دعني أحلل شخصيتك مجاناً -في المسكوت عنه 9-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 20:08
المحور: الادب والفن     

هل سمعتم بنسر أصبح عصفوراً؟

كيف ترى الجملة.. جميلة: سأخبرك عنك…
بائسة، سأقول لك من أنت…
متحدية.. سأخبرك عنك وعنهم…

تتلقفنا الحياة، وترمينا من هنا إلى هناك.. وهناك عندك قد يكون هنا عندي.
*******

النسر الذي أصبح عصفوراً: كجملة بائسة:

كان قراره وزوجته مشتركاً: لا أطفال في هذا الوطن التعيس، لا حاجة لطفل جديد في أن يقاسي آلام البشرية هذه، يريدنا الله أن نعود إليه بطريقة مبدعة.. نتوقف عن الإنجاب و هكذا نُخلي هذا الكون من كائناته المخربة البانية الأساسية.

هكذا لم ينجبا.. وأصبحت هي في الخمسين، ليكتشف الوغد المسكين أن قراره كان خطأ.. وأنه في حاجة إلى أولاد:
-لمن كل هذا إن لم يكن لأولادي؟

ويقول لكم الطب النفسي أن الشخصية النرجسية ترى في أولادها امتداداً لها.. لهذا السبب ترى النرجسي يخفي ولده الفاشل، المريض أو البشع .. لأن الأهم هو الأنا وحمايتها...

رحلت هي.. نجحت وأصبحت من أهم المحاميات في المكان والزمان..
أما هو فتزوج و أنجب، قبل أن يهجم السرطان فيبدأ بأكل خصيتيه وزواجه.. ومع أن السرطان قضى على زواجه الثاني، لم يقضِ عليه..

ما جعله يقول عن الجملة أعلاه أنها بائسة كان سجن ولده في قضية مخدرات…

ومن يظن أن الحزن هو من قضى عليه مخطئ أيضاً.. الأنا التي لم يستطع حمايتها من الفضيحة غير ممكنة الإخفاء أنهت حياة (النسر) فيه..
هو يعتقد بكونه عصفوراً.. لكن العصافير لا تأكل أحبابها…
************


النسر الذي أصبح عصفوراً: كجملة جميلة…

الوزن الزائد ليس مشكلتها الوحيدة، حاجتها الدائمة إلى الحصول على القبول من الآخرين مربط الفرس.

الحب في الطب النفسي هو انتصار لشعور الأمان على صراعات اللاوعي.. مدة هذا النصر تختلف من علاقة إلى أخرى…
في اللا وعي البشري صراعات الرضوض النفسية، ذكريات الطفولة.. الذكريات المؤلمة.. القضايا التي جعلها المجتمع “معلقة”..
في اللاوعي أنت كطفل خائف تحاول إيقاف الصراع والحصول على الأمان.. على الحب..
وعندما يأتي هذا الحب يكون صوته عالياً وحضوره طاغياً، لدرجة أنه يغطي على صراعات اللاوعي، فتتوقف عن الحياة بخوف الماضي وقلق المستقبل، ينتقل تركيزك إلى الحاضر و تحس بالأمان…

في حالتها كان طلب القبول من الآخرين محاولة للعيش في حاضر يطغى على صراعات لاوعيها..
اضطرابات الشخصية في كثير منها تحتاج هذا القبول وتفعل المستحيل للحصول عليه..
من الشخصيات من تهدر وقتها وجل مالها في العناية بالمظهر الخارجي، ومنها من تحاول بشتى الطرق الاستمرار في علاقة منتهية، و منها أيضاً من تحول حيوات الآخرين إلى قناعات دينية..
في كل الحالات نرى الشخص غير الراضي عن نفسه يحاول بمختلف الأساليب الحصول على شعور الأمان.. ولو كان مزيفاً أو آنياً…

حتى لو كان الثمن تحويل النسر فيه إلى كائن آخر لا يشبهه أبداً…
***********

النسر الذي أصبح عصفوراً: كجملة متحدية…

لقد سرقوا جهده وتعبه، وهاهو الآن في هذا المكان العنصري، يحاول الاستمرار..
نصح الأدباء و الفلاسفة عبر التاريخ بالتغابي، لأن الذكاء و العلم قد يكونا السكين في خاصرة عملك وحتى علاقاتك…
كم هو سهل أن يقبل الشرق نجاح امرأة مثلاً؟
كم من السهل أن يتغاضى الغرب عن نجاح شرقي يحلق وحيداً كنسر؟
في حياة كل منا شخص واحد على الأقل يستحق أكثر بكثير مما حصله في عمله، يستحق دعماً أفضل و مكاناً أرقى، لكن كثيرين قدروا أن حدوث ذلك سيركز الضوء على عتمتهم.. فحاولوا بشتى الطرق إلباس النسر زي العصفور…

النجاح ليس عكس الفشل.
عكس النجاح هو الاستسلام.. المستمر ناجح مهما فشل في طريقه، النسر نسر ..وإن حدث ولبس ثياب العصفور، فلحين.
************

هل سمعتم بنسر أصبح عصفوراً؟

تتلقفنا الحياة، وترمينا وأياً كان اتجاه رميتها أنت أنت .. لاأحد يستطيع تغيير قلبك وحلمك سواك…

يتبع…