قبل ظهور أمريكا وإسرائيل وشماعة المؤامرة


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قَبْلَ ظُهُورِ أَمْرِيكَا وَاسْرَائِيلَ وَشَمَاعَةِ الْمُؤَامَرَةِ
-----------------------------------
‏تعيش بلادنا نظرية المؤامرة، وأن أمريكا وعمرها حوالى 400 عام والصهيونية وعمرها 75 عاما خلف القتل والدمار فى بلادنا العربية والإسلامية، فتاهت الحقيقة بتعمد من الحكام ورجال الدين المتشددين، وغاب العلاج ،وبقينا فى القاع بعد أن ابتعدنا عن الإسلام السمح، ورغم أن الخلاف بيننا كمسلمين حدث منذ أول يوم بعد وفاة سيدنا النبى ص منذ حوالى 1440 سنة ،حيث حدث اجتماع سقيفة بني ساعدة وكان تجمعًا للأنصار مباشرة بعد وفاة النبي محمد ﷺ، لاختيار خليفة لهم، مما أدى لاختيارهم سعد بن عبادة زعيم الأنصار ، ثم تدخل المهاجرون بقيادة أبي بكر وعمر، لكن حدث خلاف وكادوا رفع السيوف على بعضهم فتم تأجيل الاختيار . وكان الخلاف الرئيسي ،حول أحقية الخلافة بين الأنصار الذين استندوا إلى دورهم في نصرة الدين، والمهاجرين الذين استندوا إلى قرابة النبي وسبقه في الإسلام.  واستمر مسلسل الخلاف بين المسلمين ،حيث انقسموا بعدها لسنة وشيعة وانقسم الشيعة لطوائف، والسنة لمذاهب، واستمرت عجلة القتل بدون توقف، فقد قتلوا الفاروق عمر خليفة المسلمين بأيدى مسلمين، ثم ﻗُﺘﻞ سيدنا ﻋﻠﻲ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ،وقُتل سيدنا عثمان .. بايدي مسلمين ،وﻗُﺘﻞ سيدنا ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭقُطع ﺭﺃﺳﻪ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ،وﻗُﺘﻞ سيدنا ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺴﻤﻮﻣﺎً ﻣﻐﺪﻭﺭﺍً .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗُﺘﻞ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ " ﻃﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ " .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗُﺘﻞ ﻭ ﺫُﺑﺢ 73 ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ النبى ﻣﺤﻤﺪ ص ... ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗُﺘﻞ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ والصحابة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗُﺘﻞ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ والصحابة في ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺻﻔﻴﻦ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ
وﻗُﺘﻞ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ والصحابة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻧﻬﺮﻭﺍﻥ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗُﺘﻞ عبد الله بن الزبير في مكة عام 73 هـ على يد جيش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، بعد حصار دام لعدة أشهر للكعبة ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ،،
‏وﻗُﺘﻞ 700 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺇﺧﻤﺎﺩ ﺛﻮﺭﺓ أﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳنة ﻏﻀﺒﺎً ﻟﻤﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﻣﻮﻱ .. ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ، وﻗﺼﻔﺖ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ المكية ﺑﺎﻟﻤﻨﺠﻨﻴﻖ .. ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺟﻴﺶ خليفة المسلمين ، وﻗﺘﻞ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ (ﻣﻦ ﻧﺴﻞ النبى محمد ص) حيث ﺻﻠﺒﻮﻩ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺩﻣﺸﻖ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺛﻢ ﺃﺣﺮﻗﻮﻩ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ
وقُتل الأف من المسلمين على ايدى صلاح الدين وغيره من خلفاء المسلمين الأمويين والعباسيين والعثمانين ولم تتوقف عجلة القتل ثم قُتل وقُتل وكلهم بأيدي مسلمين
واستمر المسلسل حتى يومنا هذا فقُتل ملايين المسلمين على ايدى الجماعات الإسلامية وأخرهم داعش واتباع الإخوان والسلفيين ،،، ثم يأتى شخص مشوش العقل ويقول انها مؤامرة امريكية أو صهيونية رغم أن من يدوس على الزناد مسلم ليستمر الغباء والسقوط والتشويش وعدم وصف المرض والعرض ،ليبدأ العلاج فنستمر فى القاع، رغم أن امريكا عمرها لا يتعدى 350 سنة والصهيونية واسرائيل لا يتعدى عمرها 75 عاما ،لكن تاريخنا الدموى من قتل وقتال بعضنا البعض يعود إلى 1440 عاما ،،، فمتى ندرك أن العيب فينا ونعترف بالمرض، ونعطى الطبيب الفاهم من أهلنا الفرصة لعلاجنا، لننجو ونخرج من القاع وندخل فى مصاف البشر المتقدم السعيد ،،
للأسف تاريخنا مليء بقتل بعضنا بعض لأننا تركنا القيادة للعميان المتطرفين وخضعنا لتلاعب الحكام الذين ساعدوا على نشر التخلف بمنح الصحافة والإعلام والسلطة للمتخلفين من رجال الدين ،،،
‏وصار ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ أﺭﺣﻢ ﻋﻠﻴنا ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ فيستقبلونهم لاجئين !!
ولو طبقت كل طائفة أوجماعة إسلامية ما لديها من تعاليم التكفير والقتل فلن ينجو مسلم غير الذين هربوا إلى بلاد الكفر و العلمانية !!
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون والكاتب بصحيفة المصرى اليوم للنقد ت وواتس 201005519391