إن الدين عند الله الإسلام لا تقصد الإسلام المحمدى


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

-----------------------------
اليوم نعرض لكم كلام القرآن وآيتين قد وقع خطأ كبير فى تفسيرهما قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسلامُ ) وقوله{وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلاَمِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ )آل عمران ، فهاتين الآيتين قد فسرهما بعض الفقهاء على أنهما يتكلمان عن إسلام سيدنا محمد ص وهو مايعنى بالمنطق ، إلغاء الآديان الآخرى، لذا يظهر سؤال لماذا لم ينزل الله رسالة الإسلام مع أول نبى حتى أخر نبى ،والسؤال الثانى ماذنب من ولدوا قبل نزول الإسلام، لكن الدارس لمجمل الإسلام، سيفهم أن هاتين الآيتين تتكلمان عمن أسلم وجهه لله وآمن به، ولا تقصد إسلام سيدنا النبى فقط، والدليل على ذلك آيات القرآن الكثيرة مثل قوله تعالى فى آل عمران 67 ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسلِمًا) ومعروف ان آبراهيم قبل نزول الإسلام بحوالى 3000 سنة، وكذا قول يوسف فى سورة يوسف آية 101 ( رَبِّ قَد آتَيتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسلِمًا ) أى مسلم وجهه لله ومؤمن به ، ويوسف قبل نزول الإسلام بحوالى 2700 سنة ، ايضا قول فرعون وهو يغرق فى سورة يونس 90 ( قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ) وده حوالى 2800 سنة قبل نزول الإسلام ، ايضا قوله تعالى فى سورة الزاريات 36 ( فَمَا وَجَدنَا فِيهَا غَيرَ بَيتٍ مِّنَ الْمُسلِمِينَ ) أى بيت لوط وأبنتيه وهو حوالى 2500 سنة قبل نزول الإسلام ، وايضا قول ملكة سبإ فى سورة النمل 44 ( قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ ) ومعروف ملكة سبإ وسليمان قبل نزول الإسلام بحوالى 1600 سنة ،وبعد هذا العرض لكلام القرآن الواضح عن الإسلام ،أتمنى أن يفهم الذين قالوا من الفقهاء والمفسيرين بأن المقصود بالآيتين (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسلامُ ) {وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلاَمِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ ) لاتقصد الإسلام المحمدى، ولكن من أسلم وجهه لله وأمن به ،وهذا التفسير والفهم الطفل سيفهمه، لو كان ملما بالقرآن، ولا يفسر الآيات بمعزل، وبدون إلمام بالقرآن، لأن من يقول أنها تقصد الإسلام المحمدى ،لايفهم القرآن ويطعن فيه، ويتهمه بالتناقض حاشا لله، وايضا وجدنا تفسيرهم القاصر يتسبب فى تكفير الآديان الأخرى، لدرجة أن البعض أباح قتلهم،وهو الذى يتناقض مع القرآن نفسه الذى قال فى سورة المائدة 32 ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) ونفسا هنا تعنى كل إنسان مسلم أو غير مسلم ،، وللأسف هذا الفهم المغلوط مازال يدرس ويقال فى الإعلام العربى وكذا الصحافة والتعليم والمساجد ،فغضب الله علينا لأننا أنكرنا الأديان الأخرى، رغم أن الله هو من أرسلها، وطالبنا الله كمسلمين أن نؤمن بها فى وصفه للمسلم بسورة البقرة آية 285 ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ) أى فرض الله علينا أن نؤمن بكل الكتب وكل الرسل ولانفرق بين أَحَدٍ من رُّسُلِهِ ،، لكن وجدنا مايحدث من مشايخ الجهل والتخلف،هو إشاعة كراهية الآديان الأخرى وأتباعهم، وكذا تحريض البعض ضدهم ،وإفتاء البعض بجواز قتلهم ،، مما جعل 4000 ديانة وعقيدة حول العالم تعادى الإسلام والمسلمين، وتتحسب منهم، حتى أصبح المسلم متهم حتى يثبت براءته ،وهذا مالمسته من خلال سفرياتى لحوالى 45 دولة ، فمتى نرى غيره على الدين من ضلال الإخوان والسلفيين، ومن سار على دربهم، وما فعله البعض منا، بتشويه صورة الإسلام ،فأنطبق عليهم دعاء( اللهم لا تأخذنا بما فعل السفاء منا) تصديقا لقول سيدنا موسى فى سورة الأعراف 155 ( قَالَ رَبِّ لَو شِئتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ۖ أَتُهلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا )
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون للنقد ت وواتس 201005518391