أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الكتابة المقدسة_ثرثرة














المزيد.....

الكتابة المقدسة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 09:35
المحور: الادب والفن
    



مع البيت الجديد,أعيد التفكير بمختلف جوانب حياتي. القراءة والكتابة مركز ومحور.
حررتني الثرثرة من التقديس وأسطرة الأثر المكتوب,اندفعت بعيدا...خفّة وطيش...كما هي تناقضات الحياة والأفكار. الصبر على الفكرة والجملة...التبصّر والتفكّر العميق ببعض الجوانب,ليس من النوافل.
التوازن كلمة جوهرية. تحدث ارتدادات وأفعال منعكسة على الدوام ولأبسط المثيرات,تصعب ملاحظتها غالبا...بالتأني وتركيز الاهتمام مع الحظ الطيب,ينجح واحدنا في إدراك ما حجبته العادات والموروث,وربما ينجح في الرؤية الذاتية من الخارج والداخل معا.لحظة نادرة....تستحقّ الجهد والانتظار.
ما أزال في طور الارتدادات المتعاقبة...غضب ورضا...تسامح وحقد,حب وشغف مع وله غامر,بسرعة ينقلب إلى النقيض.لكن الحياة لمرة واحدة...تحتمل وتستحقّ.
.
.
تتوالى الأيام وتندثر.تلفظني اللاذقية إلى الأبعد فالأبعد.
تتوالى الأيام وتتراكب وتتراكم وتتلاشى.
*
هو أول يوم جمعة في بسنادا. أول يوم عطلة رسمية.
أنام باكرا وأصحو باكرا. لا لسبب سوى أن الليل هنا يشبه النهار ولا فرق.
الثامنة صباحا استيقظ. متأخرا...أجل.
_مكالمات فائتة,زكريا والشلّة,صرت بعيدا أعذروني, عدت غريبا ومستوحشا.
.
.
أجّل مشوار الضيعة,قد يأتي عامل التلفون: نعم يا فريدة.
الحادية عشرة صباحا في سرفيس بسنادا. أين سأنزل!
في الشيخ ضاهر بحكم العادة. إلى مقهى الحكيم بحكم العادة. أنسى أنه يوم جمعة.
أشتري من مكتبة الناصية جريدة الثورة والحياة والاتحاد الإماراتية...يكفي.
لا يزعجني صوت الآذان ولا الصلوات في حدود المعقول,بالعكس أرتاح وأستمتع.
ولكن,في خليط من الأصوات المقلوبة والمنكرة, ولا تبعد عشرات الحناجر والميكروفونات,مئات الأمتار عن بعضها, تتحوّل زحمة الأصوات والصدى إلى ضجيج مقلق أشبه بجلسات التعذيب. اهرب بسرعة وأترك قهوتي على الطاولة.
في كراجات الضاحية بسنادا,أتوقف وأنتظر....سيارات بسنادا قليلة وممتلئة,أخيرا أنجح في اللحاق بمقعد,واهبط بسلام على دوار الزراعة.
إلى مقهى زيني أو زيتي وأفضّل تسمية شوكولاته. والشاب الأسمر اللطيف أهلا أستاذ. أشعرها نابعة من القلب,دافئة...شكرا. أريد.....كاباتشينو.
_ما رأيك أن تجرّب...نسيت اسمها.
لذيذة...شكرا لك.
مع أوقية قهوة وربطتي خبز اسمر ونصف كيلو عجوة,أتردد في ركوب سيارة أجرة,وأتجه إلى طريق حديقة المشروع السابع,أدخّن واشرد...ألمح نضال على بلكونه إن رآني أدخل...هو وزوجته وابنتيه,لا أحب موقع الشخص الثالث. أكمل طريقي.
أضيف على حملي كيلو فرّوج من مجمّع المعهد,وانتظر سرفيس بسنادا مجددا. هذه المرّة أول سيارات الخطّ, يبتسم السائق ويشير بيديه أن لا مكان....أظنه همس لجاره هل أحمله على ظهري... أدخّن وأنتظر.
كلها الضاحية الجديدة....مع السيجارة الثالثة أفكّر بطلب تاكسي,...وابعد الفكرة بسرعة,هذه "حياتي" الجديدة وهكذا يعيش الألوف في اللاذقية والملايين في سوريا, أمشي محمّلا إلى موقف الشعبة....وتطنّ في رأسي كلمة حياتي. استخدمها بيل كلينتون, في كتاب ضخم يروي حكايته الشخصية,ليصل أخيرا إلى الرجل صاحب الرقم_1_ في العالم. الرجل الأول في الدولة الأقوى والأغنى في العالم.سوء المعاملة في الطفولة كانت حجّته ودفاعه أمام القضاء,في تهمة استغلال المنصب وحكايته الشهيرة. تدور في راسي كلمة الأول والرقم الأول.
_في أي شيء_صفة أو فعل_ يمكن أن أحصل على الرقم _1_في العالم!
...في رغبة التغيير,أجل ....قاطعة وبلا شكّ.
لا توجد "مغرز إبرة" في حياتي لا ارغب بتغييرها.
لا يوجد مقدار_أصغر نقطة في أصغر رأس دبّوس_ في حياتي يشعرني بالفخر وأتمسّك به. هذه هي حياتي بالطول والعرض,عموديا لا افخر بالسلالة ولا بالأجداد...إلى نهاية العدّ,أفقيا مع وجود شعور بالراحة وتعلّق_مرّات يكون شديدا_ إلى درجة الميوعة العاطفية,لكن هناك....دودة اللاجدوى تنخر أعصابي وعقلي.
*
يكتبون برصانة ووقار, بجديّة وتعقّل يثيران غيظي وجنوني...كيف لهم تلك الثقة!
متى أقطع مع الشكّ والخوف! كيف أعرف أن هذا صواب وذاك خطأ!
.
.
"تردّدت كثيرا في نشر هذه الخاطرة اللعينة".
قفا الكتابة عندي,في أحد وجوهها,وتكشف قبل ذلك العمق والبؤرة في هواجسي. كنت أرغب في الإضافة,ربما لشعور بارز بأن التعبير ناقص ويحتاج إلى المزيد.
ليس القصد أكثر من اختزال فقير لأطياف العاطفة والرغبات.
_تبرير أم تفسير!
.
.
بقينا تحت سقف واطئ
نمضغ الألم
جيلا بعد جيل



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية القمر من داخل البيت_ثرثرة
- كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة
- في التفاصيل يسكن الشيطان والمعرفة والحب..._ثرثرة
- الهمس بصوت مسموع_ثرثرة
- سراب المعنى_ثرثرة
- رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة
- مجزرة كتب وزجاج_ثرثرة
- ليلة الأمس_ثرثرة
- صيف ثاني_ثرثرة
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة
- بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الكتابة المقدسة_ثرثرة