عنتريات تقابلها تنازلات


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تتكرر خطاباتهم العنترية المستفزة المستهترة الموجهة كل يوم إلى الأنظمة العربية سواء كانت من الأنظمة الساكتة أو المطبعة أو الراضخة أو الواقفة على التل، أو المتقاعسة أو الشامتة. .
تأتي خطاباتهم على شكل نداءات يوجّهونها لنا عبر مبعوثيهم. يقولون فيها: ((انزعوا أسلحتكم وثيابكم الداخلية. غادروا منازلكم حفاة عراة. اخرجوا من أرضكم التي زحفت نحوها الجيوش الانتقامية المعادية لكم. . اخرجوا من الأراضي التي استولوا عليها. . اخرجوا منها بلا استثناء وبلا تأخير. . لا خيار أمامكم سوى الإذعان والخنوع والخضوع، وهذا هو حكم القوي المستهتر على الضعيف المتخاذل)). .
فعن أي سيادة تتحدث الحكومة اللبنانية بعد الآن ؟. وعن اي حصرية للسلاح يتحدثون وهم مهددون بالعدو الذي يشغل الآن مساحات شاسعة من جنوب لبنان ؟. لم ولن ينسحبوا خارج حدود لبنان حتى هذه اللحظة على الرغم من توقيع اتفاق الانسحاب في الشهر الثامن من العام الماضي، والغريب بالامر ان العرض الذي يحمله مبعوث امريكا جاء لتكريس واقع مختلف يقضي بعدم الانسحاب، ويسمح للصهاينة بمواصلة القصف والتدمير وتنفيذ الاغتيالات. ولا يسمح لاهلنا بالعودة إلى ديارهم، وهم يعدون العدة الآن إلى تحويل أرض الجنوب إلى مشاريع استثمارية تحت الوصاية الأمريكية وبإدارة اسرائيلية. وبالتالي فان الذين يتحدثون عن حصر السلاح بيد الدولة ينبغي ان يطالبوا باستعادة أراضيهم المنهوبة وممتلكاتهم المسلوبة، وان لا يطالبوا اهل الارض بالنزوح والاستسلام الكامل للعدو الذي لا يحترم الأعراف ولا القوانين. .
اما اغرب ما سمعته الآن فهو مناشدات (البولة: بولا يعقوبيان) التي تطالب الحكومة اللبنانية بضرورة التخلص من العقيدة الشيعية قبل التخلص من سلاح المقاومة. بمعنى آخر ان الشعب اللبناني كله اصبح مهددا بالغزو القادم من الجنوب، والغزو المحتمل القادم من الشمال بقيادة ابو صهيب القوقازي، ومهدد في الداخل من عملاء اسرائيل الذين طفت اصواتهم فوق مستنقعات العهر والرذيلة. ناهيك عن الصيحات التحريضية التي يطلقها (حسن مرعب) من وقت لآخر. .
ولكن ارجو ان لا يغيب عنكم قوله تعالى: ((سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)). .