أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - دول الجوار العراقي















المزيد.....

دول الجوار العراقي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 04:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما ان ليس في استطاعة البشر ان يختاروا آبائهم ، فان الدول لاتستطيع ان تختار جيرانها ، شاءت الجغرافية السياسية والتاريخ ان يكون لسريلانكا جار شمالي واحد فقط ، وان يكون البحر وحده هو جيران استراليا اما العراق الحديث فقد حباه الله والدول المنتصرة في الحرب العالمية الاولى بجيرة من ست بلدان يجمعها وايانا تاريخ طويل وعريض توّجهُ الاسلام منذ الف واربعمئة سنة . كانت بلاد مابين النهرين او الهلال الخصيب او ميزوبوتاميا مهدا لحضارات كبيرة منذ آلاف السنين ساهمت في إغناء الحضارة العالمية شأنها في ذلك شأن الحضارات اليونانية والرومانية والفرعونية والصينية والهندية والازتيكية وغيرها .
اطول الحدود هي مع ايران ، فمن حاج عمران شمالا حتى الشلامجة جنوباالبلدان ملتصقان التصاقا ، ومن الجدير بالذكر ان سكان الطرفين من الحدود الشمالية هم كرد وان سكان معظم الحدود الجنوبية من الجانبين هم عرب ، اي ليس هنالك الا قلة من الفرس في الطرف الآخر من الحدود . ومما فاقم الصراع في هذه المنطقة هو الاكتشاف المبكر للنفط عند الحدود الجنوبية من حقول مجنون الى الفاو من جانبنا وحقول عبادان والاهواز من الجانب الايراني . من تداعيات الحرب الظالمة على الشعب الكردي في سنة 1974هو تنازل المقبور صدام عن نصف شط العرب الى ايران في معاهدة الجزائر المهينة سنة 75 ومن نتائج حرب صدام على ايران عام 1980 هو سيطرة ايران على اراضي عراقية في محافظتي البصرة والعمارة . ان الطموحات الايرانية واستغلال العامل المذهبي خير استغلال من خلال التأثير على احزاب وميليشيات شيعية بل وحتى التعاون مع جماعات سنية متطرفة مباشرة او من خلال حماس وحزب الله اللبناني وتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة على ارض العراق ، كل هذه العوامل تجعل العلاقة مع ايران تحكمها الازمات على المدى المنظور . اما الكويت فلقد تم الاعتراف بها رسميا من قبل العراق في عام 1963 بعد انقلاب شباط الاسود واثناء حكم حزب البعث ، ومن المعلوم ان من شروط الاستقلال والسيادة هو اعتراف الدول المحيطة ، الملك غازي كان من الداعين الى عودة الكويت الى الحضن العراقي ، حتى الملك فيصل الثاني لم يعترف بالكويت كدولة ، ولم تتح الفرصة لعبد الكريم قاسم لزيادة مساحة البصرة! على كل حال ليس من السهولة نسيان الدور السلبي للكويت في العديد من المفاصل التاريخية بالضد من المصالح الوطنية العراقية ، ولا تجاهل المساهمة الفاعلة للكويت وصحافتها في دعم النظام الفاشي في بغداد حتى سنة 90 ، يبدو ان الكويتيين لم يستوعبوا الدرس القاسي لأحتلال بلدهم من قبل صديقهم صدام ، فهم منذ 1992 يسرقون النفط العراقي بواسطة ( الحفر المائل ) من اراضي سيطروا عليها بعد تحرير بلادهم من قبل الامريكان . والسعودية الى جانب طول الحدود بيننا ، فأن موجات الهجرة من اليمن والحجاز ونجد قبل اكثر من الف سنة الى العراق حيث النهرين العظيمين والخصب والحضارة ، اودت بالكثير من المهاجرين بالتخلي عن طبائعهم البدوية والانصهار التدريجي في المجتمع الحضري ، غير ان عصابات عبد الوهاب محمد وحركته الوهابية كانت تغير على المدن والقصبات العراقية منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى ثلاثينيات القرن العشرين ولاسيما مدن كربلاء والنجف ومدن الجنوب ، وهي نفس الحركة التي تحالفت مع آل سعود (الحكام الحاليين) ضد الشريف علي في بداية القرن العشرين . المهم ان حماقات صدام وحروبه ادت فيما ادت اليه الى التنازل الى السعودية عن جزء من الربع الخالي ، والسعودية على اية حال ليست البلد الاول في تصدير التفط فقط بل هي البلد الاول في انتاج وتصدير الارهابيين الى مختلف انحاء العالم وخصوصا الى العراق ! . بالنسبة الى الاردن ، فأن هذا الكيان المستحدث خلال الحرب العالمية الاولى ، كان عبارة عن مدينة صغيرة وعدة قرى متناثرة ومنفذ بحري صغير وصحراء جرداء قاحلة ، بعد السيطرة الصهيونية على فلسطين وانشاء الدولة اليهودية قامت الاردن بأدارة الضفة الغربية مثلما عملت مصر مع قطاع غزة ، انتعش الاردن بعد الحاق الضفة الغربية به ووفود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين احيوا المجتمع الاردني بدينامكيتهم الطبيعية ، ملوك الاردن غرباء عن تلك الارض حيث انهم جاءوا من الحجاز مثل ابناء عمومتهم ملوك العراق الملكي الذين لم يقبل بهم السوريون ، مثل الكويت