لماذا مطار الملكة عالية ؟

هذه ليست مقالة، وانما هي رسالة كتبتها بصيغة المقالة وأرسلتها إلى الذين يهمهم الأمر في العراق، ونسخة منها إلى الذين لا يهمهم الأمر. . فعلى الرغم من مرور 22 عاماً على المنغصات اليومية التي تمسكت بها مكاتب الجوازات في مطار الملكة عالية منذ عام 2003، وعلى الرغم من مناشداتنا ونداءاتنا وخطاباتنا الوزارية والنيابية والصحفية، لم تتبدل الإجراءات التعسفية المكرسة بشكل حصري ضد الشعب العراقي كله. وهي بطبيعة الحال لم تكن كذلك قبل عام 2003. لكن ادارة المطار الملكي الهاشمي تعمدت الإساءة إلى كل وافد عراقي. حيث يوجّهون لنا الاسئلة التالية:
- هل انت مسلم أم غير مسلم ؟. .
- هل انت شيعي أم سني ؟. .
- هل زوجتك سنية أم شيعية ؟. .
- هل تنتمي إلى حزب سني أم شيعي ؟. .
- هل تسكن في مدينة سنية أم شيعية ؟. .
ويكاد يكون هذا المطار هو الأوحد في كوكب الارض الذي يصر على طرح التساؤلات الطائفية على كل وافد و وافدة عراقية. .
لن تجرؤ ادارة المطار على مسائلة الوافدين من اسرائيل. ولا فرق عندها إذا كانوا من قطعان الفالاشا أو السفارديم أو الأشكناز أو الحريديم. . ولن توجه اسئلتها إلى الوافدين العرب من تونس أو مصر أو من بلدان مجلس التعاون الخليجي. اما إذا كان الوافد من العاملين في القواعد الأمريكية فسوف يجد الارض مفروشة تحت أقدامه بالورود والزهور. .
اللافت للنظر ان أسئلتهم مخصصة ومفصلة للعراقيين وحدهم فقط، وفقط للعراقيين، وليس لغيرهم. وهذا يعني وجود استهداف مقصود ضد ابناء الرافدين على وجه العموم. .
فبماذا تجيبنا وزارة الخارجية العراقية ؟. وهل ستواصل إدارة هذا المطار استفزازاتها وأساليبها الطائفية التعسفية الوقحة ؟. أليس في العراق جهة وطنية تتفاعل معنا وتحمي ظهرنا ؟. أيعقل انها لا تعلم ولا تدري وليست لديها فكرة عن هذه الأساليب التي انفردوا بها ضد العراقيين وحدهم ؟. .
هل ترضى منظمة الطيران المدني ICAO بهذه الممارسات المعادية للإنسانية ؟. وهل تقبل الجامعة العربية بهذه التصرفات الهمجية ؟. وهل يبقى البرلمان العراقي متفرجا وكأن الأمر لا يعني الشعب بأكمله ؟. .
كلمة اخيرة: أنا شخصيا قطعت علاقتي بهذا المطار، ولن أزوره حتى لو فرشوا لي الارض ذهبا من بغداد إلى عمان. . ، لسنا حقودين ولكن نرفض اذلال انفسنا في التعامل مع نفوس مريضة وغير متحضرة، ونفرض التحاور مع وجوه تحمل لنا الحقد والضغينة. .