أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - اول قبلة














المزيد.....

اول قبلة


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
أول قبلة محرمة حصل عليها في حياته كانت مع امراة غجرية شابة0 كانت ذات جما ل محدود وكان سر جاذبيتها
يكمن في قامتها المديدة وملابسها الضيقة التي تظهربعض مفاتنها خاصة صدرها العارم، اما وجهها فقد كان نحيلا
به الكثير من الندب والبثور، تلك التي تجاهد دائما لأخفائها تحت الاصباغ واجمل ما فيه عينان سوداوان وشفتان غليظتان0
اما عند كثيرين فقد كانت امراة فاتنة لها سحر لا يقاوم فقط بسبب كونها امراة تتحدث مع الرجال في بلاد يندرفيها ظهور وجه
امراة0 فكيف حين تكون امراة ، خفيفة ، بامكان المرىء ان يلوك معها ما يشاء من الحديث0 وكانت اقامتها في خيمة بعيدة لا يعرف هواين تقوم بالضبط تلك الخيمة وكل ما يعرفه عنها انها ومع كل يوم ترتدي احسن ما لديها من الثياب المزركشة وتعلق الطبلة في كتفها وتسعى بين القرى تحيي حفلات ألأعراس او الطهور لتحصل على اجر هو في ألأغلب شعيرا تحمله
في مخلاة او بعض النقود التي تحرص دائما على اخفائها في جيب صنع خصيصا في ملابسها0 ولا بد والحال كذلك
ان تحصل على نصيب كبير من المضايقات والتحرشات وقلة الحياء0 وكان يسمع عنها لغطا كثيرا يكاد لا يصدق فهي
ماجنة لا مانع لديها ان تشرب العرق او البيرة وان من ما يقال انها تفرط في نفسها لقاء المال وان لها علاقات وصداقات
مع كثيرين ومنهم وجهاء واعيان ورؤساء مجالس ومخاتير وضباط شرطة حتى قيل وان لها حظوة لا يتمتع بها اغلظ
شارب في المنطقة0 وحين رأها مقبلة على الطريق نفخ الشيطان في وجهه واستعد للقاء لم يمارسه من قبل0 فالطريق
بل المنطقة خالية من الناس وليس هناك سوى حفيف اشجار الزيتون وشمس الضحى الحارقة وهدوء الطريق0 كانت
ترتدي كعادتها ملابس ملونة براقة عليها الكثير من القصب والزخارف وتضع على راسها طرحة صفراء تلمع تحت
الشمس0 وكانت تعلق طبلتها في كتفها بحبل قصيرو في الكتف الآخر تدلت المخلاة الفارغة وكانت تتمايل في سيرها
نتيجة الكعب العالي الذي تنتعله باستمرار0 وحين اقتربت منه اصابته رائحة عطر قوية0 حياها بتحية الوقت فردت بلطف
كعادتها0 وقبل ان تكمل الرد كانت عيناه ترسل الى عينيها المكحلتين بالأشارت اللاهفة 0 وخيل اليه انها ابتسمت
حين سالته عما يريد0فبدأ بشغف يراودها فاعرضت عنه 0 وهددته بانها سوف تصيح وتلم العالم عليه ان لم
يبتعد عن دربها0 ووصفته بالولد الجاهل الذي يحتاج الى تربية 0 وانها ستخبر ابيه بما يفعله وتطلب منه اعادة تربيته0
كانت تفعل ذلك بنبرات قاسية لا تلين وقد عقدت ما بين حاجبيها كانها على وشك لكمه0 هو اصيب بخيبة كبيرة لأنه كان
يعتقد انه شاب حلو تحبه وتموت عليه النساء ان هذا ما كان يسمعه من امه وجدته وبعض اصدقائه الذين كانوا يقولون
له بانه يمتلك شخصية جميلة لكن له قلب جبان0
اختلف كل شيء حين قال لها انه مستعد لأعطائها دينارا كاملا ان هي رافقته الى داخل الكرم0 فقد تبرمت قليلا وتظاهرت
