سيناريوهات كارثية في طريقها إلينا


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

إن لم يتحرك عقلاء العراق ميدانيا لإطفاء النيران المختبئة تحت رماد الأحقاد فلن يتوقف المتآمرون عن تنفيذ أجنداتهم. اما إذا هبت علينا عواصف الفتنة وانتشرت بين صفوفنا، فإن العالم كله لا يرى فينا اهلا للبقاء والصمود بوجه الحادثات. سوف يستسهلون علينا الموت والمهانة، انظروا إلى أنفسكم. اين انتم ؟. راقبوا فوهات بنادقكم، طالما تستبيحون قتل ابناء وطنكم بذريعة الاختلاف بالأعراق والعقائد فأنتم أكثر عرضة للمؤامرات والمكائد والويلات والمصائب. .
إذا احببتم أن تنظروا إلى الكوارث المرتقبة، التي سوف تعصف بالعراق، فلا تستمعوا إلى هرطقات ليلى عبداللطيف، ولا إلى ثرثرات ابو علي الشيباني ومعلمه الأفغاني، فقط انظروا إلى المشهد السوري المعروض أمام أعينكم بالصوت والصورة، ثم أضربوا الوقائع المؤلمة في x10 أو أضربوها في (x100)، فالمجازر التي جرى تنفيذها في الساحل وفي اللاذقية وفي جرمانا والسويداء ودرعا وغرب الفرات، سوف يعاد تنفيذها بكل بشاعة على أرض الرافدين. وهنالك اكثر من جهة سياسية أبدت تطوعها وأعلنت استعدادها لتنفيذ السيناريوهات المعدة مسبقا. .
وفي العراق ألف أفعى تشرب الدماء (الرحيق). وفيه عشرات القرود المتراقصة منذ الآن فوق حبال الطائفية. عقول مشفرة. نفوس مدجنة. أفكار ملوثة. ضمائر محشوة بالحقد والكراهية، سوف تعصف بنا سيناريوهاتهم ابتداء من منفذ (إبراهيم خليل) إلى منفذ (صفوان). ومن منفذ (زرباطية) إلى منفذ (عرعر) مرورا بمنافذ القائم وطريبيل وجريشان. وما ادراك ما جريشان ؟، ثم ما ادراك ما جريشان ؟، الذي تتسلل منه الأسلحة المتدفقة من أوكار الغدر والرعب والخذلان. .
سوف لن تكون المواجهات بين ابناء الشعب العراق بالصورة التي تتوقعها المنصات الصهيو - أمريكية. لكنها سوف تكون صورة من صور الفناء الذاتي من دون ان يدرك المتصهينون في العراق انهم يؤدون الأدوار التي رسمها لهم بن غفير وسموتريتش. .
هل تذكرون ذلك العجوز العراقي الذي كان متفاخرا بغباءه، حينما قال: (أنا على أتم الاستعداد للتعاون مع الشيطان من أجل نصرة الإسلام) ؟، هل تذكرون كلامه الذي كرره عشرات المرات على مسامع الجميع ؟. ثم جاءه الرد من الاخ (حميد الهايس). لكنه مازال يشهر سيفه ويعلنها صراحة بقوله : (اشهدوا لي عند الأمير بن غفير انى أول من رمى). .
في العراق عشرات الفضائيات المدربة والمهيئة لزرع الفتنة الطائفية. لا فرق - سواء كانت من ذوات الفلقتين، أو من ذوات الفلقة الواحدة. فالفتنة القادمة الينا سوف تكون طائفية ‎%‎ 100. .
نخشى على بعض المحافظات العراقية المرشحة للضياع مثلما ضاعت السويداء الدرزية ومثلما التحقت بالجولان بعد ظهور الجولاني، ثم ان الهواجس والكوابيس التي تحاصر حلب السورية، سوف تخنق الموصل العراقية. كل الخطوات محسوبة ومدروسة، وبموافقة الأطراف المحلية المرتبطة بالكنيست. .
وتذكروا قوله تعالى: ((سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)). .