وزارة للتطبيع بين العراقيين


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 10:03
المحور: المجتمع المدني     

نبحث عن فرصة للتحاور بشفافية وبأسلوب (متحضر) مع العراقيين الذين يميلون للتطبيع مع إسرائيل. والذين لديهم نوايا غير معلنة حتى الآن للذهاب في هذا الاتجاه. .
فقبل ان يتحملوا مشقة الابتعاد خارج حدود البلاد، ما الذي يمنعهم من خوض تجارب التطبيع مع بعضنا البعض ؟، وما الذي يمنعنا من تأسيس وزارة للتطبيع الوطني على غرار وزارة المصالحة الوطنية التي اختفت وتبخرت من دون ان تحقق الحد الادنى من التوافق والتصالح بين افراد الأسرة الواحدة. . اذكر ان معالي السيد الوزير (الدكتور عامر الخزاعي) بذل جهدا كبيرا في هذا المضمار، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع. .
على أية حال، ما الذي يمنعنا من الوقوف بقوة خلف مشاريع التطبيع بين الشيعة والشيعة، وبين السنة والسنة، وبين الأكراد والأكراد، خصوصا بعدما وصلنا إلى طرق مسدودة في احراز الانسجام والتوافق بين ابناء المكون الواحد ؟. . ولماذا نحن ناجحون في التنافر والتناحر والتباعد والتصادم ؟. .
وما الذي يمنعنا من تعزيز خطوات التطبيع بين ابناء المحافظات الجنوبية والمحافظات الغربية، وبين ابناء المحافظات الوسطى وابناء المحافظات الشمالية ؟. .
وما الذي يحول دون تكريس جهودنا الوطنية من اجل الارتقاء بمستويات التطبيع بين موظفينا العاملين في تشكيلات وزاراتنا المتقاطعة مع الأقسام التابعة لها. .
نسمعهم حتى الان يتحدثون عنا نحن ابناء الجنوب وكأننا هبطنا من كوكب بعيد لا ينتمي إلى المجموعة الشمسية. . فيسموننا: معدان وشروكية وغوغائيين ومحافظات. فنتساءل دائما لماذا يهرولون للتطبيع مع فصائل الفالاشا والأشكناز والحريديم والسفازديم. بينما ينفرون من البدوي ومن الريفي ومن ابناء القرى النائية؟. فلماذا لا نسعى اولا نحو إرساء قواعد التطبيع بين المواطنين العراقيين، فنجمع شمل المسيحي والمسلم والصابئي والايزيدي والكاكائي. ونعزز روابط التآخي بين التركماني والكردي والعربي والسرياني والآشوري والكلداني ؟. سيما انهم جميعهم ينتمون إلى هذه الارض، وينحدرون من السلالات السومرية والبابلية والأكادية ؟. ما الذي يمنعنا من التوافق والتآلف واشاعة المحبة والاحترام تحت خيمة هذا البلد العظيم، الذي انطلقت منه أولى الحضارات الإنسانية ؟. .
دعونا نطالب بتأسيس وزارة للتطبيع الوطني، ونكرس جهودنا الوطنية والأخوية والأخلاقية من اجل تعميق اواصر العلاقات المتينة مع بعضنا البعض قبل الارتماء في احضان الغرباء، وقبل الانصياع لإملاءاتهم الخبيثة. ثم كيف يفكر البعض بالتطبيع مع اليهودي النازح من بولندا أو القادم من روسيا ولا يفكر بالتطبيع مع ابن عمه الهاشمي أو الجبوري او الشمري او البرزنجي او البصراوي او المصلاوي او المنتفجي ؟. .
حتى اليهود الذين هم من اصل عراقي نراهم يذرفون الدموع من اجل العودة إلى شواطئ دجلة والعيش في ربوع الرافدين، فلماذا يفكر البعض بالانتقام مني أنا ابن الجنوب او الانتقام من شقيقي ابن كركوك أو ابن الفلوجة ؟. بينما نراه يفتح صدره وقلبه للغير. لماذا ؟. ولمصلحة من ؟. فما لي أراني وابن أمي جاحدا متى أدن منه ينأ عني ويبعد ؟؟. .
(مع الاعتذار للشاعر طرفة بن العبد بعد هذه التغيير الطارئ على مفردات القصيدة)