سوريا ليست للسوريين


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بات واضحا ان علاقة حكومة دمشق بالفصائل الملتحية المسلحة كعلاقة العاهرة بابنها الذي حملت به من الدعارة. لا تستطيع الاعتراف به امام الناس، ولا التضحية به في القتال وتحرير ارضها المغتصبة. .
حري بالجولاني وشلة الطراطير ان يلطموا على وجوههم لطما مبرحا بالقباقيب والشباشب، حري بهم أن يعفروا رؤوسهم بالرماد، ويذرفوا الدموع، ويضجوا بالعويل والبكاء كما النساء الثكالى المغلوبات على أمرهن، فالدولة السورية التي يتربعون على عرشها الآن باتت بلا سيادة، وبلا كرامة، وبلا جيش وطني يذود عنها. .

لقد وجه لهم ترامب حزمة قوية من الاهانات في الاحتفال السنوي لعيد الانوار اليهودي (الهانوكا). قال في خطابه الذي حضره جمع كبير منهم: (أنا الزعيم الأمريكي الذي خدم اسرائيل اكثر من بقية الرؤساء، وقدم لهم من الدعم ما لم يقدمه لهم أحد، وسوف التزم بخدمتهم ودعمهم إلى الأبد)، ثم أردف قائلاً: (لقد صادقت على قرارات تقضي بانتزاع هضبة الجولان ونقل ملكيتها من سوريا إلى إسرائيل. . قدمتها لتل ابيب هدية لا تقدر بثمن، وحققت لهم أحلامهم التوسعية، ثم اكتشفت فيما بعد ان الجولان تساوي عشرات التريليونات، وليست مليارات، كان يفترض ان أطالبهم بدفع المبالغ والتعويضات، لكنني لا انوي الضغط عليهم، ولا اريد منهم شيئا، فقط أريدهم ان ينعموا بالأمن والاستقرار والتمدد بالقوة على حساب الغير لبناء مملكتهم الكبرى من النيل إلى الفرات). . إلى هنا انتهى خطاب ترامب. .

نعم هذا هو ترامب الذي صفق له زعماء العروبة والإسلام، وأغدقوا عليه الهدايا والعطايا، ودفعوا له أموال الزكاة، وسمحوا له بإقامة القواعد الحربية فوق أراضيهم، لكنه ظل يحتقرهم ويسخر منهم، ويتهكم عليهم، وينعتهم بأبشع النعوت والأوصاف، فهو لا يحترمهم ولا يقيم لهم وزنا، ولا مانع لديه من فرض الإتاوات عليهم ومصادرة حقولهم النفطية، تماما على غرار القبضايات والفتوات وزعماء عصابات المافيا. .

لم تطلق الفصائل السورية المسلحة كلمة واحدة تعترض بها على ترامب دفاعا عن ارضهم وسيادتهم المنتهكة، بل سوف يأتمرون بأمره وينفذوا توجيهاته بالهجوم على لبنان، ولا مانع لديهم من مشاركة الغاصب المحتل في الهجوم على غزة أو على أي دولة عربية. .