أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة














المزيد.....

رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 09:49
المحور: الادب والفن
    



في الشهرين الأخيرين من السنة,وبالأخصّ اليوم الأخير,ينقلب السياق إلى درجة العكس.السكون الثابت والمضجر,حيث تترادف الثواني والسنين في صفوف طويلة,... ليصرخ امرؤ القيس ألا يا أيها الليل الطويل...ويردّ النابغة الذبياني...
كليني لهمّ يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض وليس الذي يرعى النجوم بآيب
زمن الوعي ,نفسيّ,أولا....ليلوّن بعدها الأحداث والحركة من الداخل....زمن الخسارة والألم والانتظار ثابت, وطويل ودائري دوما_بلا نهاية.
على خلافه زمن النشوة والانخطاف,زمن عمر الخيّام وفرناندو بيسوا....وليلة رأس السنة.زمن انقلابي.
البعد الرابع للمكان....حتى من الخارج,يتعذّر إدراكه. الزمن أغرب الكلمات وأكثرها سحرا وغموضا.
_من لا يعرف أثره,عبثه,زلازله وبراكينه,....خبط عشواء!
...كلنا ضحايا الزمن.
.
.
أظنها رأس سنة 1977,بالتأكيد التي قبل أو بعد.
نزار قباني الشاعر,على التلفزيون السوري,في مقابلة مسجّلة بنفس السنة.
_لم يتغيّر شيء.
_لا شيء يبقى على حاله.
*
الشهر قبل الأخير في السنة.
اليوم طويل والشهر قصير نسبيا والسنة لمحة خاطفة.
_لماذا يتعاكس الزمن النفسي مع الزمن الميقاتي والفيزيائي,في الوعي والشعور !
...في السجن اليوم أطول من السنة_ويشرح محمد حمودة الأستاذ والصديق:
الحركة والحدث عناصر الحياة الأساسية,في علاقة تفاعل مستمرّ مع العالم الخارجي, وما يحدّد الوعي الفردي,النشاط المتغيّر في المبادرات والنتائج. مع تزايد الحركة والأحداث المثيرة ينقص الاهتمام بمرور الزمن والانتباه له, والعكس تماما.
يوم بلا أحداث يشبه المسير في صحراء.طويل ومضجر وينتهي بلا أثر. مئات الأيام وأحيانا ألوف حتى تصادف إشارة أو خطّ....تنظر إلى الوراء وتلمح أثر الجرح. كل تلك السنوات مرّت...لأجل هذه العلامة!
.
.
لم يتبقى لي إلا الثرثرة ....وكأس وسيجارة.
هذا يوم الفودكا_زجاجة سميرنوف تقليد_مع عصرة ليمون وقطعتي ثلج....تمام.
اللذين أحبّهم...كأس وشربته.
اللذين علّقت حياتي على عودتهم....كأس أشربه ولا أرتوي.
...أسعل....وأكحّ,وأتابع التدخين مع الكأس الجديدة.
.
.
لم أخسر مرّة مع شريك ذكي(امرأة أو رجل).
لم أكسب مرّة مع شريك غبي(امرأة أو رجل).
....أثرثر وأشرب كأسي, أملأه وأشربه ...حتى ترتخي مفاصلي, وأنام.
اليوم أطول من السنة, ومن العمر أيضا.
*
ماذا تقصد في ثرثرة يوم كذا.
أكتب هذه في ثرثرة اليوم.
لو أنّك تكتب بوضوح أكثر. لو أنّك تختصر من شروحاتك...أل.
هل...متى...كيف...لماذا...
ثرثرتي ليست رسائل شخصيّة لأحد, وإن كنت أحيانا كثيرة,أبادل عمري المتبقي بلحظة لقاء مع هذه الصديقة....ولا أسترخص سهرة مع نديم يحترم الكأس والكلمة.
ثرثرتي ليست تسجيل آلي ليوميّات فارغةّ وجوفاء تتكرّر في اللاذقية.
زفرة عاشق مرّة, وملاحظة منتبه مرّة, وإطلاق حكم_هو حصيلة زمان ومتابعة_ في لحظة نكد ...أو لحظة صفاء....
.
.
أكثر ما يضحكني ويؤلمني أيضا,حملة قناع أبي وبقية رموز الأب, يستطردون في مواعظهم ودروسهم الأخلاقية والوطنية, ولا يخطر في بالهم أني....أنا الصعلوك السكيّر معهم وبينهم,أرى هياكلهم العظمية,ثم يتذاكون في تبديل الأقنعة...وأضحك.
نماذج الابن ليست أقلّ إضحاكا.
عقدة الخصاء,تصف وتشرح....هذا المبدئي و العقيدي.....وذاك.
عرفتهم في مختلف أطوار الفكر السوري والحلم والطموح والإحباط. أجل....أعرف.
*
التسعين الأولى مرّت بسرعة. جملة قرأتها في فيلم أجنبي.
قرأت كيف انتهى سارتر وألتوسير وديستويفسكي والحبيب بو رقيبة ونجيب محفوظ... ويمكنني أن أتخيّل كيف ستكون نهاية من يطول بها أو به .... العمر.
تلك أغنية بوذا العابرة للعصور والثقافات.
.
.
العقبة الأساسية في ثرثرتي(الآخر المتلصّص), أعرف بوجوده ومنتبه....
ليس عندي كبير,بمعنى تقديم الطاعة له والتمسّح بأذياله,وانتظار غنيمة ما,أو تجنبه.
ليس عندي صغير,بمعنى تحقيره أو الاعتداء عليه, أو النفور منه قولا أو فعلا.
خلال الثرثرة.... أتخيل نفسي أعيش هنا في اللاذقية قبل مئة عام,أو بعد مئة وأكثر.
.
.
أنا شبح.... ظلّ....لا شيء, أيّ أحمق ينتظر مدائحي أو عداوتي!
.
.
الفودكا بنت خالة الريّان,ليست أقلّ ولا أكثر.
رحلة قصيرة بالفعل.
اليوم في مشروع شريتح وغدا في بسنادا....أو في زاوية بعمق نصف متر...
وكأسك.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة
- مجزرة كتب وزجاج_ثرثرة
- ليلة الأمس_ثرثرة
- صيف ثاني_ثرثرة
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة
- بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة