أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - آخر أيام شريتح_ثرثرة














المزيد.....

آخر أيام شريتح_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


حسين الغبي عجيب:
غدا أترك غرفتي العجيبة...البيت والبلكون.... ومنظر بحر اللاذقية.
صرر وحزم وكراتين...والكثير من الغبار. بيت ينتقل لحارة أخرى وتبقى الجدران والفراغ .... لطالما تبادلنا الكلام والهمس والحكايات في مختلف الشؤون والقضايا.
الجدار المواجه أستبدله بنافذة ومنظر عدة شجيرات زيتون, عطشى ويثقلها الغبار....تزورها عصافير البرية...,لا تلبث أن تغادر في الفضاء الواسع,تشبهني.
ربع قرن في اللاذقية وكأنني مزروع على أرصفتها, في قالب ضيّق ويضيق يوما بعد آخر,وما ظننته محطّة في الطريق, وحلمت أن تليه الخطوة الأرحب ,بلا انقطاع.
هناك ولدت...وهنا تموت. لا تحاول...تصرخ بي الحيطان والظلال المنكسرة بين الأقدام. لا تحاول....رتّب قبرك, لا بيت ولا وطن نجحت في الوصول إليه.
....ستعود إلى الحلم ...إلى الأخيلة الملونة هي بيتك ووطنك,بلا زيادة أو نقصان.
مرتبك وحائر...ليس هذا طريقي الذي اخترته وليست بلادي التي أسعى لها.
*
أترك حارة شريتح خلفي. ولا مرة نظرت إلى الوراء.
كله في مواجهتي دفعة واحدة. الماضي والحاضر والقادم مع الخوف والرغبات مع الصراخ مع الندم مع براميل الكحول ترافقني وتفتح لي أبواب الغيب وعوالمه الغريبة.
لكنني تعبت,هذه المرة تعبت واستسلمت.
*
سأوزّعها على دفعات,البراد والغسالة في سوزوكي مع سائق وعتّال.
الكمبيوتر مع التلفزيون وصحن الاستقبال لفضائيات ...في سوزوكي ثانية.
بقية العدّة والعدد في سيارة شاحنة كبيرة,يختلط فيها علب الزيت والزيتون مع دوايين الشعر وكتب علم النفس...التي زادت من حيرتي وضياعي,عكس ما كنت أرغب.
الأحذية والثياب العتيقة تلاصق وتعانق الكتب,تفصل بينها رقائق البلاستيك, وعقلي يدور في زوايا الأيام اللعينة.
أرغب في البكاء,أرغب في الصراخ في الخروج من دوائر المرارة والقهر.
لو كان انتقالي هذه المرّة إلى قبرص مثلا...إلى فرنسا...أمريكا.
غبي وحالم.
*
تكلّم جميل وحسنا فعل. آخر أيام شريتح,أن يتحدث ألأصدقاء, وأن يرنّ التلفون وتصل رسائل,تحت سقف المتوقع والحق الطبيعي....ماذا يوجد في هذه البلاد!
ماذا تبقى لنا في هذه البلاد!
أصدقائي كثر في اللاذقية وخارجها_هذا صحيح حقيقي وفعلي,ولكن.
.
.
وأن تصل رسالة سوزان الصباحية:
"في منحدر جبل
متوحّدة بلا رفيق

تنتصب شجرة كرز,
باستثنائك,صديقتي
الوحيدة
لا أحد يعرفني"
(أبوت جايسون)
.
.
أشرد,أصفن,أحاول الفهم ....
ألتقط أوهى تعبيرات الألم,أكثر من قطّ شمّام ومن براعة كلب بوليسي, ....ألتقط تعبيرات يلتقطها قارئ متعجّل وتعيش معي:
كلّ ما فقدته, ولن أراه ثانية
سأحبه إلى الأبد... شاعر يهودي أم إسرائيلي!
.
.
لا أقوى على قول لا:لعماد وجميل ودارين وبرهوم وماجد ورنا...كثر,لا شكّ...وأما سوزان...أفكّر أحيانا بالردّ على سبيل الدعابة مع رسائل هادفة:أمرك سيدتي.
....هل أستحق مودتهم!
.
.
ربما لا وربما نعم. لا حساسيتي ضعيفة ولا عقلي محدود,لكنني متألم بوحشية.
...هل هذه الحياة التي وعدنا بها!
ألهذا السبب امتنع المعرّي عن الإنجاب! جوابي الواضح والصريح والمباشر لا.
.
.
يرعبني أن تسألني ابنتي أو ابني....ماذا أعددت لنا ولأجلنا.
.
.كنت اشرب لوحدي وبهدوء,ثم تكلم الحقير جميل والحقير مصعب...هي سكرة اليوم! الله يستر....آخر يوم في شريتح,مثل محارب فقد سلاحه ولم يفكّر بالاستسلام من قبل, مثل عذراء استيقظت امرأة مكتملة,بدون أن تفعل أو تقرر أو تمنع...هكذا أتخيل العذراوات....وأملأ كأسي وأشربه بلا تفكير.
.
.
اليوم خمر وغدا أمر. سأكرر وأعيد....
على طريقي لم أجد السعادة
أنا ارغب أن تدخلي في حياتي
حكيت قصتي لليل والورود
ولم أجد السعادة في طريقي
ادخلي في حياتي
أنا ارغب أن أكون محبوبك
.
.
أحبيني
فكلّ من أحببت قبلك ما أحبوني....سوى الوله العراقي لا يشفي غليلا.
*
لا أعرف لمن أتحدث اليوم وغدا
...هل الحب قليل في العالم إلى هذه الدرجة!.
.
.
كما تسقط ريشة من جناح
أعود
ولا خيار..
.
كلما أحببته اغتنى وهجرني....
أعود
بلا حائط ولا اسم ولا عنوان
أعود



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة
- في التفاصيل يسكن الشيطان والمعرفة والحب..._ثرثرة
- الهمس بصوت مسموع_ثرثرة
- سراب المعنى_ثرثرة
- رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة
- مجزرة كتب وزجاج_ثرثرة
- ليلة الأمس_ثرثرة
- صيف ثاني_ثرثرة
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة
- بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - آخر أيام شريتح_ثرثرة