انها مغلوبة على امرها لكن لا حول ولا00 هات الدينار0مفاجأة ثانية هزته وجعلته ينتفض شبقا لكن ألامر المخجل انه لا يملك
دينارا ولا حتى ربع الدينار تظاهر انه يبحث عن النقود في جيوبه0 اخيرا استخرج قطعة نقد من فئة الخمسة قروش تلك
التي حصل عليها صباحا من ابيه بعد ان شاب شعر راسه0 ولولا انه قال له اريد شراء حذاء لما اعطاه شيئا 0اخبرها بما
يحمله ووعدها ان يدفع الباقي في الغد فلوت وجهها وقالت انها لا تصدقه بل ولا تصدق احدا من الرجال 0 ثم طلبت منه
التنحي عن طريقها لأنها مسرعة بانتظارها زفة عروسين احسن من كل ما يفكر فيه0 اقسم بشرفه انه لن يكذب عليها
فسالته اين يوجد ذلك الذي تقسم به0 وامام اصراره اقترحت عليه ان يأخذ بوسة واحدة مقابل قروشه الخمسة0 لم يفاجا
باقتراحها لأنه كان سمع من الناس عن جدول اسعار لها تتمثل في ان سعر البوسة خمسة قروش ورؤية النهدين بعشرين
قرش اما مشاهدة ذاك الذي يسيه البعض" بالأرنب" فنصف دينار واذا وضع يده عليه يدفع عشرة قروش اضافية واما ممارس
الجنس سطحيا فسعرها سبعين قرشا واما الممارسة الكاملة فهي بدينار وليس في قاموسها البيع دينا او بالتقسيط0
بعد لأي نزل عند شروطها فناولها القروش الخمسة بقهر وانفعال0 هي دست المبلغ في جيبها شبه السري ثم ادارت له
خدها الذي كان عليه قليل من الاصباغ في استسلام بارد0 فلا ضحكة ولا همسة ولا أي شيء مما توقع0 هو تلقف راسها بيديه
القويتين وادار وجهها تجاه وجهه وهوى بشفتيه على شفتيها الغليظتين0 وبدأ بجنون يقبلها في حركة تدل على انه قرر
الأستمرار بتلك القبلة الى ألأبد 0 وكان بذلك يقلد ما شاهده في ألأفلام اكثر من مرة 0 بعد لحظات من ألأستسلام بدأت تتململ
وتحاول ابعاده ولما افلحت في سحب شفتيها من فمه سال لعابه على صدره فضحكت ربما هزءا ولوت وجهها لبتبصق على
ألأرض وهي تقول بان ما اخذه يستحق عشرة قروش على ألأقل 0 فرد بان سبب ذلك هو حبه لها وشوقه لجسمها الفاتن
كما وصفه0 راحت تتلفت الى ما حولهما وتقول بانها خائفة من ان يكون قد رآهما احد ما 0 طمأنها وعاد يستجديها اكمال
الرحلة 0 كانت تنصت اليه بصمت وفجأة سألته عن الدينار وهل سيدفعه لها حقا 0 اجاب بشرف ابيه وامه انه لن يخذلها
فقفزت الى داخل الكرم قائلة انها لن تستسلم الا بعد العثور على مكان امين0 تبعها بشغف فأخبرته ان عليه عدم التقبيل
بالفم لأن لفمه رائحة بصل مزعجة 0



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقول الحكاية وفصص اخرى
- المعيبات السبع وقصص اخرى
- ابو الهماهم وقصص اخرى
- رسالة وقصص اخرى
- قصةحبنا0وقصص اخرى
- سمكة في البحر الميت وقصص اخرى
- الجنود وقصص اخرى
- البناء0 قصة قصيرة
- العبيط وقصص اخرى
- ألمرتد وقصص اخرى
- صورةامل
- قصص قصيرة جدا
- الحمار الأبيض وقصص اخرى
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة من فلسطين
- قصص فصيرة رقم2


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - اول قبلة