ميناء دولي في مدينة الكوت !؟!


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة     

تُقاد بعض الشعوب بالأوهام اكثر مما تُقاد بالقوانين. . ليس الخطر بجهلها بل لأنها اصبحت عقبة في طريق الوعي. فعندما تتكاثر دكاكين صناعة الأكاذيب، وتشترك الأبواق الإعلامية في تسويقها وفي استغفال الناس وتضليلهم بانتاج الاخبار المبهرة بقصد إسقاط ورقة الدهشة تحت شعار (بص شوف الواد بيعمل إيه)، تغيب حينئذ الحقيقة وتحل محلها معلومات بديلة مزيفة. فتختلط الأمور على الوزير المختص (إن لم تكن مختلطة من الأساس)، وترتسم ملامح البهجة والسرور على وجهه الممتلئ بالبوتكس، فينتعش ويتبختر مسروراً جذلاً هائماً على وجهه داخل فقاعة طافية في بحر الأوهام والإنجازات المصطنعة. .
اما داخل عوالم المجالس السياسية المرتبطة بدكاكين المحاصصة فسوف يشاهدون الصورة بالألوان الزاهية وبالأبعاد الرباعية والخماسية. وهذا نزر يسير من فعاليات خيمة السيرك السياسي. .
قومٌ لا يريدون شعباً واعياً، بل يريدون قطعاناً تُساق، وتطأطأ رؤوسها طلباً للرضا والقبول عند أمراء الحكومات الباذنجانية. .
خذ على سبيل المثال، لو نشرت المضخات الإعلامية اخباراً مزيفة، وتحدثت عن نشاطات موانئ وهمية نفترض وجودها في مدينة الكوت البعيدة جداً عن البحر، ولو تكررت اخبار تلك الموانئ في معظم قنوات التطبيل، فسوف يصدقها الناس، ويحسبونها من المشاريع التنموية المستدامة، التي سوف تقوي سلاسل التوريد وتعزز الدعم اللوجستي بين مدينة بدرة وجصان وميناء سانت بطرسبرغ في بحر البلطيق، وربما تتوسع خطوط الشحن بين زرباطية وموانئ بحر الصين في شنغهاي، وتشوشان، وشنتشن، وتشينغداو، وقوانغتشو. .
وقد يتمادى الإعلام المخادع في التضليل فتتضخم ارصفة زوارق الزعفرانية وتنتفخ الفقاعات لتصبح بحجم ميناء سنغافورة او بحجم ميناء توسان. .
وهكذا مارست الأبواق المأجورة اساليبها باستخدام كل الأدوات المتاحة لإلهاء الناس عن قضاياهم الأساسية وإبقاءهم تحت السيطرة. .
كلمة اخيرة: كلما كان السياسي فاشلا كلما أصر على لعب دور الرجل الناجح. .