العراق ..في زاوية ضيقة انت محاصر

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل 9/4/2003 بستة أشهر ، واجه العراقيون تحديا جديدا ، حوصروا في زاوية ضيقة وطُلب منهم ان يختاروا بين امرين احلاهما مر ! اما تأييد التدخل الامريكي المسلح او مؤازرة صدام . غالبية العراقيين الذين اكتووا بنار اجهزة النظام القمعي ، و سئموا من حروبه الغبية ،و شبعوا من شعاراته الفارغة ، كانوا مستعدين للتحالف مع الشيطان في سبيل التخلص من صدام ، العديد من عراقيي المنفى خرجوا في تظاهرات شعارها : لا للدكتاتورية ... لا لأمريكا، لانهم كانوا يعيشون في بلدان ديمقراطية يستطيعون فيها ان يعبروا عن رأيهم بصدق. مئات الالاف في الداخل هتفوا : لا لأمريكا وكانوا صادقين ونعم لصدام وكانوا منافقين! لانهم كانوا تحت حراب قوى الامن الفاشية . على اية حال فأن الامور جرت كما تشتهي امريكا وبرضا الاكثرية من الشعب العراقي وسقط النظام بسهولة . ان ما نعانيه اليوم من انتكاسات وانكسارات وازمات ومآسي ، هو من نتائج عدم امتلاكنا لخيارات ، فكنا ولا زلنا نئن تحت وطأة نفس المعادلة الظالمة : ملك العالم بوش يقول علانية للدنيا بأسرها : مَن لايتحالف مع امريكا فهو مؤيد للأرهاب ! ياأخي نحن ضد الارهاب ولكننا لانريد النمط الامريكي ،نحن من ضحايا كل انواع الارهاب ولكننا نريد الاحتفاظ بهويتنا ، الامريكان لايريدوا ان يفهموا هذه الجملة بتاتا ! تخرج مظاهرات في السماوة والديوانية مطالبة بالماء والكهرباء فيخرج عليهم المحافظ وفي خطبة عصماء يقول لهم : هل تريدون ان يعود النظام السابق المقبور؟ المتظاهرون لايريدون عودة صدام ولكنهم بحاجة الى الماء والكهرباء ، المحافظ لايفهم هذا الكلام ! عمال النفط في البصرة يطالبون برفع اجورهم لمواجهة الغلاء ، المسؤولون يقولون بأنهم يشّمون رائحةاشتراكية كريهة ولا يفقهوا كنه هذه المطالب ! مواطنوا كوردستان يريدون وقف ارتفاع الاسعار الجنوني وتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين وتوزيع اكثر عدالة للثروات ، المسؤولون يردون : هل تريدون ان يصبح وضعنا الامني مثل بغداد او ديالى؟ ببساطة لا يستطيعون ان يستوعبوا هذه الامنيات ! في الناصرية يطالب الناس بتحجيم الميليشيات وجعل القانون يسري على الجميع ، يخرج عليهم ملتح ويتهمهم بانهم عملاء لأمريكا والقاعدة معا ! نواب يناشدون رؤساء الكتل الكبيرة والصغيرة بالتخلي عن المحاصصة الطائفية المقيتة فيرتفع الصراخ من كل فج بأن هذه الدعوة هدفها عرقلة العملية السياسية الديمقراطية ! فأما تكريس الطائفية او معاداة الوضع القائم ! ايها المواطن العراقي انتبه لنفسك ، فأذا طالبت بفرص متساوية فأنت حالم ، اذا دعوت الى الشفافية فأنت خيالي ، اذا حلمت بكهرباء لاتنقطع فأنت طماع ، اذا اردت ماءا نظيفا فأنت لجوج ، اذا قلت ان الفساد مستشر فأنت متآمر ، اذا كنت في الجنوب واشتهيت علبة بيرة او كأس عرق فأنت كافر ، اذا استمعت الى موسيقى في بعض انحاء العراق فستتعرض الى اعتداء سافر . ادعو هنا الى بذل كل ما في الوسع في سبيل امتلاك خيارات عدة ، والخروج من المعادلة السمجة : اما ان تكون معي او تصبح عدوي ! فمن الممكن ان لااكون معك ولا اصبح عدوك في نفس الوقت ، ان اكون ( انا ) مستقلا متفتح الذهن ذو عقلية نقدية تجاه كل شيء !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل