القبائل الإثني عشر -الاثنين والعشرين -الطب النفسي التجميلي 1-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 22:47
المحور: الادب والفن     

من لايدن، برلين، باريس، روما، السويد وبلاد العم سام..
مساء الخير..
منا نحن
المتشردون
القبائل "الإثني عشر" الاثنين والعشرين..
ل القرن الحادي والعشرين..

من كل العالم إلا بلاد إدعاء الدين..
منا نحن
المتشرذمون
نرى ونتفرج على ال " إلا"
ترتكب بحقهم محرقة أخرى في زمن " أَخرى"
لن يتكلم عنها أحد إلى قرن القادم..
وعندها سنقول
لم نستطع فعل أي شيء..
فعيبنا الأول في أننا .. قبائل.. في كوننا مشردين!
***********

متشردون، لكن لا نضلل أحداً:

كانت الحياة من القسوة، أن استخدم بعض الناس " حذاء البقرة" ليضللوا من يتبعهم..
وحذاء البقرة حذاء جلدي عليه فوق النعال حوافر بقر، يضلل عدوك ويجرم في حق تابعيك.

وصارت الحياة من القسوة، أن تمشي حوافر بعض الناس فوق آثار الأقدام الحافية لأطفال مروا من هنا..
وتصير الحياة من القسوة بأن تختفي آثار الأقدام عندما تقطع الأطراف حرب البقر.

من ضللت في يومك؟ سؤال شخصي جداً…
***********

متشردون، لكن أصلاء:

هناك خيط رفيع يفصل بين قلة الأصل والانسحاب الأخلاقي من علاقة.
هذا الخيط يلف الأسرار، فيحفظها.. ويقي علاقات من حولك مع من قطعت علاقتك به.
عندها فقط تستطيع أن تقول:
-لقد حفظت الخبز والملح، لقد صنت العشرة..لم أضلل أحداً.. هكذا استمر وهكذا سيرزقني الله بمن أستحق.
***********


متشردون، لكن مثابرون:

في الفشل، الخسارة، وحتى المرض نسبةٌ أنتَ تصنعها.. تغزلها باستسلامك، بتسليمك لفكرة الانكسار واللاستحقاق…
بينما إن أعلنت قوتك علماً، واستمرارك سراجاً، فحتى لو هاجمتك كل أمراض الدنيا والواقع، ستستمر..
لا بل وستكون مثلاً يحتذى، فصعوبة الطريق يا صديق.. تصنع أبطال الروايات وأولياء الحياة.

التفاصيل الصغيرة، ومع كونها تصنع اللوحة لا تستحق عبء المشاكل، ولا تضييع العمر، هذا إن كانت قبيحة.
أما الجميلة منها، فهي تستحق وضع المجهر عليها، وعندما تنظر لحياتك بكلها، قل لنفسك:
-ما أروع هذه التفاصيل، لقد صنعت لوحتي.

جميعنا كنا أو سنكون تفاصيلاً صغيرة في لوحة ما، و اللوحة بكلها في حلم آخر، المهم أن نستمر…
***********


متشردون، وأبداً حكماء:

هاجر الهنود القدماء -السكان الأصليون لأمريكا- إلى شاطئ لاغونا الساحر منذ آلاف السنين.
تعد مدينة شاطئ لاغونا -Laguna beach- أختاً لثلاث مدن حول العالم: مينتون في فرنسا، سانت ايفيس في إنكلترا، و سان خوسيه دل كابو في المكسيك…
فعلاً تتشابه المدن وإن اختلف قاطنيها ويختلف القاطنون الآن عمّن صنعوا روح المكان…
ما يبقى أبداً الفن، الأدب، وأرواح شخصيات مرت عبر الأمكنة والأزمنة لتعلّمنا كيف نستمر، وتقوينا أنكم راحلون.. راحلون، فمما تقلقون؟

نحن متشردون، لكننا أبداً بسطاء، حكماء، أخلاقيون إنسانيون.. هكذا نستمر…


يتبع…