لماذا ركنتم إلى الذين ظلموا ؟


كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن - العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

نشعر بالخزي والعار عندما نكتشف اننا ننتمي إلى قبائل تاجرت بجهلها حتى وصلنا إلى حالة غير مسبوقة من الذل والاستحمار، منذ سنوات وهم يضحكون علينا، ويستخفون بعقولنا. .
حاولوا ان تجمعوا كل الخصال السيئة التي انفرد بها السفاحون والطغاة والظلمة على مر التاريخ، ثم اختاروا منها ما ينطبق على المجازر البشعة التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة في فلسطين، والاعتداءات اليومية السافرة على اهلنا في غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر وقطر والسودان وفي كل مكان. سوف تجدونها ملازمة لسلوك هذا الكيان المتعطش لسفك دماء الأبرياء. .
لكنك لن تسمع فتوى دينية واحدة تلعن الظالم وتقضي بتحريم التعامل معه. وكأن الدعاة نسوا أو تناسوا قوله تعالى: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)). .
وعلى النقيض تماما صرنا نرى ونسمع حملات الشجب والإدانة تتصاعد كل يوم من البلدان الأوروبية والآسيوية. ففي تطور غير مسبوق داخل الأوساط الإعلامية الأمريكية، كتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان الحائز على ثلاث جوائز بوليتزر، والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، كتب مقالة نارية بعنوان: (حملة اسرائيلية في غزة تجعلها دولة منبوذة). تصوروا (فريدمان) المعروف بدفاعه المستميت عنهم قلب المعادلة هذه المرة، وصار يتهم النتن ياهو بارتكاب المجازة ضد المدنيين، ويتهمه بتدمير مكانة إسرائيل نفسها بين الشعوب والأمم، وتمزيق المجتمع اليهودي من الداخل. .
يستحضر الكاتب مثالاً صارخاً حين يستشهد بقصف مستشفى ناصر في خانيونس، حيث ارتكب الصهاينة ابشع مجازرهم ضد الأطباء والصحفيين والممرضين، وعلى الرغم من فداحة الجريمة اكتفت اسرائيل بالحديث عن: (عملية في محيط المستشفى)، متذرعة بالتحقيق في ملابسات الحادث، من دون ان توضح الاسباب والمسببات. لا ريب ان قصف المستشفيات ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات اليومية، شملت تدمير الوحدات السكنية، والإبادة الجماعية بدعوى استهداف المقاومة، في حين واصلوا اغتيال رجال الصحافة والإعلام، وتخريب المؤسسات الخدمية ومراكز الإيواء، وبالتالي فان إسرائيل اصبحت دولة منبوذة لا تحترم القوانين ولا تلتزم بأبسط القواعد الإنسانية. وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم. .
أما الدعاة في بلادنا فحتى حينما اعتدت إسرائيل على قطر لم نسمعهم ينعتون (النتن ياهو) بالظلم والإجرام والعدوان. بل تهجموا على قطر وشتموها. .
خلاصة القول: اما ان تتوحدوا وتدعموا المقاومة بأي شكل من أشكال الدعم، أو تتوقفوا عن طعن المقاومة في الظهر، وتسحبوا فتاواكم المؤيدة لهذا الكيان الظالم. .