إلى قناة الجزيرة: افتحوا النوافذ


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 11:01
المحور: الصحافة والاعلام     

شعرنا بصدمة كبيرة حينما شاهدنا قناة الجزيرة تذيع اخبار القصف الذي وقع فوق رأسها بنشرات منقولة من القنوات والوكالات الإسرائيلية والأمريكية. كان يتعين عليها ان تفتح النوافذ لترى ما جرى على مسافة بضعة أمتار من مقرها في الدوحة. وكان يفترض ان تسجل وقائع الاهتزازات العنيفة الناجمة عن الغارات المتوالية لطائرات عبرت الاجواء العربية الشقيقة. .
في ذلك اليوم بالذات نفذ الكيان المستهتر سلسلة من عمليات التدمير الشامل في شتى أنحاء البلاد العربية:
- قصف يومي فوق رؤوس الجياع في غزة.
- قصف منازل المدنيين في الجنوب اللبناني.
- قصف احدى سفن الدعم الراسية في تونس.
- قصف اماكن متفرقة داخل العمق السوري.
- قصف مواقع منتخبة في اليمن.
- وقصف الاحياء السكنية في قطر. .
كانت الشعوب والأنظمة العربية تنظر من بعيد لمسلسل الاستهتار الإقليمي، وهم يعلمون علم اليقين ان الدور جاي عليهم من دون ان يمتلكوا الجرأة لعمل شيء يعيد اليهم كرامتهم المهدورة ويحفظ سلطاتهم المسلوبة. ربما لعبت الانطمة العربية دورا خفيا في دعم الغارات وتسهيل امرها، وإلا كيف عبرت أجواء الاردن ؟، وكيف قطعت المسافات في الذهاب والإياب (1800 كيلومترا في كل اتجاه) من دون التزود بالوقود ؟. وفوق ذلك كله كانت طائرات التجسس البريطانية والأمريكية تشارك في الهجوم وتتولى تحديد الاحداثيات المستهدفة. .
في ذلك اليوم بالذات وقف رئيس الكنيست متفاخرا منتشيا. ثم قال: (هذه رسالة مباشرة إلى شعوب الشرق الأوسط، سوف نسحق كل من يحاول منعنا من التمدد بين النيل إلى الفرات). .
هذا ما سيحدث عندما تكون دفاعات العرب الجوية امريكية. فما بالك لو كانت القواعد الأمريكية تتخندق خلف بيوتنا ؟. .
لقد صمت قادتنا كلهم عندما طال القصف صنعاء وبيروت وبغداد ودمشق وحمص وطهران وبوشهر، ظناً منهم انهم خارج الحسبة تثمينا لجهودهم في الرضوخ والانبطاح. لكنهم واهمون واهمون واهمون. ولن يختلف مصيرهم عن مصير أشقاءهم وجيرانهم الذين طحنتهم قاصفات هذا الكيان المستهتر. .
بعدما انتهت الغارات المشؤومة عاد العرب كلهم إلى نومهم العميق بعد يوم مرهق من التنديدات والاستنكارات واللعنات. والثعلب فات فات وبذيلو سبع لفات. . .