أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - ألمرتد وقصص اخرى















المزيد.....

ألمرتد وقصص اخرى


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 07:41
المحور: الادب والفن
    


المرتد 0 قصص قصيرة 0 مفيد دويكات

يوم وقعت أتفاقية كامب ديفد ألأولى من قبل ألسادات وبيغن كنا في ألسجن بتهمة واحدة للجميع هي مقاومة ألأحتلال
فعقدنا أجتماعا تنظيميا لمناقشتها 0 كنا حوالي العشرين شابا نعيش في غرفة واحدة0 تحلقنا قبالة بعضنا بعضا
وكنا نجلس على ألأرض متخذين من فراش النوم مقاعد لنا0 بدأ النقاش الذي لم يكن نقاشا بقدر ما كان أنفعالآ وتوترا
ومحاكمة لتلك الأتفاقية0 فسرعان ما بدأ الهجوم 0 لقد أدركنا بحسنا ألطبيعي أننا فقدنا ش
يئا هاما كان يسندنا في صراعنا
المرير الشاق00 فقدنا مصر0 لأنها خارجة من الصراع لا محالة 0 وراح ألأخوة واحدا وراء الثاني يهاجمون تلك ألأتفاقية0 0فظهرت كل ألألقاب المعروفة في قاموسنا الفلسطيني 0 هذه خيانة 00 تواطؤ 00 مؤامرة00 بيع00 سقوط
00 مستنقع 00 الخ0
وحده ألأخ ابو مصعب كان يملك رأيا اخر مخالف للكل ‘ حين جاء دوره تحدث بهدوء قال ان مصر عجزت عن استرداد
اراضيها المحتلة بالقوة لانها عجزت عن الحاق هزيمة عسكرية بالعدو وهي تريد الصلح والتخلي عن سياسة الحروب
الخاسرة 0 ونحن عجزنا حتى ألآن عن مضايقة العدو الى تلك الدرجة الي تجعله يفكر بالأنسحاب عنوة من اراضينا لذلك
من ألأفضل لنا السير مع مصر في طريق السلام 0 مشروع الحكم الذاتي المعروض علينا لخمس سنوات هو مشروع مثير
يستحق منا النظر والدراسة 00 اكاد اقول الموافقة0 انه مشروع قابل للتطوير ان وضعت مصر ثقلها خلفه0 وهو كفيل
بمساعدتنا على نيل جزء هام من حقوقنا 0
قوطع الرجل عدة مرات اثناء حديثه ولفت نظره اكثر من مرة الى ان موقفه هذا سوف يجعلنا امام الفصائل الأخرى موضع
اتهام 0 وحينما كان يحاول ان يرد كانت تنهال عليه المقاطعات حتى ان احدهم امره ان يخرس ويكف عن ترديد هذه الخيانات
لتي يسميها وجهة نظر0 وكانت ليلة عصيبة على الكل0 ومرة اخرى نطق قاموسنا بما يحتويه من تهم وقذائف نفسية قاتلة
يا ويل ام من تنهال عليه0 ابسط تهمة وجهت له انه مرتد0 0 وظهرت على الفور مسالة العقوبات0 فهناك من طالب بجلد الرجل امام الجميع وهناك من طلب مقاطعته واعتباره ساقطا، ،و خارجا عن الصف الوطني‘ اما العقلاء" امثالي" فقد طالبوا بفصله من التنظيم والتبرؤ من اقواله امام الفصائل الأخرى خاصة الرفاق في " الجبهات" الذين لا شك سوف يجدون في مواقفه سلاحا فكريا فعالا ضدنا0 وفي النهاية تغلب هذا المنطق0 ويبدو انه احس بالخطر الذي وجد نفسه فيه فكان ريقه جافا يكثر من شرب الماء لترطيبه وفي الليل هب وهو نائم وصاح " انا بريء" ولما صحا من غفوته فرك عينيه وشرب0 وكنت الى جواره فأطلعته على العقوبة التي سينالها فاطمأن باله وهدأت مخاوفه0 وعلق بانه سوف يستأنفها لدى القيادة في الخارج0 ورغم انه لم تصدر عليه عقوبة مقاطعة، الا انه ظل لأشهر طويلة، حتى خرج من السجن يأكل ويشرب لوحده0





