أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - صيف ثاني_ثرثرة














المزيد.....

صيف ثاني_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 10:59
المحور: الادب والفن
    



بين التشرينين صيف,مخاتل...سلاّل, لكنه يبدأ عادة في اللاذقية وبيت ياشوط,بعد مطرة عابرة أو غزيرة,بدورها تتحكّم بعمر الصيف الثاني وكيانه.مرّة يكون موجة حرّ وجفاف تبدأ وتنتهي في أيام,مرات يكون صيف مع قصره يختصر الفصول الأربعة,ينبت العشب مع بعض الأزهار أيضا,ليشكّ العابر المتسرّع أنه ربيع حقيقي وصيف وشتاء,تمّ جمعها في باقة غريبة أول الخريف.
حياتي كلها صيف ثاني.
ذاهب والناس راجعة. أجل كلّه صحيح.
لا أحبّ السباحة مع التيّار,وأفضّل البحر هائجا وفي الشتاء, ومتعتي الكبرى مع الكأس منفردا, وأبعد ما يكون عن الرغبة في التنافس والزحام.
أصل متأخرا,لكنها تكون المرّة الثانية,في الأولى قبل الموعد فأضجر وأغادر,ثم أعود.
.
.
الكاتب_القارئ الأول يلعب مع نفسه.
القصد اختزال بائس للوعي.
ليس الوعي سوى صورة, عابرة ومجتزأة من العالم الداخلي.
*
قطعت دوار الزراعة باتجاه مقهى توليدو,كادت تصدمني سيارة...لا أرى ولا أسمع,كياني مليء بالأفكار والصور القديمة.
خطّ في لوحة,تركه الرسّام في لحظة غفلة أو ضجر.
.
.
.القارئ الأول يلعب مع القارئ الثاني. يهمل ما بعد أو ما قبل.
_ربما يجهل وجود"خارج الوعي" أو يحاول التغلّب على مظاهر قلقه بواسطة الإنكار.
*
ليس الصيف الثاني نسخة,ولا تكرار عن الأول. وليست علاقات التشابه أو الاختلاف ما يربطهما. عدد الأيام غير مهمّ,تقلبات الطقس والبشر والأحداث,غير مهمّة بدورها. لعبة الأسماء تخفي أكثر مما تظهر.
صلة الاسم بمن أطلقوه أولا. دائرة تحصر خارجها.
عندي الصيف الثاني امرأة.....أكرهها,أمقتها,أتمنى لو أنها لم توجد.
...لكن الحياة في الحاضر صلبة ودبقة,ولا تترك لحظة للهدوء والسكينة.
.
.
الصيف الثاني يخالف التوقّع,مدهش....محيّر....مخيف.
ليبدأ طور الإنكار. أكثر آليات الثقافة شيوعا وزيفا.
*
لو قلت أكره الكلام,سيكون في كلامي قدر من المغالطة,كذلك لو قلت أحبّ الكلام.
أتكلّم كثيرا في حالات خاصّة,وأصمت كثيرا في حالات أخرى.
نحن نتكلم أم نصمت بحضور آخرين,ونعيش بشكل مختلف عندما نكون لوحدنا.
الوحدة ليست هي العزلة,كما أنها ليست مناقضة,...لا أعرف علاقة بينهما.
جديّ لأمي مات قبل أن أولد. جدي لأبي بالكاد أعرفه,ولا أتبيّن وجهه وملامحه في خيالي. لا أعرف نفسي. ربما كنت أشبه أحدهما.
كثيرا ما أندم لتسّرعي....
الإيمان...حتى الثقة,تعادل التوقيع بحكم الإعدام على شخص مجهول.
*
موت سركون بولص....خبر بعيد.
قرأت عنه كثيرا بعد موته. سمعت بالاسم سابقا ومررت سريعا على مقاطع من أشعاره. لم أصادفها في كتاب أو مجلّة,لا أذكر.
بحثت عبر غوغل عن سركون بولص.....قرأت وتأثّرت.
لكنني أعرف أنه ميت ولا يعود.
قرأته كشاعر غائب إلى الأبد, ومرّ هنا,هذا ما يؤكّده كثيرون,لا أثق بهم.
.
.
.
نبيل سليمان على فراشه الأزرق,وحيدا...وربما يحلم بكتابة رواية مختلفة.
أعرف نبيل سليمان عن قرب,حضوره لطيف ومحبّب,نجم السهرات نبيل.
شربنا يوم"سقوط بغداد"أو تحريرها,اختلفنا بشدّة على المصطلح الأنسب.

نبيل صديق بو علي ياسين وشريكه,صديق غازي جعبري عديلي وصديقه,نبيل سليمان صديق الجميع. شخص مدهش بقدرته على الضحك والاختلاف.
.
.
ذهبت لزيارته في مشفى الدرّاج بالزراعة. سميعة ليست بالصورة التي أعرفها. إخوته وأصهاره والكثير من أقربائه يحيطون بالزائر.الأزمة عبرت يقولون.
....سيموت نبيل سليمان ويموت الجميع.قبل ذلك الأهم الضحك.
*
كلنا في الصيف الثاني.
أتيحت لنا هذه الفرصة,بلا ميعاد, يمكن التشكيك بلا نهاية. يتعذّر التأكّد ويسهل الإنكار.
الفكر خدعة شعورية,محكمة ومضبوطة عند الكثيرين,وتبقى خدعة صغيرة وبسيطة.
..........ما همّ ,إلى جبلة
نسكر ونضحك ونتجادل,ونظنّ أنفسنا لفيف من العلماء والأدباء, ونضحك.
.
.ثمّة
خطأ كبير
وكارثي في ليل هذا العالم.
*
على طريق جبلة اللاذقية.عزيزة جلال تغني, والسائق يتشاطر.
على دوار الزراعة نفترق.
_من هنا.
_من هنا.
نحن جميعا أتينا بعدنا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة
- بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة
- يوم في تشرين_ثرثرة
- أدونيس وجائزة نوبل_ثرثرة
- جدران عالية_ثرثرة
- نور الدين بدران وسلمى...في حديقة الغياب_ثرثرة
- قصيدة نثر_ثرثرة
- ذهاب أيلول_ثرثرة
- الضمير بين الثقل والخفة_ثرثرة
- مع بيسوا وفراشات أيلول_ثرثرة
- اللعبة المنتهية_ثرثرة
- يوم خارق_ثرثرة
- الفكر السوري في طور التفعيلة_ثرثرة
- لفظتنا أرصفة دمشق...بعدها اللاذقية_ثرثرة
- أحلام...في الصحو والنوم_ثرثرة


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - صيف ثاني_ثرثرة