متعطشون لافتراس شعوب الأرض


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 01:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

أمريكا أولاً. وأمريكا فوق الجميع. وأمريكا الكل بالكل، وهي القوة الاستثنائية العظمى التي تسعى لفرض سلامها المزعوم بقوة صواريخها الفتاكة وقاصفاتها العابرة للقارات. تضرب من تشاء. تقصف من تشاء، وهي التي سوف ترسم حدود البلدان، وتختار الملوك والسلاطين والرؤساء. وتتحكم بالمناخ والزراعة والصناعة والتجارة والتعليم، وتبسط سلطاتها الترهيبية والبلطجية على خطوط الطول والعرض في كل القارات. .
فما ورد حتى الآن في وثيقة الامن القومي الأمريكي يعكس اطماعهم ونواياهم لتغيير تضاريس كوكب الأرض ابتداء من اعلى قمة في القطب الشمالي وحتى ادنى نقطة في قعر القطب الجنوبي. .
وثيقة من 33 صفحة شعارها: أمريكا أولاً. . بدعوى ان امريكا كانت في السنوات الماضية هي الحارس الأوحد الذي تكفل بتأمين سلامة الشعوب واستقرار الأمم، وانها تحملت خسائر فادحة في القيام بهذه المهمة الصعبة. فيعلن ترامب في هذه الوثيقة عن عزمة للتخلي عن دور الحارس الكوني، وتوجهه نحو اعادة رسم خرائط القارات بناء على ما يراه هو وليس بناء على ما تراه الشعوب في تقرير مصيرها. .
يعلن في وثيقته عن غلق أبواب الهجرة إلى بلاده مهما كانت الظروف والدوافع. ويعلن أيضا عن استخدام القوة الحربية المفرطة في نشر السلام من خلال فوهات البنادق، والسلام بقوة الصواريخ العابرة للقارات، والسلام بتوغل الغواصات النووية في تجاويف البحار والمحيطات، والسلام بمراقبة المدن البعيدة بمراصد الأقمار الاصطناعية، والسلام بتنفيذ حملات الابادة الجماعية لإزهاق ارواح الأطفال بذريعة مكافحة الارهاب. هذا هو السلام الذي يفهمه ترامب، والذي يعد له العدة بجيوشه لنصرة الظالم على المظلوم. .
ثم تتناول الوثيقة خطته لتحجيم دور المنظمات الدولية ابتداء من المحكمة الدولية، وانتهاء بهيئة الامم المتحدة، مرورا بمنظمات الصحة والتجارة والرياضة والمنظمة البحرية الدولية. وسوف تنتهي صلاحيات تلك المنظمات وتبقى مقتصرة على البلدان الفقيرة، فتصبح امريكا بمنأى عنها، وخارج نطاق سيطرتها. .
تتضمن الوثيقة ارغام حلفاء ترامب بدفع 5 ‎%‎ من الناتج الإجمالي لبلدانهم باعتبارها إتاوة أو (خاوة) تماما على طريقة الأشقياء والقبضايات والبلطجية. .
وتتضمن الوثيقة خطط أمريكا للسيطرة على سلاسل التوريد، والتحكم بخطوط الشحن البحري، ونقل المصانع الإنتاجية من أوروبا إلى أمريكا. والتحكم بأسعار النفط والغاز مقابل نسبة تدفعها البلدان النفطية إلى البيت الأبيض. .
وتتضمن الوثيقة فقرات مفصلة عن الصين وعن الهند، وعن كوريا الشمالية، وعن الشرق الأوسط الذي سوف يصبح حديقة خلفية للبيت الأبيض. .
الوثيقة منشورة ومعلنة الآن وبامكانكم تحميلها واستنساخها والاطلاع عليه بمجرد البحث عن: (National Security Strategy). .