أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة














المزيد.....

بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


1
لو توفّرت وسيلة سهلة للانتحار لما ترددت.
الوصول إلى الموت عملية صعبة ومعقّدة,تتطلب الكثير من الوقت,ليحضر الآخرون مع صورهم وأحكامهم,ثم تؤجل...تحاول تغيير أفكارك,الانشغال بأي شيء.
لا أطيق الشرب في هذه الحالات. أما التدخين فبشراهة ودون توقف.
في لحظة تتجمّع كل سفالات وضعة ما حدث,تحتلّ ساحات الوعي والشعور,وتظلم.
هل صحيح أنه كميات صغرى ومتغيّرة في الدماغ لا أكثر!
أم هي سوء المعاملة وسوء التقدير الذاتي والمشترك.... وسوء التصرّف وسوء الفهم,ليتعّذر بعدها البداية من جديد!
لا أعرف.
ومن التقيت بهم ويعرفون....كتل من الغباء والبلادة,من العسير احتمالهم ومشاركتهم.
جرح نرجسي قديم....ربما.
أسطرة الذات والانغلاق إلى الداخل...ربما.
نقص في الثقة,نقص في الأمل....بالتأكيد.
غباء أبوي حطّم نفسيتي,وأكملت فريدة على الباقي.
أرادوني صورة عن أحلامهم الخائبة.
.
.
بعد كل احتكاك مع آخرين,عاصفة من الخزيّ والرغبة في التواري والانمحاء.
هل هي كآبة أم اكتئاب!
هل هي مرض داخلي أم فساد الأمكنة والهواء والوباء الشامل!
ليتني أعرف.

بعد التعايش الطويل مع القناع والتعود عليه,ينفذ إلى الداخل...إلى العظم والخلايا المجهرية.ولا تعود تعرف,كيف تنتهي اللعبة وأين يبدأ الجديد.
*
ربما هي كآبة الخريف,وتنقضي.
وقد تكون إشارات تحذير,من التوغل في أماكن خطرة.
تراكمت خبرات كثيرة مع الإحباط والغضب والسخط,جربتها هذا النهار وفشلت.
ليكن....أطلق سمومك كيفما أتفق,لا تتركها تقضي على البقية من أعصابك.
أنت لوحدك.
لا أمام لا خلف لا مستقبل لا ماضي....كله قرف.
*
لماذا تهورت وفعلتها....أول نهار في شوارع اللاذقية ومؤسساتها وزبالتها.
الخلل فيك,داخل عقلك وأعصابك النتنة.
النار وسيلة التنظيف الأخيرة,أعرف.
*
فقدت التركيز....ضجة وتشويش وأشباح مذعورة تقفز في رأسي.
.
.
كنت اعتقد أنني تجاوزت عقدة"لا أحد يفهمني", الوجه الأبرز لأسطرة الذات,وصار بوسعي الاقتراب أكثر من سطوح جروحي النفسية,تلك التي تعمل في الخفاء, وبقوة عطالتها الذاتية تشل الوعي والإرادة...وتتركني في هذه الحال المزرية.
2

بين جدران عارية

فكّرت في محو ما سبق,بدافع الرصانة والوقار....أتحدّث بجدّ,ذلك ما خطر في بالي.
شحنة نفسية عالية أفرغت مع التعبيرات السابقة,وشعرت بالإنهاك الشديد,ونمت.
.
.
شبه حلم,قريب للغاية من أحلام اليقظة بقصره ووضوحه. مقابل ميريديان اللاذقية ومعي الماغوط(الذي لم أقابله في حياتي),كان يمشي بخفّة ويكثر من الكلام. استيقظت على صراخ جيراني.عشر دقائق فقط بين الحالتين.
مزاج رائق.ثقة عالية بالنفس.مشاريع فردية ومشتركة....البهجة تغمرني.
*
أعيش هذا التناقض الوجداني,منذ زمن بعيد. بهجة مطلقة وشاملة مع تقّبل مفتوح,حتى القتل الصريح أعتبره تجربة,وأبتعد بنفسي عن أي مشاركة أو تعاطف أو رفض_أكتفي بموقف المتفرّج_على اعتبار كل سلوك خلفه سبب غير شخصي,ولا وجود لتمييز من أي ّ نوع كان,الجميل أو القبيح والعظيم أو التافه والجيد أو الرديء....كلها أحكام خارجية سواء بسواء مع الأحادية أو التعدد أو التسامح أو الطغيان...عدم مطلق.
وفي المقابل آلة حاسبة دقيقة_هو عقلي ومنطقي_ حدود بمنتهى الوضوح والقطعية في الأخلاق والمعرفة كما في الفيزياء والرياضيات,محاسب شديد الصرامة,ولا مجال لتأويل أو الحدود الدنيا من الاختلاف_إما معي أو عدوّي. الوجود صلب أملس إما خطاة وينبغي استئصالهم أو عظماء في الصحو والنوم وفي المرحاض كذلك.
.
.
أقبل أنها الأنا العليا,التي كرّستها السلطات والمرجعيات السلفية,بأشّد مظاهرها تزمّتا.
هنا لا أتوانى عن إطلاق حكم الإعدام بأي شخص أو عمل,أو تمجيده...بلا تأنّي.
.
.
لو وجدت قربي وسائل القتل,لفعلتها كثيرا مع نفسي وسواي,ثم يأتي الندم.
مريض ومغرور وفاقد الثقة والاعتبار....أجل,محبّ ومشارك ومتسامح....أجل.
أما كيف تجتمع ويحتملها_هذا الدماغ المنكوب_ أظنه سؤال الجميع ولست وحدي.
.
.
.
ليس الحزن
ولا الأسف
ما يدعوني إلى اليأس
إنه الجمال الذي.....لا طاقة لأحد على احتماله.

3
سراب ودخان بلا ملامح
الآن في غرفتي وأمام كمبيوتري.
مضى يوم(وحدة الزمان الأساسية) على نوبة الكآبة...وربما اكتئاب.
أفكاري وشعوري مختلفان عمّا بدأته.ما يزال شيء من التشويش والضبابية.
_أن تعرف من أنت و ماذا تريد....وما الذي يسعدك أو يشقيك.
لا أن تقول ما تعتقد أنهم يرغبون بسماعه.
_هل ستستمرّ بارتداء قناع يحطّم عظامك وأعصابك!
....أفعل.قل لمرّة واحدة أنا أريد.
بقية حياتي صارت أقرب إلى النهاية منها إلى البداية,بكثير. وغنه لأمر بالغ السوء أن تنتهي حياتي بلا شغف أو حماسة, والأكثر سوءا,أن أهدرها في التردد.
الضحية أسوأ من القاتل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة
- اللعبة المنتهية_ثرثرة
- يوم خارق_ثرثرة
- الفكر السوري في طور التفعيلة_ثرثرة
- لفظتنا أرصفة دمشق...بعدها اللاذقية_ثرثرة
- أحلام...في الصحو والنوم_ثرثرة
- خطوة إلى الأمام ثلاث إلى الوراء_ثرثرة
- كأس أصدقائي....في مشارق الأرض ومغاربها_ثرثرة


المزيد.....




- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة