قالوا عنه: هَبْ ريح


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 09:42
المحور: قضايا ثقافية     

تنحصر عبارة (هب ريح) جغرافيا بين العراق وسوريا والأردن، وتجدها في معظم بلدان الخليج العربي. وتطلق على الشخص الذي ينطبق عليه قول امرؤ القيس:
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
أي من كان شهماً نبيلاً مندفعاً لفعل الخير، وعلى أهبة الاستعداد لتقديم العون والمساعدة للغير من دون أن يستنجدوا به، ومن دون أن يطلبوا منه. ذلك لأنه يمتلك قدرات استثنائية في التفاعل مع الوقائع المحيطة به فتراه في طليعة المتطوعين للمشاركة في إنقاذ الناس وحمايتهم والذود عنهم. .
هبّ: اي ذهب او راح، ويقال: هب فلان للعمل
اي ذهب اليه. ويقولون: هبّ إلى العمل، أو: هبّ للعمل. أي نهَض مسرعاً. وقولهم: هبّ إلى الصلاة عندما سمِع الأذان. أو: هبّ لنجدة المستغيث. أو: هبّ للمقاومة (فيا قومُ هُبُّوا إنما العُمْر فرصة). فمفردة (هَب) تعني العزم والثبات والاندفاع. .
أما ريح فهي صفة ورمز للسرعة والقوة التي في بعض الأحيان لا يقف أمامها أحد نسبة للريح، وبالتالي فان كلمة (هب ريح) تعكس صفة الشخص الذي نود مدحه، فنقول عنه فلان (هب ريح)، وتعني أيضاً أن هذا الشخص يَشهد له الناس بأنه ذو مروءة وبسالة واخلاق عالية. .
كم نحن بحاجة إلى رجل (هب ريح) ينبري للدفاع عن حقوقنا الضائعة، رجل يحمل صفات الشهامة والأصالة فيندفع بروحه الإنسانية العالية ليرفع الغبن والحيف عن المظلومين والمقهورين والمضطهدين، ويتصدى لمشاكلهم ويزيح عنهم الأعباء والمنغصات. .
لكننا ابتلينا للأسف الشديد بالتافهين والفاشلين والشامتين واصحاب النفوس المريضة، الذين تبلدت مشاعرهم، وفقدوا مروءتهم، حتى وصل بهم الجبن والتخاذل إلى الوقوف موقف المتفرج ازاء الأزمات التي عصفت بنا. .