أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - صور من ذاكرة بلورية















المزيد.....

صور من ذاكرة بلورية


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:02
المحور: الادب والفن
    



عتمة الليل لا تشبع من جنون البشر الفضوليين،حول ما يبذل من قول وفعل عن المرأة ووصمها بالضعف.
إنَّ ما تحمله المرأة من سحر وما تملكه من جمال ومواصفات، جعلت الحياة عذبة وجميلة، وبدون المرأة تبقى الحياة جحيم وعذاب، الشاعر منير مزيد جمع باقات ورده الندية وأسكنها ما فتئ من مساحات هندسها برائحة المرأة وحقيقة وجودها في صور من الذاكرة، نجده يعبق وجود المرأة في شعره، محاولاً إثارة الانتباه لرقة أحاسيسها، مبتعداً عن الزيف في خلق صور لم تلمسها سيناريوهات الاكشن، لأنه يجد ما تبثه المرأة في نفس الحياة، إن كانت زوجة أو أم/ طفلة أم كهلة، من مشاعر تمدك بعالمين، عالم تملكه أنت، وعالم تتحسسه هي، مثلما يرى نيتشه" إن الانسان يحتاج إلى شكلين مختلفين للرؤية في عالمه، عالم ( الحلم ) المتمثل بالهة، وعالم (الاثارة) الذي يحمل النشوة والمغامرة، المرأة تشكلت من الكلمة التي أصفت من الاشياء ، يعجز الانسان عن التوصل لحقيقتها بسهولة، لذا في عالم الشعر يقترب من فهمها الآخر بشكل ملموس.
الشاعر منير مزيد يرسم المرأة بشغف، ينشط الذاكرة البلورية حول وجودها في عالمه، يقدمها على الشعر بقوله:
المرأة خمر الحياة
أمَّا الحيَُ والشعر
فهما الثمالة.....!
تحول انثوي رائع، أدخله عالم السعادة بوصفه لنفسه بالفراشة، الشاعر منير مزيد حول الشعور المرهف عنده إلى حالة انسانية، ورفعها برقة الزهور وارقدها في قصيدته، بقوله:
لأنني فراشة
أدمن طعم الرحيق.....
لهذا اراني دوماً
احوم فوق الأزهار.....
ان تشنجات الشاعر تجاه المرأة رؤياه للمرأة يدخل شكل التكنيك، يستنفذ من روحه الخلاقة، التناسق والتجانس بصور تحمل جمالية متفقة مع واقع الحلم، بقوله:
دوماً
أراها في أحلامي
حورية
آلهة
ربة الشعر
اطاردها.....
وحين رأيتها امرأةً
واقفة أمامي
مس من الجنون اصابني
وصرت أسير الحلم والواقع.....
بدقة ومهارة الشاعر منير مزيد يسمر الؤثرات برفاهية مرصعة بمباهج الحياة، غايته جعل الشعر يحمل الدهشة في جميع زعانف مضمون القصيدة، هو لم يخترعها لكنه يؤثث لها من مقاصده الجديدة، بقوله:
أتراءى لحبيبتي
عنقود عنبٍ نرجسيٍ
مزروع في دالية العشق....!
فأراني من فرط الحب
أعصر الخمر من شفتيها.....!
ببساطة يدعوك إلى الاحساس المشرق، كلمات رقيقة نضرة تحمل الصرامة والابداع الذي يغلف المرأة، في هذا المقطع يصف إمرأة هي ليس كل النساء، وجدها هي سنابل الخمر لا يشبع من ارتشافها آلاف المرات، بقوله:
إمرأةٌ
تعشق أحاسيس الكلمات
أضاجعها في الليلة آلاف المرات.......!
يتجسد ينبوع الموهبة الشعرية التي يملكها الشاعر منير مزيد لما يرافق انطلاقه في منح المعاني رؤية تعتمد العمق في الحدث، بقوله:
يفاجئني حلم......!
حلم رغبةٍ
يثير غيمة مطرٍ
تهطل خمراً
على صحراء الظمأ
يثمل شهوةً.....!
شهوةً تحن لرحيق القبلاتِ
من فمٍ برئْ......!
لم يكتفي بالحلم والخيال، يغادر وراء صور ترتعش لثقة أكبر تحملها المرأة، لأن تلك الاستطراقات لا توصله لمبتغاه، فالحياة تمطر أشياء أخرى غير الصدمة التي يحملها الحلم أحياناً، يبحث عن جذوة تستطير بها الافكار الجياشة، ليثبت مشاعره التي يريدها مدونة في سماء الخلود، فيقول:
تقبلني
تقبلني بفم من نار وعسل....!
فتشعل الجمرات المطفأةِ
لهذا
عليَّ أن أبحث عن حبيبتي...!

