أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في سفينة زكريا_ثرثرة














المزيد.....

في سفينة زكريا_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


....كان عندنا عمّو زكريا صاحب السفينة,هل يأخذك معه في البحر!
_يا ربيع,عند زكريا لانش صغير...فلوكة....حسكة...شختورة..., وأما السفينة هي أكبر من كلّ ما تعرفه,تحمل البشر والأشياء والحيوانات وتطوف في محيطات العالم وبحوره, وأختم بحركات مسرحية,ذات يوم سنبحر معا في سفينة حقيقية,هذا وعد.
+ لا يا حسين,عند عمّو زكريا سفينة حقيقية, وهي أكبر من الغرفة...
أحاديثنا أنا وربيع ابن الستة أعوام,كانت بلا حدود ولا سقف,نتحدّث حول أيّ شيء, وحتى من هي الصبية الأحلى في سهرة الأمس, وعشقنا معا الفتاة الأجمل التي عبرت اللاذقية,مثل شهاب أو نجمة...أو... وتنافسنا على القرب منها.
.
.
كبر ربيع وصار شابا في الجامعة,ولم تعد تعنيه حواراتنا التافهة, ولا يطيق الجلوس مع أصدقاء أهله"المعقّدين" لا شكّ, يطلق الصفة مع ضحكات أقرانه على تصابينا.
بدوره كبر زكريا أكثر.
زكريا الشعّار,الشاعر و صيّاد السمك وصاحب الفلوكة الأشهر في اللاذقية والساحل السوري,زكريا المحبّ,صديق الجميع...من اليسار وقصيدة التفعيلة, وأعضاء الاتحاد, من لا يعرف زكريا! زوربا السوري.
.
.
صعدنا إلى المركب,من المينا البلغارية, ولم نكترث لتحذير زملائه الصيّادين_ اليوم البحر طالع_ فردنا الشباك بسهولة ويسر, فوق سطح الماء الهادئ مثل حصيرة.
*
في الطريق إلى بيت زكريا,في الريجي القديمة,أطالب بزجاجة ريان_ زكريا لا يردّ طلب صديق_ ما رأيك لو نرتاح ساعتين قبل جمع الشباك؟
_لا أبو الزوز, إذا رغبت في النوم, أوقظك ساعة تشاء, أنا اشرب أثناء تحضيري للامتحان....فكيف ونحن سنعود إلى البحر بعد أربع ساعات!
شربنا آخر قطرة في الزجاجة, وتوجهنا إلى المينا.
_البحر هائج,برغم حالة التسطيل... شعرت باضطراب زكريا,وتلعثم صوته.
قبل أن نتجاوز حدّ الميناء فتل رأسي, ويغمرني الشعور بالغثيان, والبرودة المنعشة صارت لسعات مؤلمة على اليدين والوجه. بالكاد أدرت ظهري وبدأت أستفرغ خلسة, بطني وأمعائي...عدة مرات أوشكت على السقوط,وزكريا المنحوس يتنقل بين توجيه الدفّة وجمع الشباك. يأس مني ومن مساعدتي,معظم الشباك تقطّعت وأكثر السمك سقط ثانية في البحر, ووصلنا أخيرا إلى الرصيف.
غضبه وصمته أوقف ثرثرتي.
*
في طريقي إلى مقهى الحكيم,أمام مدرسة جول جمال,نلتقي.
_أكثر من عشر سنين,ماتزالين جميلة,تزدادين جمالا!
...قل عشرين وأكثر يا ذكي.
نجلس في مقهى بحري,ما رأيك...هل تشربين؟
_على فكرة لم ننزل إلى البحر معا.
+عندي صديق,زكريا...قاطعتني,نعم.
...كأن زكريا ينتظرنا على موعد(زكريا صديق زوجها وزوجتي) أيضا,
_نريد عرق,هتفت.
.
.
زكريا يقرأ مقاطع شعرية... شفّافة ولطيفة حقا, لنكمل في السفينة يا زكريا.
*
زجاجة كانت لتكفي وتزيد.
ما نفع الكلام فيما مضى وانتهى.
.
.
رميت نفسي في البحر,لا أرتدي مايوه, بقيت في البنطلون....
ما يزال استعراضيا,سمعتها...وسمعت القهقهة خلفي.
تركاني في الماء ورجعا.
اللعين زكريا,فعلها.
.
.
عدت مثل صوص مبلّل.
*
منذ سنين لم أرى فريدة السعيدة تضحك بهذه الصورة.
_حظّك....بعد أيام تغادر هذا البيت ولا يعرف جيرانك الجدد بهدلتك وتصابيك!
نصف عاري,أوقفت السيارة أمام البيت وصعدت الدرج بخفّة لصّ,زكريا نزل وأعطى السائق أجرته.
حسّون...كأس كبيرة أم صغيرة,أنا سأخدمك هذا اليوم,الخبيثة سهام تضحك( وكأنها جمعت خبث أهل حمص) واللعين زكريا يضحك, وفريدة السعيدة تكاد تنفجر من الضحك....وأنا سأطلب أكبر كأس...وأضحك....وأتابع الضحك.
أجل....كنت في سفينة زكريا.
حسين المراهق الذي لا يكبر,ولا يريد أن يكبر.
تركت لكم العقل والحكمة والسمعة الطيبة....وكلّ ما تريدون.
وأنت يا زكريا....
لو كنت شاعر قصيدة نثر, لما فعلت هذا المقلب مع صديقك وتتآمر مع فريدة أيضا.
.
.
أشرب وأضحك....وأدندن مع زياد:
مش همّ بعد اليوم
إن بهدلني حدا
صارت حياتي كلّها....شي بهدلي.
.
.
أضحك وأشرب.





#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة
- اللعبة المنتهية_ثرثرة
- يوم خارق_ثرثرة
- الفكر السوري في طور التفعيلة_ثرثرة
- لفظتنا أرصفة دمشق...بعدها اللاذقية_ثرثرة
- أحلام...في الصحو والنوم_ثرثرة
- خطوة إلى الأمام ثلاث إلى الوراء_ثرثرة
- كأس أصدقائي....في مشارق الأرض ومغاربها_ثرثرة
- في الليل الطويل تشتت أحلامي_ثرثرة
- القضية.....فراغات المعنى_ثرثرة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - في سفينة زكريا_ثرثرة