فوق القوانين والأعراف والشرائع


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8542 - 2025 / 11 / 30 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ليس لأنهم يزعمون انهم (شعب الله المختار)، وليس لأنهم على قناعة راسخة بتلك الخزعبلات التوراتية، لكن واقع الحال يؤكد انهم اصبحوا فوق القوانين، وفوق الأعراف، وفوق الشرائع. .
حتى في الولايات المتحدة (الدولة العظمى التي رفعت شعار التحرير والديمقراطية) غير مسموح لأي مواطن بمناقشة أي يهودي أو الدخول في حوار مع اي اسرائيلي، لأن المناقشة قد تؤدي إلى التراشق الكلامي، والتراشق يعني إزعاجهم، وإزعاجهم يفسرونه معاداة للسامية. فالسامية في السياسة الغربية أعلى من كل المراتب البشرية، لكنها مقتصرة على اليهود وحدهم، ولا تشمل الأبناء الشرعيين لسام بن سيدنا نوح. .
هناك يحصل الصهاينة على كل ما يحلمون به: اسلحة - طائرات - فرقاطات - غواصات - ذخيرة - منظومات دفاعية - قنابل محظورة وغير محظورة. كلها في خدمتهم وتحت تصرفهم: بلا مقابل، وبلا تأخير، وبلا شروط، وبالكميات المطلوبة. .
بيدهم مفاتيح منصات التواصل، ولديهم صلاحيات مفتوحة لإستبعاد من لا يرغبون سماع صوته، وبإمكانهم حظر المعارضين والمحتجين ومنعهم من توجيه الانتقادات حتى لو كانوا يعيشون في القارة القطبية الجنوبية. وهم الذين يقررون متى تبدأ الحروب ومتى تنتهى وكيف تنتهي. فيقتلون فيها ما يشاؤون من الناس بالاساليب والأعداد والأرقام والأعمار التي يختارونها. مسموح لهم بقصف المستشفيات وقتل الصحفيين وفرض الحصار. .
لا احد يحتج عليهم. لا الامم المتحدة، ولا المحاكم الدولية، ولا المنظمات الانسانية، ولا الاتحادات الاسلاموية، ولا جامعتنا الموميائية، ولا الرئيس الأمريكي، ولا يسمح لأحد ان يقول لهم: ( لا ). .
أما إذا تجرأ مواطن أمريكي وقال لهم: (كفى. . هذه ارضنا ولا يحق لكم ان تملوا شروطكم علينا، ولا تفرضون رأيكم علينا، انتم تمثلون هنا أقلية قليلة)، فسوف يجد نفسه منبوذا معاقبا متهما بمعاداة السامية، ومتهما بمناصرة الارهاب الدولي. .
اما إذا خرج المواطن الأمريكي في مظاهرة للاحتجاج على مذابحهم وحملاتهم العنصرية فسوف يقع في قبضة البوليس بتهمة التحريض على العنف. .
قالوا في تعاليمهم الدينية ان من يكره العرب له الف حسنة، وان الفلسطينيين ليس فيهم بريء واحد، حتى النساء والشيوخ والأطفال ليسوا أبرياء ويستحقون الموت. قالوا: اسحقوهم اقتلوهم جميعا، أو اطردوهم بلا رحمة إلى ارض الشتات. .
حتى الناشطة (غريتا تونبرغ) التي قادت قافلة الصمود لم تسلم من بطشهم وعدوانيتهم، قالوا: عذبوها واقتلوها أو ارموها في البحر. .
لكن ارادة الله اقوى من ارادة المفسدين في الأرض. . لقد فقد الكيان اللقيط قلب اقتصاده، وفقد رأس ماله البشري، فبينما ينشغل اللقطاء والمرتزقة في الزحف والتمدد على جبهات الشرق الأوسط تتسع ثغراتهم من الداخل، حيث بلغت خسائرهم الضريبية اكثر من 400 مليون دولار، وغادر اكثر من 90000 مستوطن، وضربت الهجرة دعاماتهم الحيوية، فغادر 850 طبيبا هذا العام، وهاجر 19000 مستثمر. و 6600 متخصص بالعلوم التطبيقية، و 633 من حاملي شهادات الدكتوراه، و 2300 مهندس، ما سوف يسفر عن تفكك قواعدهم الإنتاجية والابتكارية، وهذا يعني ان الكيان يتجه بقوة نحو هاوية التدهور والانهيار. .
وان غدا لناظره قريب. . .