وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 00:40
المحور: الفساد الإداري والمالي     

واضح جدا ان العراق يعاني من نقص حاد في التخطيط، ويعاني من ضبابية الصورة المستقبلية، وليست لديه مشاريع واعدة للتواصل مع العالم عبر سلاسل التوريد ومحطات النقل العابر. ولا احد يدري متى تكتسحنا بلدوزرات العواصم المحيطة بنا، ولا كيف نصمد في مواجهة مشروع الربط السككي بين إسطنبول - طهران - إسلام آباد ؟. . وكيف نصمد امام عظمة قطارات اسطنبول - سوريا - الاردن - السعودية - موانئ الشرق الأوسط ؟. . وامام قطارات حيفا - الاردن - السعودية - الإمارات ؟. . وامام قطار الخليج الذي سينطلق من موانئ سلطة عمان إلى ميناء مبارك مرورا بموانئ الإمارات والسعودية وقطر والبحرين ؟. خطوط ومسارات التفت حول العراق وأحكمت قبضتها عليه من كل حدب وصوب. .

في حين تهددنا أخطار داهمة تتمثل بربط النهايات السائبة سككيا بين الكويت والبصرة عبر منافذ (العبدلي - صفوان)، وتتمثل بربط محطة شلامچة والمعقل بين البصرة والمحمرة. وتتمثل بربط محطة قطار كرمنشاه مع اقرب محطة في ديالى أو الكوت. وما إلى ذلك من الخيارات غير المدروسة وغير المخطط لها. بما يفسح المجال للاجتهادات المزاجية الطارئة التي لا يمكن التكهن بنتائجها الكارثية. .

وبالتالي سوف نتحول إلى دولة حبيسة مغلقة بسبب عثرات التخبط المتكرر، وبسبب القرارات العبثية الطائشة. . سوف يأتي وزير جديد للنقل: لا عابر الجسر، ولا راكب قطار، ولا راكب بلم ولا شختورة، ولا ذاب شص بساحل الفاو، ولا سابح بالشط، يخرج علينا من نفس الردهة السريرية التي أشرفت عليها قابلة غير مأذونة مهنياً. .

اما الآن وبعد غياب البدر كريم بدر (رحمه الله)، واستبعاد امير المعموري، وإسكات ياسر الحسيني، وبعد خراب البصرة، من ذا الذي سوف يتصدى للصفقات والمقاولات والعقود والمشاريع والتنازلات المتوقعة، أو التي سوف تفرضها علينا القوى الدولية المستهترة. . .