عن الجذوة .....!
نعم ....
عن الجذوة التي تشعل قصائدي...!
عنصر المفاجأة دائماً تجده عند الشاعر منير مزيد موحياً بتوافقه مع الطبيعة الانسانية، سمح لنفسه بكل قوة أن يطاردها، رغم وجود المآسي، تجده يحمل روحه إليها، لم يياس من بقاء الامل في حزنه تحت ظل الحلم، بقوله:
كنت ارسل روحي إليكِ
عصفوراً
يشدو على شباكك.......!
وحين رحلتِ
ظلَّ وحيداً مع أحزانهِ
يبكي المطر.........!
عند الشاعر منير مزيد المرأة الحبيبة سفينة روحه، وعشقه الدائم، بحره الهائج، كل ذلك تثيره فيه الحبيبة الماخوذ بها، يلتقط من خنادق مشاعره اتجاهها كل الصور الراعية سكون عواطفه الراغبة بضمها إلى مفاصل حياته المعذبة، يمزج حنانها بعذاباته فتكون هي الحب والشعر، بقوله:
الحياة مفعمة بالالوان
والرغبات العذبة.......!
رغبتي الوحيدة والثابتة
أن تكوني معي
فأنت والحب والشعر
كل رغباتي العذبة
فالرغبات التي لا تأتي بالألم
هي أعذب الرغبات
لذا حتماُ
أنت والحب والشعر
أعذب ُ الرغبات......!
كانه يقول، بدون الحب والتصاق روحين، تبقى تبقى الحياة مثل فأس بدون أرض، نوع من الخسارة يعيشها الانسان إن فقد الالتحام بين مشاعر الجسد ومشاعر الخيال، لا بد من دمجهما، ليكون طعم للوجود، بقوله:
الحب بلا وجد ووصال
نار بلا دخان.......!
لذا
تعالي يا حبيبتي

لنشعل هذا الحريق.....
اقتربي.......!
دعي الخوف جانباً......!
ضميني حتى يتحد الجسدان.......!
تذوقي عسل الحب.......!
فالحب يا حبيبتي
لا يحرق إلاَّ أوجاعه......!
الشاعر منير مزيد في صوره الشعرية أخذنا من مكان إلى آخر، ادخلنا ساحات الوغى، أخرجنا من دهاليز الحب ألقى بنا السرور، شهر نوافذ التواجد طارد شياطين الحزن، وتركنا ذاهباث لحبيبته التي شغفته، وعند عتبات بابها استجمع قواه، ما أن منحته ابتسامة حتي ضجت سماء قلبه بالنور، وعاد لنا يمنح أوسمة السعادة التي ذاق رحيقها من قعر إمرأةً عرف معها فنون الشعر وكيف يهب السعادة بعذوبته وحيويته منتقياً من جمالها المجهول، بياضات قصائده، لاينفك عن التواصل معها في نظم شعره ليفتن القارئ ويسحره، يسحره.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 9 )
- أشياء لا تُعطى المجموعة الرابعة
- تشريعات قوانينها المرأة
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 8 )
- رسائل حب للموبايل
- لواعج الجواهري غبطت المرأة بمناسبة ذكرة رحيله
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف ( 7 )
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف (7 )
- حَفْلّةً تَنَكُرِيَةً
- مجموعة شعرية ضوضاء الآن
- المرأة وخدعة الثوابت
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف (6)
- الوزير والتجليات
- هي لا ينعشها التصفيق
- يوميات صحفية محترقة إلى النصف (5)
- الشاعر منير مزيد وقصائد عن المرأة
- (4) يوميات صحفية محترقة إلى النصف
- مجموعة شعرية (الكتابة بقلم الرصاص)
- ( يوميات صحفية محترقة إلى النصف (3
- ولادة تفكك فلسفي جديد في لغة الشعر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - صور من ذاكرة بلورية