لعبت الاردن دورا خبيثا في تأييدها لصدام في كل الظروف حيث كانت صحافتها منبرا وبوقا للنظام الفاشي لتلميع صورته وانكار كل الجرائم البشعة التي كان يمارسها بحق الشعب العراقي ، كافأ صدام الاردنيين بتزويدهم بالنفط بسعر رمزي بأسم الاخوة العربية وبنى مدينة من اموال الشعب العراقي للأعلاميين في عمان لايزالون يسكنون فيها ، وهاهي الشرطة الملكية الاردنية اليوم تعامل العراقيين الهاربين من جحيم ارهاب الزرقاوي وامثاله ، تعاملهم بعجرفة وقسوة ولا انسانية ، عجبا عجبا . اما سوريا الجار الغربي الآخر ، فلولا دورها المخزي في اجهاض ثورة 14 تموز وجرها مصر معها بأسم الوحدة العربية ، وكذلك توفيرها الدعم اللوجستي للأرهاب بعد 9/4/2003 وتفاهمها وتنسيقها مع ايران لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة على الارض العراقية ، لولا هذه المواقف ، فأن العراقيين لاينسون لسوريا استضافتها الكريمة وعلى مدى عقود لكل هارب من الطغيان وهي الان الدولة الوحيدة التي تسهل دخول وخروج العراقيين ومعاملتها لهم افضل كثيرا مقارنة مع الاردن او مصر ، ان تسهيل ومساعدة سوريا للارهابيين يناقض تماما مواقفها النبيلة تجاه العراقيين اللاجئين اليها . بقي الجار الشمالي ، تركيا ، بعد افول نجم الامبراطورية الاسلامية العربية ، ضعف مركز الخلافة في بغداد ، وتناهشتها اطماع الدولتين العثمانية والصفوية ، وبعد حروب عديدة ، استتب الامر للعثمانيين واحكموا السيطرة على بغداد ، عدة قرون من الحكم تركت اثرها ليس على العراق فحسب ، بل على معظم منطقة الشرق الاوسط ، حيث ان البصمات العثمانية كانت واضحة للعيان في اسلوب الحكم والبيروقراطية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، حيث ان البريطانيين ابقوا على النمط العثماني في معظم التشكيلات الحكومية . ان الاتاتوركية ، هذه العلمانية المشوهة لم تستطع ان تتفهم المسألة القومية الكردية مطلقا ، ولم تتمكن من هضم فكرة ان الامبراطورية العثمانية انتهت الى غير رجعة ، المهم اقتنعت تركيا المنهزمة في الحرب العالمية الاولى ، بالتخلي عن لواء شهرزور او لواء الموصل مقابل ضم لواء الاسكندرونة اليها ، علما ان لواء الموصل المعني كان يشمل المحافظات الخمسة الحالية ، السليمانية كركوك اربيل دهوك الموصل . ان منابع نهري العراق دجلة والفرات تكمن في الاراضي التركية ، بل انها في المناطق الجنوبية الشرقية اي في اراضي كردية ، واقامة تركيا لسدود كبيرة على هذه الانهر بدون التنسيق والتشاور المستمر مع الجانب العراقي يولد نواة لمشكلة مستقبلية كبيرة . كذلك فان الملف الكردي المعقد ، يلقي بظلاله على العلاقات التركية العراقية حيث ان التوجهات الطورانية التركية وتدخلاتها المستمرة في الشأن العراقي بحجة الدفاع عن التركمان في كركوك وتلعفر او بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني . و من سلسلة حماقات صدام اتفاقه مع تركيا على السماح لها بأختراق الحدود العراقية في مقابل تضييق تركيا الخناق على الثوار الكرد العراقيين وتسليمهم الى السلطات العراقية . ان الورقة الكردية كانت دوما نقطة التقاء وتفاهم وتنسيق بين النظام البعثي المقبور وبين الحكومات التركية المتعاقبة ، غير ان سقوط النظام العراقي السابق من ناحية وتطور الحركة الكردية في تركيا من ناحية اخرى ، وضغوطات الاتحاد الاوروبي ، كل هذا اوجد مناخا جديدا وشروطا مختلفة وربما ارضية لعلاقات متطورة اساسها المصالح المشتركة .
ان ( منجزات ) حكم البعث الفاشي من 1963 لغاية 2003 ، تمثلت في التفريط بأراضي ومياه وحقوق تأريخية عراقية لصالح كل دول الجوار ، خلال مغامراته الغبية ، والتي كان يَّدعي بانه انتصر في كلها تحت يافطات مهلهلة من قومية اشتراكية الى اسلاموية عروبية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح الاقتصادي في العراق
- الديمقراطية العراقية...وجهات في النظر
- في العراق..عندما يتكلم السياسي بصراحة
- العراق ..في زاوية ضيقة انت محاصر
- في العراق...ابناء المسؤولين اكثر ذكاءا
- الامريكان بدؤوا خطة الحمام الزاجل
- الحكومة العراقية الجديدة...قول وفعل
- العراق .. البلد الاول في عدد اللجان
- ايها اليابانيون..اطلبوا العلم ولو في العراق
- امريكا والفساد في العراق
- -مأساة فرد قد تعكس معاناة امة-
- فقراء العراق والوحوش الضارية
- مفارقات عراقية
- جمجمال...مطالب عادلة ..وعنف غير مبرر
- المقاومة الشريفة
- المشهداني الرصين
- تبرع ليس في محله
- حذار من غضب ولد الخايبة
- رائحة النفط الكريهة
- نقاط فوق الحروف


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - دول الجوار العراقي