ألمراسلة

دخلت ذلك ألدكان لشراء ألسجائر ، وكانت برفقتي " نتاليا" تلك ألشابة ألروسية ألرائعة ، وألتي تعر فت بها
أثناء ألدراسة في "خارقوف" وهي تعمل ألآن مراسلة للتلفزيون ألروسي في فلسطين 0 وتقوم بأعداد فيلم
وثائقي عن حياة شعبنا ومعاناته0 وبينما هي كانت منشغلة بألتفرج على أصناف ألبضائع ألموجودة على ألرفوف
وقد صفت بعناية وأتقان0 حط "ابو عزمي" عينيه عليها فكان يسوسها بنظراته الودية وكأنه شاب أعزب يريد ألتأكد
من صلاحية جسم من يفكر بخطبتها0 أبدا لم يرفع عينيه عنها، فهل هو يرى فتاة أجنبية لأول مرة في حياته؟0 ناولني
علبة ألسجائر بيده وتناول ألثمن ودسه في ألجرار وهو يصول ويجول ببصره على القامة المديدة والشعر الأحمر
القصير0 ورغم انني تضايقت من تصرفاته وشعرت بحرج الا انني لم اتدخل 0
أخيرا فطن ألى وجودي فسألني هامسا:
_ من اين لك هالصيدة ؟
_ ربك يسر
_ ما اقوى حظك 00 من اين هي؟
_ روسية
_ زمان صارلها معك؟؟
_ اسبوع00
_ يا ملعون ما أقوى حظك0
هو دائما هكذا 00 لا يشبع من المزاح خاصة في مواضيع كهذه0 كدت انهره‘ بل ازعجه0 قلت:
_ يا بو عزمي بعدين معك؟
_ لعله لاحظ حنقي الذي نطقت به نبرات صوتي فتساءل بجدية:
_ سائحة هي ؟؟
_ لأ00 هي مراسلة تلفزيون روسيا0
_ اهلا وسهلا فيها 00
ولعلها لاحظت هي ان ألحديث يدور حولها فكفت عن التطلع الى البضائع وتوجهت الي متسائلة‘ بالروسية طبعا:
_ الكهل ماله؟
_ يريد الزواج منك 0
ضحكت بعمق كأنما تلقت نكتة حقيقية 0 ثم قالت بجدية:
_ قل له ارغب بالعودة لتصوير المحل 0
_ لن يمانع 0
بعينين باسمتين وجدته يتتبع حديثنا 0 ولما ابلغته رغبتها بالتصوير رحب بذلك اجمل ترحيب0
هي ناولته أبتسامة عميقة أطارت ثلثي عقله على ألأقل‘ فهجم على ألثلاجة واستخرج علبتي كولا مثلجتين
وقال:
_ تفضلو تريحو
لم نجلس، بل شربنا الكولا واقفين وقبل ان نخرج عاد واكد ترحيبه بمسألة ألتصوير
_ احكي لها ‘ المحل وصاحبه تحت امرها0
_ ما ذا قال؟
_ انتم شعب عظيم 0 وهو يأمل ان تنقلي معاناة شعبنا الى كافة ارجاء الدنيا0
_ وانتم شعب مضياف00 طيب 00 وتستحقون حياة افضل0
و خرجنا من المكان مشيعين بمراحب لا تنتهي 0

شيرين

عم رها ست سنوات، ورغم ذلك تقوم بتوجيه أسئلة كبيرة، أكبر من عمرها،

صار ألكل في البيت يشيد بذكائها، وينقل نوادرها الى الأصدقاء والجيران0

سألت امها وهما في المطبخ:

_ ياما وينته بدو ييجي عنا ضيوف؟؟

أجابت ألأم التي كانت تلف ألأرز والحم بورق العنب:

_ مش عار فة 00 ليش تسألي ؟؟

_ عشان بجيبو معهم شوكولاطة00 وانتي بتحليلهم شراب توت وبتطبخي لهم

لحم00 يا الله شوبحب الشراب التوت والشوكولاطة0

مالت الأم بجذعها نحو الطفلة وطبعت على خدها قبلة عميقة0 ثم قالت لها بنبرة حنونة:

_ والله غير أقوم أحل لك شراب وأعطيك شوكولاطة0



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورةامل
- قصص قصيرة جدا
- الحمار الأبيض وقصص اخرى
- قصص قصيرة
- قصص قصيرة من فلسطين
- قصص فصيرة رقم2


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - ألمرتد وقصص اخرى