رصاصة في صدر المستقبل


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 10:10
المحور: المجتمع المدني     

ليست المأساة في ان يتحكم بك الفاشل، فقد تعاقب علينا العشرات منهم حتى تشابهت علينا العجول والأبقار، لكن الكارثة تكمن حين يرتفعوا على الاكتاف، ويُمنحوا النياشين والأوسمة، وتُفتح لهم الأبواب، وتُطوى لهم الوسائد والطنافس. .
نتألم كثيراً حين يصفق الناس للمتلون لأنه بارع في الخداع والمراوغة. عندئذٍ لا يصبح الشعب ضحية بل يتحول إلى شريك صامت، وفاعل في الجريمة. فالشعب الذي ينتخب الفاشل، ويدعم اللصوص والخونة ليس ضحية بل شريك في تشويه صورة المستقبل، فلا تكن مشاركا بصمتك، وأحذر من الخداع الذي يمارسه البعض لجذب الناس وضمان ولاءهم، ولا تمنح صوتك لمن لا يستحق، لأن صوتك قد يصبح رصاصة في صدر المستقبل. .
ولا تغريك شهاداتهم المزورة، فالشهادة حتى لو كانت حقيقية فهي تثبت ان حاملها متعلم، لكنها لا تعني انه يفهم، فالحمير أيضاً تحمل أسفاراً فوق ظهورها. .
يرى دهاة القوم ان السيطرة المضمونة على عقول الناس لن تتحقق بالتخويف والترهيب، بل في جعلهم يتطوعون لخدمة الدهاة بمحض ارادتهم، وذلك لا يتم إلا بإقناعهم أن أولئك الدهاة هم البوابة المباشرة لنيل المكاسب الوهمية. .
مشكلتنا الأخرى تكمن في سلوك المواطن الثعلب (النذل)، الذي يحتال على الناس من أجل تجميل صورة المسؤول الفاشل وبلا مقابل، فالمواطن الثعلب هو الذي يعلن الحرب على المظلومين دفاعا عن سيده الظالم. هؤلاء إن وجدوا الأحرار في كُربٍ تناذلوا وهم ليسوا بأنذال. فالناسُ كالناسِ إلّا أنّهُم يَئِسوا مِن صَدِّ أرتالِ هَمٍّ بَعدَ أرتالِ . .
لقد أرهقتنا هواجسنا، وأزعجتنا كوابيسنا، ننام بعد صراع طويل مع جيوش الأرق ثم نستيقظ في الصباح لنجد ان حياتنا لم تتغير. . نحسد من ينامون بسلام، اما نحن فلدينا كل ليلة معارك لا تنتهي مع المنغصات الموروثة وتراكماتها الثقيلة. .
ومع ذلك مازلنا نقف على أرجلنا، لدينا فقط رضوض في المشاعر. كسور في الخواطر. خدوش في الضمائر، انخفاض في معدلات الثقة، وتصدعات في الذاكرة. .