أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى والمسرح عين .. والموسيقى جوهر














المزيد.....

الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى والمسرح عين .. والموسيقى جوهر


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:20
المحور: الادب والفن
    



الأضاءة الأبداعية في النص هي لحظة من التجلي الخاص ، انها لحظة الخروج من العادي الى السحري ومن اليومي الى الدائم .. ومن الأرضي الى الكوني ، فكيف نضع تواريخ كتاباتنا ..اليس ذلك هو المسرح.. اذن كيف يطلب منا ان نفسر تلك المعاني لجمهور عاقر معرفيا .. وتسكنه روح العادي والمقلد .. فيما تكون الموسيقى اكثر ثراء والكتابة نهرا كاسحا لكن دون قرّاء ؟؟
بهذه الفكرة يفتتح لارس فورسيل حديثه للقناة الثقافية الثانية مميزا موقفه الثقافي عن موقفه السياسي المساند للحزب الأشتراكي الديموقراطي اكبر الأحزاب السياسية .. الذي يتبنى قضايا المجتمع والمهجرين.. ويناوىء خطاب اليمين المسيطر ..
لكن الكاتب والشاعر والمسرحي المعروف لارس فورسيل لاينفك يوجه النقد الى كل هؤلاء الذين يدافع عنهم الحزب الواسع الأنتشار لأنهم : منغلقون وانانيون وعديمو الشجاعة ..
كان لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية منذ 1970رجل يومي تجده في المقهى او عند مطاعم الأطعمة السريعة ساعة الغداء ، ويسهم في الحياة وسط الناس دون عزلات كما يفعل البعض لأنه يلتقط موضوعاته بهذه الطريق .. ولذلك فهو يبتسم حين يراه المسؤول الثقافي لجريدة يوتوبري بوسطن - ميكائيل فان ريس- لحظة الغداء ويقول له :
انه لمن المضحك ان تتوقف الحياة طوال ساعة مملّة .. ساعة لمجرد اننا نقدس لحظة الغداء ( ( Lunchen .. تذكر هذا العنوان لمسرحية خاصة في كل شيء .. كنت يومها متأثرا بأحداث اكتوبر في ثورة شباب اوربا 1968 وكنت اسخر من كل هذا التقديس الأبله ..
لكني ارى نفسي مجبرا على فعل ذلك كل يوم مثل اي مخلوق عادي .. مثل آلة تحتاج الى طاقتها المحركة .. لأني حقا من هذا الكون الأرضي الذي اسمه السويد .. فماذا افعل ؟
انني اجد ايضا في صورة الناس وطعامهم وحركتهم مضامين حياتية مهمة وانعكاسات مسرحية جوهرية كما في ليل يائس 1980 . تلك المسرحية التي اثارت الكثير من النقد والقبول ايضا .
انه شخصية ثقافية شعبية ارتبط بالفولكلور في اعماله المسرحية الغنائية كما ارتبط بكل نادر ومغاير .. و عن ( رحيل ) لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية منذ عام 1970 تقول وزيرة الثقافة السويدية لينا اديلسون ليلخروث :
( انه واحد من بين الأكثر تميزا في حياتنا الثقافية لتنوعه وثرائه .. كان كاتبا متنوعا في النص المسرحي الشعري ذو الطبيعة الأحتفالية.. كما كان من اكثر اعضاء الأكاديمية تعريفا بنا .. كنا نحتاج الى من يتحدث بروح ثقافتنا رغم المرارة التي ينطوي عليها نقده المسرحي .. لأنه كان معنيا بكشف التناقض الفض الذي تنطوي عليه حياتنا )
ولد لارس في العشرينات ( 1928 ) ودرس في جامعة ستوكهولم كما درس في الولايات المتحدة .. وابتدا اواخر الأربعينات مسرحية العائد التي كانت صوتا مختلفا .. وكأنه تشيخوف يمارس نقدا .. لكن بخصوصية تتميز عن ماهو شائع وواقعي عند تشيخوف .. كما قدم الدخيل 1952 وهي صيحة في فضاء معتم من التقليدية الراسخة في الأدب والحياة .. وكان من بين خمسين كاتبا سويدا يمثلون طليعة الكتابة مثل مجايله آرثر اندفسك ..ويان آرنولد وايرنا ديل وآخرون ممن جعلوا اي قبول للحياة دون اسئلة هي عملية مقيتة وتلغي ميزة الحرية التي حصل عليها المجتمع بعد سلسلة طويلة من الأختبارات التأريخية الصعبة منذ حروب الملك اوسكار حتى اليقظة التي تحققت بعد الحرب العالمية الثانية .
يرتبط لارس فورسيل بخصوصية مميزة ، برغم تواضعه فهو كاتب متنوع ومؤسس ثقافي عالي الحضور كما ورد في توطئة اختياره لعضوية الأكاديمية السويدية يومذاك . وهو يحمل ذلك التناغم البسيط مع عالمه عبر يقظة تلتقط كل سؤال .. وكل لمحة لتتحولان الى نقد مليء باعباء ألتغيير لأن النقد هو طريق لبنية جديدة .. ورؤية لمجتمع يبدو مثل اعمى خلف تيارت الميديا والأعلان والأستهلاك .. والأمركة.. كما يقول في حديثة للقناة الثقافية .. بحيث يبدو دخول المصطلحات الأنكليزية الى السويدية امرا يدعوا للسخرية لديه : من قال ان لغتنا عاجزة .. نحن امة متنورة وبحاجة الى مزيد من التفاعل بين المهاجرين وبين ثقافتنا لنثمر ثقافة غرائبية وحديثة ومتنوره ..
لارس فو رسيل غادرنا وهو في التاسعة والسبعين فجاة هكذا في اواخر تموز / يوليو 2007.. مختارا هذه الرحلة الصامتة بعد ان قدم اجمل روح شعرية في المسرح .. وروح موسيقية عبر اطلاق النص وتحريره .. حيث كتب الكثير من النصوص المثيرة للجدل ..
لارس فورسيل عاطفي غزير الأنتاج .. موسيقي يحب الروح الشعبي .. متوقد كطفل .. يدير عمله المسرحي مثلما يتابع عمله في الأكاديمية السويدية مثل بقية الخبراء الذين يعطون هذه المؤسسة الحضارية عمقها العالمي .. وتظل اعماله المسرحية خلال السبعينات والثمانينات مهمة في الدراسة والأستذكار لفرط مالها من اتصال بواقع الجدل القائم في حياة تتغير من حياة العمال في مناجم الذهب في الشمال القاسي البارد والمعزول الى اؤلئك الكحوليين الذين تنبذهم المعامل الى اؤلئك الذين اختاروا رتابة الحياة السويدية .. كل هؤلاء هم نماذجه ..حتى اخذ ينشغل بالمسرح الغنائي وكتابة الأعمال الغنائية الطويلة مثل ليل يائس وهو عمل موسيقي ومسرحي طويل محمل بملامح شخصية فذه
( انه كاتب مطلوب من بين معظم القراء كما يتميز بأنه تفوق على عصره ) كما يقول زميلة بيتر آرنولد .. وكانت مهارته ميزة .. وتنوعه تنويرا لنا لكي نحذو حذوه .. وهو يرى دائما ان اية كتابة دون ميزتها الخاصة لاتصلح الاّ ان تكون ارشيفا ..
هكذا رحل لارس فورسيل عضو الكاديمية السويدية اواخر تموز يوليو 2007 تاركا كل تلك التفاصيل اليومية التي يرصدها منذ ستين عاما ويزيد .. لتحكي هي تفاصيل حياة الناس و قصص الشخصيات الفاجعه.. والقلوب التي تقرا بصمت تراتيل حب .. والمجتمع الذي يخذل صانعي فكره .. رغم كل شهرة .. وكل موقع .. وكل نصر ؟
.. وما النصر الاّ وهم من اوهام الفلاسفة والمجانين ..
كما ردد فورسيل قبل ان يختار طريقه !!
-----------------------------



