إلى حيدر الاكرع مع التحية


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 09:17
المحور: سيرة ذاتية     

رغم انه جمع النشاطات الاجتماعية الخدمية بالنشاطات التجارية في إطار وطني فاعل ومؤثر إلا انه انفرد بمبادرته المثمرة في تنظيف النصب التذكارية وترميمها وصيانتها والعناية بها. .
نجح حيدر عبدالوهاب الملقب بالاكرع في بداية الأمر بتنظيف جسور بغداد وازالة الملصقات والكتابات العشوائية التي شوهت صورتها. كان يذهب وحده حاملا معه أدوات وعدد ومواد التنظيف والطلاء. يمضي نهاره كله بمجهود فردي غير مدعوم من بلديات الكرخ ولا الرصافة. يوثق نشاطاته بالصوت والصورة في مقاطع فيديوية ينشرها على المنصات المتداولة، يتحدث فيها بعبارات لطيفة، يتودد فيها للناس، يدغدغ مشاعرهم، ويستعطفهم للعناية بمدينتهم والاهتمام يواجهاتهم الحضارية. .

ثم تكررت نشاطاته وتوسعت لتشمل النصب التذكارية المنتشرة في ساحات العاصمة، ومخارجها ومداخلها، وفي واجهاتها المعمارية، فبدأ بنصب (شهرزاد وشهريار) على شاطئ دجلة للفنان الراحل محمد غني حكمت (1929-2011)، مستخدماً المستحضرات الكيمياوية لإزالة الكتابات المسيئة. .

وهكذا توسعت شهرته بالتدريج، وتابعته الفضائيات العراقية في مقابلات متلفزة فاصبح معروفا في معظم المدن البعيدة عن بغداد، ووجد الدعم الجماهيري من بعض المتطوعين الذين اشتركوا معه في حملات التنظيف والصيانة. شاهده الناس مع فريقه في موقع النصب التذكاري للراحل عبدالمحسن السعدون، وشاهدوه يواصل مهامه حول جدارية (نصب الحرية) للفنان جواد سليم، وحول نصب الصرخةللفنان علاء بشير. ثم شاهدناه في المحافظات الجنوبية متنقلا بين النصب التذكارية المتناثرة هنا وهناك. .

لكنه، وعلى الرغم من الدعم الجماهيري اللا محدود واجه (الاكرع) انتقادات حاقدة جاحدة من بعض المحسوبين على نقابة الفنانيين، وبعض المتنفذين في البلديات الذين لم يحافظوا على تلك النصب ولم يهتموا بها. .

فكل الشكر والتقدير لهذا الرجل الوطني الغيور الذي ابلى بلاءً حسناً في الاهتمام بواجهات بلاده. ويتعين على وزارة الثقافة ان تحتضنه وترعاه وتمنحه ارفع الأوسمة التقديرية تثنينا لجهوده المثمرة. .