رسالة إلى أشقاءنا الاعداء
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 00:33
المحور:
المجتمع المدني
قرأت قبل قليل كتابات الذين يلعنون الشعب العراقي، وينعتونه بأبشع الأوصاف. فكان لابد من كتابة هذه الرسالة:
بداية نحن قوم نؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد. نؤدي الصلاة. نقرأ القرآن بتدبر وتفكر، فالقرآن الذي عندنا في العراق لا يختلف أبدا عن القرآن الذي عندكم. ليست لدينا أي ضغينة ضد الديانات السماوية وغير السماوية على اختلاف مذاهبها ومشاربها. نحترم جميع الشعوب والامم في كل القارات. لا توجد لدينا فتاوى صريحة تحرضنا على قتل الناس وسفك دماءهم. .
لا ادري ما اقوله لكم للرد على هذه الكراهية التي توارثتموها منذ قرون، وليس في الأمر غرابة، لأنكم اول من ارسل أبناءكم لقتل العراقيين كافة وبلا رحمة. وربما كانت هتافاتكم في ملاعبكم الكروية واضحة وصريحة ومباشرة، حينما ارتجت المدرجات بصيحاتكم: (يا عراقي يا قواد يلا روح على بغداد). ثم جاء تحاملكم على شعبنا مكملا ومتناغماً مع الحملة الصهيونية الموجهة ضد أهلنا، فقط لانهم اعلنوا مناصرة اخوانكم في فلسطين وفي ليبيا وفي السودان وفي لبنان وفي اليمن، فقاتلوا واستشهدوا وما زالوا ثابتين على العهد. .
لذا فأن تحاملكم الصريح والمباشر على العراقيين بلا استثناء بما فيهم أنا المتحدث، وتكراركم للعبارات النابية. ما هو إلا انعكاس لحملة ضارية سببها وقوفنا بقوة وبحزم مع اخواننا في الارض المحتلة. .
والله لو لم تكن للشعب العراقي وقفة مشرفة ضد عدونا المشترك لما نالوا منكم ومن أسيادكم هذا التسقيط والتشويه مثلما ينالونه الآن. .
لا نجد اي اختلاف بين حملات إيلي كوهين الموجهة ضدنا، وحملاتكم اليومية المستنسخة من خطابات بن غفير وسموتريتش. انتم و (ايلي كوهين) تقفون في خندق واحد. ولا علاقة لهجماتكم بالإسلام الذي تتظاهرون به، بل هو موقف مؤازر للصهاينة ومساند لهم، والدليل على ذلك تصديكم للصواريخ التي كانت في طريقها لدك تجمعات العدو في الارض المحتلة، والدليل الآخر: دعمكم اللوجستي المتواصل لتل ابيب. والدليل الثالث: مشاركتم في تجويع اهلنا في غزة. .
نحن لم نرسل بناتنا للمشاركة في (جهاد النكاح) ولم نفتح فنادقنا للعاريات القادمات من تل ابيب، ولم نكن جاحدين لكم عندما وافقنا على قرار اعفاء منتجاتكم الصناعية والزراعية القادمة الينا من الرسوم الجمركية والضريبية. ولم نبخل عليكم بنفطنا بأسعار رمزية مخفضة جدا جدا. ولم نشتمكم ونتطاول عليكم في يوم من الايام. وكم تمنينا ان يكون وفاءكم للعراق مثل وفاءكم للصهاينة. .