أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - فقراء العراق والوحوش الضارية














المزيد.....

فقراء العراق والوحوش الضارية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل سنة ونصف اعلنت وزارة النفط عن رفع سعر البنزين من (50) دينارا لللتر الى(160) دينارا،فخرجت مظاهرات حاشدة في معظم المحافظات وبغداد احتجاجا على هذا القرار،مما اضطر وزير النفط للتراجع عن هذا الامر في حينه.وكرت الايام والاشهر وتفاقمت الازمات الامنية والاقتصادية ، وقفز سعر اللتر من البنزين (المدعوم) الى (300)دينار والى اكثر من (1200) دينار في (السوق) ، ناهيك عن الاسعار المخيفة لعبوات الغاز السائل والتي وصلت الى (40000)دينار للعبوة الواحدة والنفط الابيض الى(280000)دينارا للبرميل اي اكثر من مئتي دولار ! في كثير من المدن وخصوصا الشمالية منها.اي بمعنى آخر ومن الناحية العملية،فلقد رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية ، واصبح جشع المافيات والاحتكار والفساد والوضع الامني والعرض والطلب ، هو الذي يتحكم باسعار هذه المنتوجات ، وليس للحكومة اي دور فاعل في السيطرة والرقابة .هذا هو نموذج واضح لأقتصاد السوق الذي تسعى الولايات المتحدة والحكومة ومجلس النواب الى فرضه على العراق . انه بالون اختبار ، سوف يعقبه بالتاكيد تخفيض ثم الغاء الدعم عن التعليم والصحة (والتي هي اساسا شحيحة ومرتبكة) وعن الماء والكهرباء ثم البطاقة التموينية .لم يصدر قرار رسمي برفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية ولكنه الان تحصيل حاصل وامر واقع . لم تخرج اي مظاهرات هذه المرة تحتج او تندد بما آلت اليه الامور . اغنياء القوم واعضاء مجلس النواب كانوا مشغولين في الشهر الماضي بزيارة مكة تقربا للسماء وابتعادا عن الهموم الدنيوية الحقيرة لملايين العراقيين الفقراء ،امراء الحرب الطائفيين من الجانبين منهمكين في بغداد وبقية المدن بأذكاء نار الفرقة على مدار الساعة ،زعماء المافيات المعممين يفرضون قوانينهم على شوارع المدن والقصبات ويكدسون الدولارات . مئات المقابلات التلفزيونية لمسؤولين وسياسيين ومعممين وتدخلات لملوك ورؤساء حول كيفية عودة بعض الحجاج من الارض السعودية المقدسة الى الوطن ! ومظاهرات مؤيدة لصدام هنا وهناك رافعين علنا صوره وشعارات البعث الفاشي ، آلاف مؤلفة تحتفل بعيد الغدير وكأن الدنيا ربيع والجو بديع ، مناقشات هزيلة في اجتماعات مجلس النواب غير مكتملة النصاب حول ميزانية 2007 وقانون الاستثمار تطغى عليها الفوضى وعدم الجدية . وعود الحكومة ورئيسها المالكي التي لم يعد يصدقها احد ، انفجارات المستنصرية ومئات القتلى والجرحى من الطلبة الابرياء ، غطرسة (سادة العالم الجدد) واستراتيجية بوش الجديدة . تشكل كل هذه الفوضى العارمة ارضية جيدة ومناخا ملائما لتمرير سياسات (صندوق النقد الدولي) بالتحالف مع معظم نواب المجلس (المنتخبين ديمقراطيا) وامتدادات امراء الحرب وزعماء المافيات في الحكومة . ان حشر ملايين العراقيين من الفقراء والكادحين في زاوية ضيقة ، واشغالهم المستمر في ازمات معيشية يومية وارهاقهم في وضع امني وفرز طائفي يمنعهم (ولو الى حين) من الالتفات الى مصالحهم الطبقية الاساسية. وكما يقول المفكر السويسري(جان زيجلر) فأن (الوحوش الضارية) اصحاب الشركات متعددة الجنسيات العملاقة الذين لا حد لجشعهم ونهمهم ، العابدين لأله (الخصخصة) الاعداء اللدودين للدعم الحكومي والقطاع العام، هذه الوحوش الضارية لها من يؤيدها ويساندها ويستفيد منها في الحكومة العراقية ومجلس النواب. كفاكم ظلما واستهتارا ولا تنسوا بان هذه هي نفس ارض (العيارين) و(الصعاليك) و(الزنج)و (القرامطة).




#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات عراقية
- جمجمال...مطالب عادلة ..وعنف غير مبرر
- المقاومة الشريفة
- المشهداني الرصين
- تبرع ليس في محله
- حذار من غضب ولد الخايبة
- رائحة النفط الكريهة
- نقاط فوق الحروف
- دعوة
- لو
- الجعفري...الديمقراطي


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - فقراء العراق والوحوش الضارية