بصرة ساعة 11


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 11:35
المحور: الفساد الإداري والمالي     

لسنا هنا بصدد الحديث عن الفيلم الفاشل الذي أنتجته السينما العراقية عام 1966 بعنوان: (بصرة ساعة 11)، لكن كوابيس الظلام، وهواجس مستقبلنا الغامض، ومنغصات الأرق الليلي لا تداهمنا إلا بعد الساعة 11 ليلا. .
فقد تحركت الآن جيوش القلق بعد التصريح الذي اطلقه محافظ البنك المركزي (علي العلاق) عن ازماتنا الاقتصادية المرعبة، بقوله: (العراق مستورد بامتياز. . والنفط لم يعد كافياً، والديون تنزف، والرواتب تضغط، والحل في التنوع الاقتصادي). .
حينما يتحدث خبير المال والاقتصاد بهذه الوضوح وبهذه الصراحة فإنه يضعنا امام الأمر الواقع. .
كلهم يدركون أن المال، والأرض والسلطات التنفيذية، وكل شيء في الدولة يعمل لصالح الطبقة المترفة. ابتلينا منذ سنوات بالذين رسموا لنا خرائط الفشل. . هم السبب الرئيس فيما حلّ بنا من أزمات ومنغصات. لدينا فئات من الذين باعوا انفسهم للشيطان، ومجاميع من المرتزقة والانتهازين، وأصحاب الدكاكين النفعية، كلهم من الفاعلين والمستفيدين تحت خيمة السيرك السياسي. .
نحن إلى أين ؟،وما الذي ينتظرنا بعد الآن ؟. نشعر وكأننا في منصة من منصات البيع المباشر بالجملة وبالتجزئة، هذا يشترونه بسيارة وفيلا, وذاك بفرصة استثمارية، وهذا بدرجة من الدرجات الخاصة، وهذا بصفقة تجارية، وذاك بعقد ينتهي عام 2070. .
ثم جاءت الصدمة الكبرى ببيان الخزانة الأمريكية التي كشفت عن الدول المستفيدة من الرواتب العراقية، والمدفوعات السخية التي تعود إلى اتفاقيات وتعويضات قديمة مرتبطة بحروب وتحالفات إقليمية، إضافة إلى برامج الدعم الخارجي. في المقابل تواجه الحكومة العراقية عجزا مالياً كبيراً نتيجة انخفاض إيراداتها النفطية والتزاماتها الداخلية المتزايدة. .
ختاما: السياسة التي لا تنتج دولة رصينة لا ترتقي إلى مستوى الطموح، والطقوس الدينية التي لا تنتج اخلاقا هي مجرد عادات وممارسات اجتماعية متكررة. .