قصيدة نثرية / يازمن غدار


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 00:10
المحور: الادب والفن     

قَصِيدَةُ/ يَازَمَن غَدَّارٌ
----------------
يَازَمَن غَدَّارٌ
بِتِلْعَب بِينَا لَيلٌ وَنَهَارٌ
يَاتَرَى أَحنَا
مِن أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَا النَّارِ
وَلَا عَالْحَيَادِ زِى الْأَحرَارِ
أَهْلِ الْوَسَطِيَّةِ الْأَطهَارِ
حَيَاتنَا كُلُّهَا أَوهَامٌ
ضَحِكُوا عَلَينَا بِالْأَقدَارِ
وَقَسَّمُوا الْآدِيَانَ
وَوَزَّعُوا الْكُفرَ وَالْإِيمَانَ
مِن شَخصٍ مُورِسَتَان
وَاللَّعِبُ عَلَى مُستَقبَلِنَا بِالنَّارِ
وَاتَعَصَّبَ عَلَينَا الْأَشْرَار
كَأَنَّهُمْ أَدرَكُوا حَقِيقَةَ الْأَكوَانِ
يَابِخت أَبُو عَقلٍ عطلَان
وَرَغمَ أَنَّ كُلَّنَا إِنسَانٌ
بِدُونِ مَاضًى أَو عُنوَانٍ
وَالْآلِهَةُ فَوقَ بِأَمَانٍ
بِيَضحَكُوا عَلَى غَبَاءِكَ يَا إِنسَان
لِأَنَّ الْكُلَّ فَى النِّهَايَةِ
مَخلُوقٌ ضَعِيفٌ غَلْبَان
فِين رَاحُوا الْمُتَكَبِّرِينَ
الْأَقوِيَاءَ الْقَاتِلِينَ
تَحتَ التُّرَابِ
كُلُّهُمْ مَدفُونِينَ
وَلَم يَتَعَظَّ
الْأَشْرَارُ الْوَاهِمِينَ
وَالْغَبَاءَ حَولَنَا فَى كُلِّ مَكَانٍ
وَأَختَرِعُوا لَنَا الشَّيطَانَ
لجلِّ السَّيطَرَةِ وَالْحِرمَانِ
وَاللَّعِبِ بِالْقَطِيعِ وَالْخَرَفَانِ
يَارِيت تَتَعَلَّمُوا السَّمَاحَةَ وَالْغُفرَان
زَى مَاسَامَحت أَنَا كَمَان
وَتحِبُّوا كَمَان وَكَمَان
لِأَنَّ الْحُبَّ أَجمَلُ مَافَى الْإِنسَانَ
هُوَ الْإِلهُ وَالْإِيمَان
وَبَلَاشْ حُرُوبٌ وَعُدوَانٌ
لِأَنَّ السَّرَابَ كُلُّ شَيِئٍ كَانَ
واِحلَامُنَا مُجَرَّدُ أَوْهَامٍ
وَكُلُّ شَيِّئٍ فَى حَيَاتِنَا
أَوهَامٌ فَى أَوهَامِ
الْمِيلَادِ أَوهَامٌ
وَالْحَيَاةُ أَوهَامٌ
وَالْمَوْتُ أَوهَامٌ
وَالْأَقَارِبُ وَالْأَصدِقَاءُ أَوهَامٌ
حَتَّى الْأُمنِيَاتُ أَوهَامُ
الْمَالِ وَالنَّاسِ أَوهَامُ
رَئِيسٍ أَوْ غَفِيرٍ أَوهَامُ
الْحُزنِ وَالسَّعَادَةِ أَوهَامٌ
كُلُّنَا أَوهَامٌ
كُلُّ شَيِئٍ مُزَيَّفٌ
كُلُّ شَيِئٍ كَدَّابٌ
مُتَغَلِّفٌ بِوَهَمِ الْأَحلَامِ
لِيهْ بَقَى تَحزَنُ
وَتَسهَر عُيُونُكَ متَنَام
قُولْ طَظٌّ فَى كُلِّ شَيِئٍ
عَلْشَان تَمُرَّ قَسوَةُ الْأَيَّامِ
وَمَرَارَةُ الْفِرَاقِ وَالْفِقدَانِ
وَفَى النِّهَايَةِ الْكُلُّ خسرَان
كلمات د مصطفى راشد للنقد ت وواتس 201005518391