العرب أكبر شعب متعصب


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

نحن أكبر أمة تستخدم العصبية والسباب والقذف فى الحوار والنقاش ؟
--------------------
من خلال سفرياتى وتعرفى على شعوب 45 دولة لم أجد شعب، أو أمة، تستخدم العصبية والسباب والقذف فى النقاش والحوار مثل أمتنا العربية، وخصوصا فى النقاش الدينى أو السياسى ،،فالبلاد الآخرى قد يحدث فيها عصبية أو سب أثناء الحوار والنقاش بنسبة قد تصل 2%، لكن فى بلادنا العربية قد يصل التعصب والسب والقذف فى النقاش والحوار والإختلاف فى الرأى إلى 50% ، وهو مايعنى أننا ننفرد بثقافة تعليمية وتربوية سيئة، بسبب ترك الحكومات سيطرةالمتطرفين على الصحافة والإعلام والتعليم والمراكز الثقافية والمساجد والكنائس، لذا نحتاج لإراده سياسية لحماية بلادنا، لأن هذه أفة أمتنا وسبب فى تخلفنا عالميا، علميا ،وثقافيا ،واقتصاديا ،وسياسيا، وأخلاقيا، واجتماعيا،واقل الشعوب سعادة ورفاهية، وللأسف نحن شعوب لا تعترف بالمرض، ونحن خير من يتغنى بالشعارات، البعيدة عن الواقع السيء ،،وتستطيع أن ترى ذلك جليا لو قال أو كتب أحدنا رأيا غريبا أو جديدا عن المألوف ،فبدلا من مناقشة هذا الرأى والرد عليه بالحجة والأسلوب العلمى، نجد سباب وقذف بأدنى وأقبح الألفاظ وحتى سب الأم والأب، بعكس الشعوب المتحضرة، قد تجد شخص ينكر وجود الله ،فيرد عليه الناس بالعلم والحجة وليس السب والقذف ،ولأن الترند أصبح هدفا عند القنوات ،فتجدهم يقتطعون الحوارات بشكل يخل بمضمونها، ويضعون عنوان مثير قد يكون عكس ماقيل بالفيديو ،فيدخل الأشرار من الإخوان والسلفيين دون أن يقرؤوا أو يستمعوا للفيديو كاملا ويكتفون بالعنوان ،وينهالوا بالسب والقذف، فيتحقق للقنوات الهدف من الترند وزيادة الإنتشار، ولايهم إن كان ذلك على حساب الضيف وأهله وسمعته ،كما أننا الأمة الوحيدة التى تمتلك كتائب للإرهابيين لإرهاب أى شخص يخالف معتقداتهم، ويصنعون له الشائعات ،وأنا واحد من هؤلاء الناس، حيث منذ أكثر من 20 عاما أواجه إشاعات تكررها هذه الكتائب، يوميا فى وسائلهم الإعلامية والسوشيال ميديا، ورفضوا عشرات المرات مواجهتى على الهواء بهذا الكلام، لأنهم لايرغبون فى الحقيقة، ولايملكون العلم لمواجهتى ،معتمدين على بساطة الناس ،وأن شعوبنا منها الكثير الذى لايقرأ ولا يفكر فيما يقال ،ومن هذه الإشاعات أننى لست أزهريا، رغم ان شهاداتى الأزهرية عرضت 17 مرة على شاشات القنوات حسب طلب القنوات، وايضا إشاعة أننى مسيحى أو يهودى أو بهائى، أو عميل اتقاضى اجرا من الصهاينة ولا أعلم من هم هؤلاء الصهاينة، وكيف ذلك ،.وانا انسان بسيط سيارتى موديل 1996، وبيتى بسيط رغم عملى بالخارج 19 عاما، فى حين أن امراء كتائب الإرهابيين، ومنهم من لم يخرج من مصر، يعيشون فى قصور ،ويملكون أحدث السيارات وحسابهم بالبنوك بعشرات الملايين، والحكومة والأمن يعلمون ذلك جيدا، لذا أطالب الأمن بعرض احوالنا وأحوال هؤلاء المتطرفين المالية، ومصدرها، والتحقيق مع العميل وسجنه، لأن تركنا نهبا لهذه الشائعات يساعد فى اقتناع الناس بكلامهم فتزيد قاعدة وأتباع الإرهابيين، وهو خطر شديد على الأوطان ،،والتاريخ والماضى والحاضر ينطق بأن هؤلاء دمروا أوطانهم ،فكل الكتائب والميليشيات والجماعات هدمت أوطانها، وهو تاريخ وحاضر نعيشه، والكل يعلم ويدرك ذلك ،لذا على الحكومات أن تحدد ان كانت جاده فى محاربة الإرهابيين والمتطرفين أم لا، ،حتى لانتحمل كأفراد فاتورة تنوير وتصحيح المفاهيم، لكن مسك العصا من المنتصف لعدم خسارة أصوات هؤلاء ،خيانة وطنية، ولو أردت رفع دعاوى قضائية لكل من كذب اوسب أو أشاع عنى شيئا ،سوف أحتاج لأكثر من عشرة الأف قضية فى السنة، فأنشغل عن ابحاثى وكتاباتى فيتحقق لهم مايرغبون وهو اسكاتى وهم لايدركون أن الأفكار لاتموت .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون ت وواتس 201005518391