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايكو: لاشيء صغير ..لاشيء كبير كل شيء مشوش ومرتبك.. و بوش مثل ...
- ثرثرة المعنى .. ثرثرة طوال الوقت
- تقرير حالة الشعر : عشرون شاعرا تاريخيا وعشرة شعراء معاصرون ف ...
- سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية
- فؤاد التكرلي : الأفندي الأنيق ابن المحلّة البغدادية في الثما ...
- العربي الجيد ..هو العربي الميت
- تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انت ...
- بأنتظار صحوة النخب .. ومحنة خدر العوام !!
- الخبير الدولي .. الفنزويلي فرناندو باييز : رأيت بعيني وسجلت ...
- رؤية معمارية للفضاءات السبع لجسر الصرافية !!
- الفيلاّ الخضراء :استعادات في مخبأ غريتا غاربو السري !!
- جارلس سيميك .. جائزة الأكاديمية الأمريكية للشعر
- عمارة الكلام ..وعمارة المكان ..بين شارع الأميرات ..وشارع جبر ...
- كانت الذات الأنسانية ميالة الى الجريمة دائما !
- مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية
- خالد السلطاني :معرفة العمارة وتأويلها
- تقشير الفستق :فوتوغرافيا الغروب الأخير على شفق بغداد
- وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية
- آخرة الحكمة : مندايا الرحيل .. مندايا الأياب
- اعادة لمقولة الغياب


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الراحل لارس فورسيل عضو الأكاديمية السويدية : الكتابة معنى والمسرح عين .. والموسيقى جوهر