أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العلمانية والداروينية هي الحل















المزيد.....

العلمانية والداروينية هي الحل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومات العربية تكره تشارلز داروين و تكره كتابه: أصل الأنواع , وتكره أيضا كتابه الثاني :أصل الإنسان , وتعشق بدلا من هذا كله كتب مهترئة من التراث مثل : تاريخ الطبري والأغاني للأصفهاني وإبن المقفع ...إلخ.

ومازالت الحكومات العربية تدرس للطلاب في المدارس قصة آدم وحواء كما وردت في القرآن وفي الإنجيل , لأنها تكره التطور والنشوء والإرتقاء وتفضل الجمود والوقوف على مسائل خرافية قديمة بدل الوقوف والبحث عن أصل الإنسان الطبيعي.

وولد تشارلز داروين في بداية القرن التاسع عشر سنة 1809م وينحدر أصله من أسرة محبة للعلم والثقافة فجد أبيه هو :أرازاموس الذي عاصر هنري تيودور الثامن , أما جد أمه فهو :ويد جود :الخزاف العالمي المشهور بصناعاته الخزفية وفنه الأنيق.

ومن المستغرب أن يعرف القارىء أن تشارلز داروين لم يتعلم في جامعة فقد كان عصاميا ومتمردا على أنماط التعليم الروتينية لذلك ترك دراسة الطب في جامعة :أدنبرة المشهورة ,بعد أن سلك بها ما يقرب من سنتين من عمره, ثم إلتحق بجامعة : كمبردج كي يكون قسيسا وواعظا دينيا ولكنه لم يرغب بأن يكون قسا فترك أيضا جامعة كمبردج.
وكان يتغيب عن الجامعتين للخروج للبراري كي يجمع الأعشاب والحشرات حيث كانت فكرة دراسة التطور تسيطر على ذهنه أكثر من دراسة الطب والكتب الدينية , ومن هنا علينا أن نفهم أنه كان متسكعا في طلب العلم ومتصعلكا وصلعوكا يهيم على هواه أينما وجد ذاته .
وهذه ميزة ليست في داروين وحده بل ميزة كل العظماء الذين يضيقون بدروس التعليم البدائي ولا ينسجمون مع المقررات العلمية المفروضة عليهم .

ولم تكن دراسة العلوم في جامعة كمبردج وأدنبره في ذلك الوقت متطورا بل كان يشبه أساليب تعليم الجامعات العربية اليوم ولهذا فقد كانت أفكار داروين أكبر من مستوى جامعات أوروبا على الإطلاق.
وحصل تشارلز داروين سنة 1831م على توصية من أستاذ جامعي إسمه الدكتور :هنسلو : لكي يذهب في الإسطول الذي أعدته الحكومة البريطانية لإرتياد أمريكا الجنوبية وكتب بعد ذلك عن رحلته وما شاهده من المتوحشين والفوجيين وذكر السلاحف الكبيرة والنباتات الغريبة والقاها على شكل محاضرات في الجامعة ويقال أنه كان يلقيها في الجمعيات الخيرية في لندن وفي تلك الفترة عشق إبنة عمه وتزوج منها ورحل بها إلى قرية صغيرة حيث الهدوء والفراغ وشرع هنالك يؤلف كتابه الأول :أصل الأنواع سنة 1855م.
وبعد ذلك أخرج كتابه الأكثر إيضاحا من كتابه أصل الأنواع وهذا الكتاب هو :أصل الأنسان.
حيث جعل الإنسان والقرد ينحدرون من أب وأم واحدة وأننا حيوانات تطورة بإسلوب تفكيرها وأصبحت تدعي أنها إنسان وتنصلت وتنكرة لآبائها القردة الحقيقيون وخانت العهود مع أجدادها الحيوانات .

وكان هذا الكتاب بالنسبة للكنائس العالمية بكافة إتجاهاتها عملا خطيرا ومثير للسخط ومثير أيضا للسخرية من كاتبه وإستفادت منه مجلة :بنش الساخرة وكان كتاب أصل الأنواع: مادة دسمة لكتاب أدب السخرية في مجلة بنش وبقيت المجلة تسخر منه لأكثر من سنتين على الأقل , ويقال ايضا أن السخرية غابت عن لغة مجلة بنش في تلك الفترة وبدأت تصورداروين في كتاباتها بإسلوب فكاهي فاضح .
وتبادل تشارلز داروين المسبات في المجلات العلمية مع بعض الكتاب الذين حاربوه وقاوموه وناهظوا إكتشافاته العظيمة والصحيحة .
وكان تشارلز داروين طويل القامة يبلغ طوله 180 سنتم تقريبا وكان سيىء الهظم في معدته وذكر عنه أنه لم يشرب الخمرة طيلة حياته ولكنه كان مدمنا على التدخين وكان يضع علبة سجائره في مكان بعيد عن غرفته كي لا يمد يدها إليها ولكي يخفف من التدخين .
وكان يخرج كل يوم عصرا إلى الحقول على ظهر جواد له وبصحبة كلب معه ولما مات جواده لم يرغب بإقتناء غيره وظل حتى وفاته يخرج للنزهة سيرا على الأقدام بصحبة كلبه .

