قوم متقاطعون مع خلق الله


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 09:44
المحور: المجتمع المدني     

حاول ان تذهب حيثما تشاء إلى معظم البلدان العربية، وحاول ان تتنقل بين أريافها ومدنها، وتتجول في اسواقها ومكتباتها ومؤسساتها التعليمية والدينية. سوف تسمعهم يتحدثون بصوت عال عن التسامح وعن التواد والرحمة والوئام والانسجام والعيش بسلام تحت سقف واحد، وتجدهم يتحدثون بلا توقف عن الاجواء العابرة للطائفية والعابرة للكراهية، لكنهم في حقيقة الأمر على أتم الاستعداد لقتل ابناء أوطانهم وقتل أقرب الناس اليهم (حتى لو كانوا اولادهم) لمجرد الاختلاف في الرأي. .
يقيمون الصلاة في أوقاتها ويدعون للتحرر من الظلم والعبودية، ونبذ الصنمية الفردية، لكنهم يبدون الولاء المطلق لولاة أمورهم حتى لو يرونهم يفسقون ويظلمون وبرتكبون الفواحش. رغم علمهم ان ولاتهم هم اس البلاء، وبيت الداء، وسبب الذل والبوار والضياع، بوجودهم تُنهب الثروات، وتحت حكمهم تُذل الأعناق، وبتوجيه منهم يُستغفل الفقراء، وتحت إدارتهم تُنتهك الأعراض. .
لقد أسهموا في هدم حضارتنا بعد تورطهم في هدم الأسرة، وهدم التعليم، وإسقاط المرجعيات. .
يعيش العرب اليوم في الماضي البعيد. يستمدون افكارهم من رواسب العصور الغابرة، حتى تحول بعضهم إلى نسخة مستنسخة لشخصيات كانت موجودة في القرون القديمة، فساروا بعكس الاتجاه الذي سارت عليه الشعوب والامم الواعية. وهم يتأرجحون الآن بين ثلاثة سيناريوهات:
- سيناريو الاستقرار والاستمرار الذي له علاقة مباشرة بالدعم الخارجي.
- وسيناريو الإصلاح الذي يعتمد على وجود قوة وطنية جادة وصادقة وصارمة (لا وجود لها).
- وسيناريو المواجهات والتحولات الدولية والإقليمية الكبرى. .
البارحة كان احد خطباء مساجد الشام يدعو المصلين لتنظيف سوريا من القوميات غير العربية، ويدعوهم لتنظيفها من المسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيليين، والتنظيف يعني سفك دماء المدنيين والانتقام منهم. وقد تسمع مثل هذه الدعوات في اماكن متفرقة من العالم العربي، لكنهم لم ولن يدعوا الناس لمقاومة النفوذ الاسرائيلي، ولم ولن يطلبوا بأخراجهم من سوريا. .
ختاماً: لا ادري كيف ظلت عقولنا صالحة بعد كل هذا الكم من همجية العالم العربي ؟. فمن الحكمة ان يخفي العقلاء ذكاءهم ليعيشوا بسلام مع قوم لا علاج لجهلهم. .