ربط سككي بين قطر والسعودية


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 09:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية     

تكلمنا في مقالات سابقة عن الربط السككي في المشاريع التالية:
- مشروع (ITI) الذي يمثل الربط السككي بين اسطنبول - طهران - إسلام أباد، في مسار يبلغ طوله 6540 كم. .
- مشروع (IMEC) الذي يمثل الربط السككي بين موانئ اسرائيل وموانئ الخليج. .
- مشروع (TSJS) لقطار ينطلق من تركيا إلى السعودية مرورا بسوريا والأردن. .
وجميع هذه الخطوط تلتف يمينا وشمالا حول العراق من دون المرور بالعاصمة بغداد التي ينبغي ان تمثل العقدة المحورية المركزية لخطوط الشحن البري بين القارات الثلاث (آسيا-أوروبا-أفريقيا). لكننا وبسبب عناد القوى السياسية المتنفذة فقدنا موقعنا الاستراتيجي الذي كان ينبغي أن يعزز مواردنا المالية من خلال رسوم النقل العابر. .
ثم جاء مشروع الربط السككي بين السعودية وقطر ليؤكد عزلتنا وتقوقعنا على انفسنا بسبب الحملات الرافضة لأي نوع من أنواع الربط السككي حتى لو كان الربط بين مددنا وأريافنا، والدليل على ذلك ان قطاراتنا تُرجم كل يوم بالحجارة كلما مرت بمحطة من محطاتنا الحزينة. .
ومما زاد الأمر تعقيدا هو المشروع الذي تم التوقيع عليه في الرياض لتسيير قطار سريع بين قطر والسعودية لتعزيز التعاون والتكامل التنموي بخطوط سككية تمتد لمسافة 785 كيلومترا تربط العاصمتين الرياض والدوحة، مرورا بمحطات رئيسة تشمل مدينتي الهفوف والدمام، وتربط بين مطار الملك سلمان الدولي ومطار حمد الدولي، بسرعة تتجاوز 300 كيلومترا بالساعة. .
سوف يسهم الربط السككي بين الدوحة والرياض في تحقيق الاهداف التالية:
- تقليص زمن الرحلات إلى ساعتين تقريبا بين العاصمتين، مما يدعم حركة التنقل ويعزز النشاط التجاري والسياحي، ويدعم النمو الاقتصادي.
- نقل أكثر من 10 ملايين راكب سنويا.
- توفير أكثر من 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
- ضمان توفير اكثر من 115 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي في البلدين، مما يجعله أحد أهم المشروعات الإستراتيجية التي تدعم التنمية الإقليمية، وترسخ الترابط والتكامل بين دول مجلس التعاون. .
من المؤمل ان ينتهي الربط السككي بينهما في غضون السنوات القليلة القادمة، وذلك وفق أعلى المعايير العالمية للجودة والسلامة، وباستخدام أحدث تقنيات السكك الحديدية والهندسة الذكية لضمان تشغيل آمن وسلس، بما يحقق الاستدامة البيئية، ويقلل من انبعاثات الكربون، ويعزز الجهود الرامية إلى دعم التحول نحو أنماط نقل أكثر كفاءة وابتكارا للتنقل الذكي في المنطقة. .
ختاما: يعيش العراق الآن في عزلة تامة خارج خطوط الشحن البري، وخارج مسارات النقل العابر. في حين تشابكت حوله الخطوط من كل حدب وصوب، ومن المتوقع ارتباطها سوية في نظام إقليمي مشترك يجمع الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب من دون المرور بالعراق. .
وهكذا جنت على نفسها براقش. .