وترجم كتابه أصل الإنسان وأصل الأنواع في حياته إلى أكثر من عشرلغات حية وفي عام 1882م تحول منزله إلى دائرة ثقافية تجلب السواح للندن من شتى أقطار العالمكي يشاهدوا الفيلسوف والمنظر الإجتماعي الكبير .

لقد نقل تشارلز داروين العلم من نقطة الخرافة والإيمان بالغيبيات إلى نقطة العلم والبحث والتمرد على الموروثات الدينية وأضاف تشارلز داروين كارثة حقيقية للكنيسة في أوروبا بجانب كوارث جاليلو ا وكوبرنيق.
وإستفاد من نظريات داروين هتلر والفاتشستية وأعتبروا أنهم الأفضل وإعتبروا أنه من اللازم أن يسود الجنس الآري على باق الأجناس الأخرى وإعتبروا أن البقاء للأفضل أي للجنس الآري الأقوى .
وإذا ذكرنا تشارلز داروين في الوطن العربي فعلينا أن نذكر شبلي شميل الذي أول من تحدث عن نظرية النشوء والإرتقاء وكذلك إسماعيل مظهر الذي يعد بحق أول من ترجم مؤلفات تشارلز داروين .


ولا ننسى المفكر العربي الكبير سلامه موسى الذي نادى طوال حياته بنظريات داروين وكانت حياته لا تقل سخرية عن حياة داروين فقد كان الكتاب المصريون يردون على كتابات سلامه موسى بقولهم :إلى إبن القرد وإذا ذكر الناس في مصر إبن القرد فمعنى ذلك أنهم يشي رون إلى سلامه موسى .
وحياتنا اليوم تشبه حياة الأوروبيين قبل 200 عام و بعد أن مضى أكثر من 150عاما على نشر كتاب تشارلز داروين أصل الإنسان ما زلنا نؤمن بخرافات وتداعيات صوفية تناهظ تقدم المجتمع المدني وتعارض التطور الذي بدأه داروين .

إن التطور ليس في الإنسان فقط بل في الجمادات والأحياء معا وفي الشارع والآلة التي حررت العبيد ولم تستطع تداعياتنا الإنسانية من حل معظلتهم حتى تطورت الآلة وحررتهم من رتق العبودية .
كان من الخير أن لا يعرف الفاشستيون التطور ونظرياته.
وكان من الخير لنا جميعا أن يعرفه أصحاب السنن القديمة وأأمة المساجد واالكنائس .
ومن الخير لنا أن العلمانية عرفته فتطورت الداروينية في عقول العلمانيين وأجهظت أفكار الفكر السلفي وساهمت بهزيمتهم جميعا لتنتصر العلمانية التي هي الحل لجميع مشاكلنا الإجتماعية والسياسية .
وتوقفت حدة النزاع بين الكاثوليك والبروستنت بفضل الداروينية .

ويجب تعميم الداروينية وتدريسها في الجامعات والمدارس العربية والإسرائيلية كي نستطيع إيقاف أوهام الإسلام واليهود لأنهم يتنازعون على أوهام غير حقيقية وسماء غير موجودة ويجب أن يتعلمها الشيعة والسنة في العراق وأصحاب المذاهب القديمة كي تتوقف بينهم الخلافات الدينية .
ووحدها الداروينية والعلمانية القادرة هذا اليوم على فك النزاعات الدينية والأخلاقية في العالم ويجب أن يتعلمها الهندوس والهندوك والمسلمون في الهند.
ويجب أن تدخل للأزهر كي يعرف أساتذة الأزهر حقيقتهم .
ويجب أن تدرس في جامعات سعودية تخرج في كل شهر كتابا جديدا من أجل تكفير العلمانيين .
ويجب أن يتعلمها الإنتحاريون في فلسطين والعراق كي يعرفوا أنهم ليسوا شهداء بل أموات وجثث هامدة على الطريق وإنه لا جنة ولا نار.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟
- أمسية مظفر النواب
- أخطاء في الإقتصاد الإسلامي
- المثقف العربي والإستعمار
- إستحالة فكرة الدولة القومية العربية
- المعارضة السياسية في الأردن
- أحبوننا مرة واحدة
- لوعة قلب على بحر الرمل
- مبروك: رزكار عقراوي و بيان صالح
- إسرائيل ليست عدوتنا !
- غدا عيد ميلاد
- عصر العمالقة
- أحلامي جريئة
- ب 99 دينار أردني!
- كلب إلباشا باشا
- الكلمة الحرة والكلمة المستبدة
- القادة العرب
- أدب الطغاة


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - العلمانية والداروينية هي الحل