أوروبا تدفع ثمن تبعيتها العمياء لأمريكا


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 20:37
المحور: مقابلات و حوارات     

الجزء الاول
أوروبا تدفع ثمن تبعيتها العمياء لأمريكا
حوار مع د. طارق حجي
وليد فائق / تصوير: عصام محمود
«نشهد نهاية حقبة القطب الأوحد.. وميلاد عالم متعدد الأقطاب» هذا ما أكده المفكر الكبير الدكتور طارق حجي فى حديثه مع «أكتوبر - بوابة دار المعارف»، مشيرا إلى تحالف روسي صيني هندي؛ لتحقيق ذلك الهدف.. مؤكداً أن حلف الناتو بقيادة أمريكا هيأ الأجواء لل حرب الروسية الأوكرانية منذ عام 2013، وأنه على الرغم من أن واشنطن حققت مكاسب اقتصادية هائلة من ال حرب الأوكرانية إلا أن الفترة القادمة ستشهد تراجعا لأهمية دور الدولار عالمياً، مشدداً على أن أوروبا هى الخاسر الأكبر لهذه ال حرب وستدفع ثمن تبعيتها العمياء لواشنطن، مؤكداً انتصار القوات الروسية عسكريا فى خلال عام ونصف العام من الآن.

وأكد حجي أن 3 يوليو أصبح أهم حدث فى تاريخ مصر الحديث.. مشيراً إلى أن ثورة 30 يونيو معجزة صنعها الشعب المصري، مشدداً على أنها أنقذت مصر من الخراب الذى حل بدول الربيع العربي.. مؤكداً أن المخطط الأنجلو ساكسوني فى المنطقة أصيب بذبحة صدرية بسبب ثورة المصريين، مؤكدا أنه لولا فض اعتصام رابعة لكانت مصر فى حالة حرب أهلية، مشيراً إلى أن البرادعى رجل أمريكا فى مصر.

التقيت مؤخرا رئيس وزراء الهند.. ما أهم ما دار فى اللقاء؟

فوجئت بدعوتي لمقابلة رئيس وزراء الهند.. قبل زيارته ل مصر طلب السفير الهندى مقابلتى، وأبلغني بطلب رئيس الوزراء مقابلتي عند زيارته لمصر.. ضمن مجموعة من الشخصيات غير الحكومية؛ للتعرف على آرائهم التى قد تكون مختلفة عن آراء الحكومات.. وبالفعل التقى عددا منهم – فى لقاءات فردية – من بينهم د. شوقى علام مفتى الديار المصرية.. كان محددا للقاء 12 دقيقة ولكنه استمر ساعة كاملة.. انطباعاتي عن رئيس الوزراء الهندى أنه شخصية استثنائية.. وهو رئيس وزراء واحدة من أقوى 4 اقتصاديات فى العالم.. وهو منتخب لمنصبه – على خلاف سابقيه – ليس من خلال ائتلاف حكومي، ولكن حزبه تمكن من الحصول على 50% فى الانتخابات البرلمانية؛ لذلك فإن يده مطلقة وحرة فى الحكم..

