أبطال فوق قمم التنديد


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قيل: إن امرأة كان يتحرش بها احد الأشقياء في السوق، فطلبت من شقيقها أن يصحبها في اليوم التالي، فلما رآه الشقي ارتعدت فرائصه ولاذ بالفرار، فأنشدت هذا البيت:
تعدو الكلاب على من لا أسود له
وتتقي صولة المستأسد الضاري
وبالتالي فإن من لا يستأسد بالأحرار والشجعان يضيع في مواجهة المجرمين والأنذال. .
لقد استنجد القطريون قبل بضعة أيام بإخوانهم فجاء الرد متعثراً بكلمات الشجب والتنديد والاستنكار، واستنجد الغزاويون بأخوانهم منذ عامين فلم يفزع لهم أحد، ثم توالت علينا الهجمات، وتعالت الصيحات في صنعاء وخانيونس والضاحية: وا غوثاه - وا مصيبتاه - وا ويلاه - هل من ناصر ينصرنا. فجاءهم الرد من اعلى منابر القوم: (اللهم أضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منها سالمين). .
كان اجدادنا يقولون: (من كان لنا في الشدائد درعاً سنكون له في الأزمات سيفاً وجيشاً. ومن تخلف عن نصرتنا عمدا فنسيانه علينا واجب. فمن عرفنا ادرك معنى الندرة. ومن فقدنا ذاق مرارة الخسارة. فنحن لا نركض خلف من جعلنا خيارا. ولا ننتظر من لا يرى فينا قيمة. ولا نطرق بابا أُغلق بقصد أو من استبدلنا بأوهام مؤقتة. نحن لا نقاس بالكثرة بل بالوفاء، ولا نُختبر في الولاء فنحن أصله، ولسنا في حاجة لمن يؤكد مكانتنا. فالساحة تفتقدنا ولسنا من يفتقدها. لأننا الأصل، والباقون ليسوا سوى ظلال عابرة. يتلاشون عند أول نور). .
اجتمعوا في قمة الدوحة، فكانوا أبطال العالم في الشجب والتنديد. كتبوا بيانات عنترية لن تغير شيئا في مواجهة العدو المستهتر، ثم التقطوا الصور بابتسامات مصطنعة، وعادوا إلى ديارهم وكأنهم انتصروا. اما العدو فلم ولن يتوقف عن تنفيذ غاراته بقلب مطمئن. لأنه يعرف ان العرب يمثلون اليوم ظاهرة صوتية سوف تغوص في أوحال البحر الميت قبل وصولها الضفة الغربية. .
كنا نأمل فخاب أملنا في قمة الصفر. توقعنا فتبددت توقعاتنا. فما استأسد الحمل إلا لما استنوق الجمل. .
اما في ما يتعلق بقادم الأيام فيمكن ان نستنتجه من قوله تعالى : ((ومن يهن الله فما له من مكرم))