الانسان يجهل حقيقته

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1975 - 2007 / 7 / 13 - 05:01
المحور: الطب , والعلوم
    

كان جسم الإنسان نحيلا ومن السهل أن يموت وتنقطع أنفاسه وتتوقف دقات قلبه لأقل العوارض المرضية. ولم تكن للإنسان قدرة على مقاومة الأمراض المعدية وغير المعدية, وكان من النادر جدا أن يعيش الإنسان لأكثر من 60-70 عاما, وكان متوسط عمر الإنسان 30-35-عاما.

وهنالك أدلة علمية تثبت أن الإنسان لم يكن بمقدوره أن يعيش 100-120-ومن هذه الأدلة غياب الوعي الصحي قبل تأسيس الحجر الصحي-بفتح الحاء -وكان يموت الإنسان مثلا بسبب إرتفاع ظغط الدم الإنبساطي والإنقباضي ولم يكن الإنسان يعرف شيئا عن أمراض ظغط الدم لذلك كان في حالة إرتفاع الظغط يأكل مأكولات مالحة جدا وكان يزداد ظغطه لهذه الأسباب ويموت دون أن يدري سببها ومن الممكن لنا أن نقيس ذلك على كل الأمراض.
ومن خلال السير الذاتية لكبار السن نجدهم يقولون لنا من أن امهاتهم :انجبن أكثر من 10 أطفال لم يعش منهم إلا واحد أو إثنين على أبلغ تقدير وما زلت أنا كاتب هذه السطور أسمع كل يوم من مثل هذه القصص .

وكان يعيش بعض الأحيان رجال ونساء معمرون ولكن هذا كان نادرا جدا ندرة الزئبق الأحمر .
وكانت حياة الإنسان تمتاز بالقسوة والصعوبة في العمل ولم يكن يستطيع أن يحصل على سعرات حرارية تكفيه للقيام بالأعمال اليومية الشاقة مثل : الحرث والرعي والحصاد والزراعة .
ذلك أن السعرات الحرارية التي يفقدها الإنسان أكثر بكثير من حجم السعرات الحرارية التي يحصل عليها من غذاءه البسيط جدا .

ولم يكن بإستطاعة الإنسان أن يأكل الدجاج واللحوم في كل يوم لأنه بهذه الفعلة يؤدي إلى نقص عام في بيض المائدة والحليب ولم يكن يستطيع الإنسان أن يذبح الطيور اللاحمة والحيوانات لأنه أصلا لا يستطيع أن يربي غيرها بسبب شح الموارد العلفية والتسمين, وكانت الدجاجة بحاجة إلى 6 أشهر وأكثر حتى تكبر ولهذا فإن مصادر اللحوم كانت نادرة جدا .
من هنا نستطيع أن نقوا من أن بنية الإنسان العقلية كانت ضعيفة بسبب ضعف المواد الغذائية ولهذا كانت حياة الناس تمتاز بالقسوة والجهل العقلي تماما .

من هنا نستطيع أن نكتشف جهل الناس بالتاريخ غير الممحص:فليس من المعقول أن يعيش الأنسان في القديم 500 عام كما تروي بعض الكتب الدينية ونقرأ أيضا من أن موسى جاء لإمرأة تبكي ولدها وحين سألها موسى عن عمر وسن إبنها أجابت :500 عام وهذا الكلام ليس صحيحا ولو كان الإنسان يعمر في العمر كثيرا لكان عدد سكان مدينة الناصرة أيام المسيح أكثر من عدد سكان واشنطون اليوم.

ولهذا ما زال الإنسان يحمل جينات آباءه الوراثية الضعيفة بدليل أن سن اليأس عند المرأة وإنقطاع الطمث والدورة الشهرية تتراوح ما بين 35-40- سنة تقريبا وهذا بسبب أن آباأنا كانوا يعيشون لهذا المتوسط من العمر فكان أباؤنا وآباء آباؤنا تحمل منهم نساؤهم في هذه الفترة من العمر وكانوا بعد ذلك يموتون وكانوا يحتفظون بصحتهم لهذه الفترة من العمر ثم يتراجعون لذلك فإن المرأة تبلغ سن اليأس بهذه الفترة من العمر وهي فترة المتوسط الحسابي لعمر آباءنا وأجدادهم وأجداد أجدادهم .

إن تحسين الصناعات العلفية على سواحل البيرو والأرجنتين هي التي أدت إلى تحسين الصناعات العلفية للدواجن والأبقار والماشية والزراعة بشقيها الحيواني والنباتي لذلك وبفضل تحسين الصناعات العلفية أصبحت الدواجن تكبر في أقل من 30 يوم بعد ان كانت تكبر في سنة ولهذه الأسباب إزدادت الناس تخمة وتحسنت صحتها وأصبحت لها قدرة على النهوض والعمل بسعرارت حرارية والحصول على سعرات حرارية بأقل من السعرارات المبذولة في العمل فقد دخلت أيضا الآلة وحسنت من صحة الإنسان وأراحته من العمل الشاق وحررت العبيد أيضا الذين يعملون في الأقطاعيات الزراعية قديما .

إننا نسفه أنفسنا حين نقول أن نوح النبي عاش 1000 عام وهو يدعو قومه وبدل أن نكذب مثل تلك الإدعاآت الجاهلة أو نصدفها علينا أن نعلم من أن نظام العد الشمسي لم يكن مقياسا لطول العمر وكانت لأسلافنا وجهات نظر أخرى في العد حيث أنهم كانوا يعتبرون كل شروق وغروب عاما كاملا أي أن يومهم كان غالي الثمن جدا وكان يساوي سنة من عمرنا نحن .........

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل