أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - الحمار الأبيض وقصص اخرى














المزيد.....

الحمار الأبيض وقصص اخرى


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 08:01
المحور: الادب والفن
    



كان لنا حمار ابيض ‘ لونه كلون الثلج0 فى حياتى لم ارى حمارا بلونه0 وكان ذو بنية قوية جدا 0

فكفله مدور هائل ككفل بغل وظهره عريض وملىء كالوسادة، تستطيع ان تنام فوقه دون خوف من الوقوع0

ولعله نعم بتلك العافية بعد ان خلصوه من غريزته الجنسية المتقدة0 فصار حمارا هادئا عاقلا لايخالف لأحد امرا0

صحيح انه كن جبانا بعض الشىء، الا ان جبنه كان ناتجا عن تعقل وروية0 لقد كانت صحته بادية عليه0

فان حرث يوما كاملا لا يتعب ولا يضجر ؛وان حمل كيسا [ ابو خط احمر] من القمح لايلهث ولا يعرق0

وكنت فى اوقات فراغى امتطى ظهره العريض وانزل به الى السهل اطارد000 واتفقد المزروعات0

ولكم اسقطنى عن ظهره لكنه لم يكن يهرب كغيره من الحمير الخبيثة0 ورغم اننى كنت اضربه

بشدة على رأسه واذنيه ورقبته وكفليه اللا اننى كنت اراضيه على العشاء فأزيد له العلف والتبن 0

يا الهى كم كان يحب التبن الابيض والشعير 0تلك الوجبة المفضلة لديه والتي كان يرمي رأسه على

المدود فلا يرفعه الا بعد ان يأتي عليها كاملة0 قبل ان نبيعه بقليل اكتشفت انه كان ذكيا بل ربم كان

أذكى حمار في الدنيا 0 لقد حملناه " قادم" شعير وسقته الى البيدر 0 وكان مدخل البيدر ضيقا بعض

الشىء ، وهو عبارة عن فتحة في السلسال عرضها اقل من عرض الحمل فرفض الدخول، توقف امام

المدخل ورفض التقدم ولو لخطوةواحدة الى الامام 0 ضربته وحاولت ارغامه على التقدم دون جدوى0

وأذ كنت اشعر انني امام ازمة حقيقية تدخل الوالد الذي لفت نظرى الى ضرورة توسيع الفتحة

لكي يتمكن من الدخول 0 فرحت ارفع الحجارة والقي بها جانبا حتى توسعت وصارت معقولة،

هنالك دخل بنشاط 0 الوالد علق موجها الحديث الي :" رغم انه حمار الا انه يستفيد من تجاربه"0

مشكلتنا الكبيرة معه انه في اخر ايامه صار حذرا الى درجة الجبن 0 فكان يجفل من ظله 00 من

اى شيء متحرك 0 وحين لم يعد موجودا حزنا عليه وكأنه جزء من الدار 00 حتى ان الوالدة كادت

تبكي ونحن نخمن انه سيكون طعاما للحيوانات المفترسة في حديقة الحيوانات0

تين الناس

تركت كرمنا المليء بأشجار التين وقفزت الى كرم الجيران0 توجهت الى التينة الخروبية

تلك التي كنت اعرفها جيدا0 وكان معلوما ان اصلها من كرمنا0 بدأت التهم ثمارها السوداء اللذيذة

بكل نهم0

فوجئت به يقف قبالتي وكان ويهز رأسه متعجبا 0 انه جارنا ، صاحب التينة الستهدفة0

وكانت بيده عصا غليظة، وقد وضع العقال مائلا فوق جبهته 0 مت من الخوف فبدأت

أفتش عن طريق للفرار0 لعله لاحظ ما الم بي فقال بنبرة هادئة: " كل00 كل ولا تخاف "

افلحت كلماته في تهدئة روعي، لكن لم تفلح في اعادة شهيتي التي تبخرت0 وسمعته بعدئذ

يسألني بخبث: " دخلك ليش تارك كرمكم وجاي على كرمنا توكل؟"0
اجبته بسذاجه: " تينكم أزكى "0

سبحان الله00 تمتم الرجل وذهب0

وبالفعل كنت اجده الذ طعما رغم انه يعيش في نفس الارض 0

الشبابة


سرحت مع الغنم اربع خمس سنوات‘ أمضيتها كلها في تلك التلال المطلة على

" نابلس"، من الجهة الشرقية0 وكان يرافقني راديو ترانزستور لايغلق‘ وحلم جميل

بالتغييروالحصول على حياة أفضل0 وماسورة من الألمنيوم‘ نصف انش ‘و طولها

نصف متر‘ ولها ستة خروق صغيرة‘ متتالية في نصفها الاسفل0 هذه هي الشبابة،

والتي لا ادري كيف حصلت عليها انذاك0

لقد امضيت كل تلك السنوات وانا احاول تعلم العزف عليها ‘ لكن دون جدوى0

ربما لانني كنت بدون معلم0 دائما كنت اضعها على فمي ‘ واسد خروقها باصابعي

وابدأ النفخ واصابعي تعلو وتهبط ‘ تماما كما كنت ارى الاخرين يفعلون0 لكن الاصوات

التي كانت تخرج هي ابعد ماتكون عن الالحان 0 فتارة تكون صفيرا حادا يصم الاذان‘وتارة

اخرى تكون كعواء الذئاب، وفي اغلب المرات كثغاء سخل مفطوم0

ابدا لم اتقن العزف عليها رغم انها كانت من افضل الشبابات في البلد0 لذلك كله كنت وما زلت

اكن الاعجاب‘ ‘ بكل من يتقن العزف على تلك الة الساحرة0

فلسطين



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة من فلسطين
- قصص فصيرة رقم2


المزيد.....




- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - الحمار الأبيض وقصص اخرى