسيطا انما يخسرون الفرصة اثر الأخرى لأقامة حوار ممكن لقضايا الأنسانية التي غدت اكثر تعقيدا اثر تطور العلوم وبحوث النفس الأنسانية وانساقها واتجاهاتها الجديدة في ظل الحرية .. وحرية الراي والعقيدة .. وفي ظل كفالة القوانين الليبرالية .. والعقل العلماني الذي يدير المؤسسة الغربية في مجالات الفكر والتربية والثقافة ..
وأهم ماقيل في مشكلة الرأي وحرية التعبير هذه ، ماقالته مارثى فيز سروم مسؤولة المعرض الفني في تليباري : ( الرسم الحر ظاهرة مهمة .. لكن ثمة خوف هنا عند السكان من ان هذ الحرية ستقود الى مشاكل وجدالات بحيث نستنتج أن المعارض الفنية باتت خائفة من تهديد غامض يوحي بأن الأهابة الى درجة الصمت سهلة وذلك ليس من صفات ثقافتنا ) .. وهذا رأي مكثف ومهم يختصر روح الغرب .. لمن يريد ان يرى الآخر الذي يمنحه الحماية .. والعيش الآمن .. والحرية فيما يصادر هو حرية الآخرين !!



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غونتر غراس في الثمانين .. يقشر البصل ويقف ضد الظلم والأحتلال ...
- فرناندو بوتيرو رسام سجن أبي غريب يعرض منحوتاته الغريبة
- الجالس على رمله الهش
- وداعا سركون بولص
- تشكيليون تجمعهم الرؤيا ويقربهم اللون والشعر في غربة المكان
- فساد الأخوة
- سلمان شكر نخلة النغم العراقي التي لاتتكرر (*)
- بغداد .. خرابست
- الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى وا ...
- ايكو: لاشيء صغير ..لاشيء كبير كل شيء مشوش ومرتبك.. و بوش مثل ...
- ثرثرة المعنى .. ثرثرة طوال الوقت
- تقرير حالة الشعر : عشرون شاعرا تاريخيا وعشرة شعراء معاصرون ف ...
- سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية
- فؤاد التكرلي : الأفندي الأنيق ابن المحلّة البغدادية في الثما ...
- العربي الجيد ..هو العربي الميت
- تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انت ...
- بأنتظار صحوة النخب .. ومحنة خدر العوام !!
- الخبير الدولي .. الفنزويلي فرناندو باييز : رأيت بعيني وسجلت ...
- رؤية معمارية للفضاءات السبع لجسر الصرافية !!
- الفيلاّ الخضراء :استعادات في مخبأ غريتا غاربو السري !!


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الثقافة العلمانية في الغرب تاسيس لوعي الأختلاف في الثقافة .. تجربة لارس فيلكس