غادروا وهاجروا -اسمها محمد 45-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 22:46
المحور: الادب والفن     

غادروا وهاجروا..
ثم
أنتم مسؤولون
عن براكيننا
عن أعاصيرنا
عن طعننا لظهور بعضنا..
عن إتجارنا بالأحلام.. بالذكريات وبالقضية!
 
أنتم يا من رميناكم سبب خراب هذي البلدان
سبب كون المسؤولين
 فاسدين
والشرفاء
 منبوذين
في بلاد الشرق الحزين
 
نجاحكم من فضلنا
إخفاقكم من ذاتكم..
فتوبوا إلى الله
نحن نتخم
وأنتم عن جوع أطفال هنا ملامون!
ارجعوا إلى بلدان تحتاجكم..
وقدسوا هذي الحدود
حدود الاستعمار اللعين
********
 
ونقول:
لن نرجع أبداً حتى ترحلوا..
عرفنا الوطن فكرةً لا حدود
عرفنا الشرف خصلة لا نقود
والطيبةُ..
ذلك العنصر المفقود
دورناها..
 خبرناها قرابيناً لمن تريدونهم قرابيناً
 
يا الجاحدون
مستمرون نحن
بعد كل كبوة نصرٌ
 
في قلبنا الله
ومن يرى الله في عمله لا خوف عليه
ولا هو ممن يحزنون…
 
هكذا غادرنا بلداناً ليس لنا أمكنة فيها، يحتلها المرتشون والفاسدون، لا وبل يعطوننا صكوك الغفران وشهادات حسن السلوك…
صديقاتي هنا من شتى بلدان الشرق من المحيط إلى الخليج..
حملوا نفس الهم، وغادروا حتى من قبل وقت الحروب…
بعد أن اعتنقنا مذهب كون الوطن فكرة، تحسنت حيواتنا وكبرت مشاريعنا.
 
لمتنا سفرة أمنية هذا المساء حول إفطار رمضاني شهي من الكسكس الجزائري، تلك الأكلة الاستثنائية.
تذوقت الكسكس أول مرة عندما عمل أبي في الجزائر، كنت في العاشرة.. وأصبحت تلك الأكلة محضرة لذكريات تيارت المدينة الجزائرية الجميلة.
 
-هل وضعت كزبرة خضراء؟
-طبعاً وهل يصلح (مرق) الكسكس دونها؟
-يا سلام، ما رأيك يا أحلام؟
-أشهى من ورق العنب…
 
في بيتي المتواضع تنتشر الذكريات حول كل ركن، لتمنحه سحراً لا يباع ولا يقدر بثمن…
عندما دخلت هذه البلاد، دخلتها بثيابي، علمي وأحلامي الكبيرة...

اليوم لي فيها بيت، ذكريات غير مهددة بالأكل من قبل كروش المسؤولين.. ووطن…
أجل الوطن فكرة.. فكرة تغيّر مستقبلك كله.
 
يتبع…
 
-الرواية تحمل بين صفحاتها الجزء الثالث من رواية عليّ السوري