عالم متعدد الأقطاب

وأثناء اللقاء قلت له إننا من مواليد نفس العام 1950.. وبالتالي فقد شاهدنا خلال حياتنا حقبتين سياسيتين.. حقبة القطبين .. المعسكر الشرقى بقيادة الاتحاد السوفيتي .. والغربي بقيادة الولايات المتحدة.. وعاصرنا تلك ال حرب الباردة بكل مقوماتها من سلاح وأعلام وفكر.. تلك الحقبة التى بدأت فى عام 1945، وانتهت سنة 1991 بوفاة الاتحاد السوفيتي، بمعسكره الشرقي.. ومنذ ذلك التاريخ نرى عالم أحادي القطب بكل سلبياته، أخطرها أن أمريكا ترفع شعار «افعل ما أريد».. مضيفا، من الواضح، أننا نشاهد حاليا ميلاد حقبة جديدة متعددة الأقطاب.. الهند ومن قبلها الصين.. وورائها روسيا.. وأنه بالنسبة ل مصر فإن وجود عالم متعدد الأقطاب أفضل من حقبة القطب الواحد، خاصة أن علاقات مصر بقيادات هذا التكوين الجديد ( روسيا والصين والهند) علاقات تاريخية طيبة.. وأنني سوف أكون سعيداً لو شاهدت نهاية حقبة القطب الواحد فى حياتى.. فضحك وقال: إن هذا يحدث، ولكنه لن يحدث فى لقطة واحدة ولكن من خلال عدة تراكمات.. وذكرت له بعد ذلك أنه لا تربطنى بالحكومة المصرية أية رابطة رسمية، ولكن بلدي هى همي الأول، ولذلك أتمنى أن أرى مصر قريباً من أعضاء «البريكس» .. فقال لى: إن هذا سيحدث قريباً.. وذكرت له أن أهمية مصر ليست من ذاتها ولكن من تأثيرها.. ف مصر ذات تأثير كبير على المنطقة التى تتحدث بالعربية، على إفريقيا، انضمام مصر للبريكس سيكون له تأثير كبير جداً على هذه المجموعة وعلى انتشارها فى إفريقيا وغرب آسيا، حيث المجموعة العربية.. وكان يبدي استحسانا كبيرا لهذا الكلام..

تطرق الحديث بعدها إلى تكنولوجيا المعلومات.. وذكرت أن أكبر تجمع لتكنولوجيا المعلومات يوجد فى أمريكا فيما يسمي «وادى السيليكون»، ومع ذلك فإن 66% من العاملين فيه من الهنود.. وأنني أعرف أن أكثر الدول لديها إمكانيات فكرية وموارد بشرية فى مجال الـ “IT” هي الهند.. واقترحت إنشاء «وادى سيليكون» فى مصر، موضحاً له أن الأمر يحتاج إلى عدد قليل من الخبراء الهنود وأن الأيدي العاملة الفنية المصرية للمشروع متوفرة، وأيدت كلامي بإحصائية من الجامعة العبرية فى إسرائيل – وليس من جامعة مصرية قد تكون مجاملة – تؤكد أن مصر هى الدولة الوحيدة فى المجتمعات العربية وإفريقيا، التى تستطيع أن توفر ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف فنى تكنولوجيا معلومات فى المنطقة.. وأن هؤلاء سيكونون مادة خام طيبة لبداية المشروع، وأكبر دليل على ذلك أن تقرير الجامعة العبرية التى نشرت الإحصائية، ذكر أن الحكومة الإسرائيلية اقترحت على مصر إنشاء هذا المشروع فى مصر بمهندسين إسرائيليين وفنيين مصريين، وأن الحكومة المصرية رفضت الاقتراح، وأنا أؤيد ذلك وأرى أنه حكمة من الحكومة المصرية، لأنه ليس من المعقول أنه بعد هذه الخصومة التاريخية، أن تعطي عدوك السابق وخصمك الحالي فرصة للحصول على كل هذا الكم من المعلومات، خاصة أننى أرى أن الصلح التاريخي بين مصر و إسرائيل فى الـ 20% الأولى من عمره ولم يصل إلى الصلح الكامل بعد وهناك حساسيات كثيرة وهو مجرد اتفاق «عدم حرب».. واقترحت أن تقوم الهند بتنفيذ المشروع فى مصر، مشيراً إلى الفائدة الكبيرة للطرفين المصرى والهندي.. وأجابني أنه سوف يأخذ اقتراحي مأخذ الجدية، وهذه كانت باختصار المواضيع التى تحدثنا فيها لمدة 60 دقيقة.

ال حرب الأوكرانية

لديكم علاقات وثيقة مع روسيا والرئيس بوتين.. كيف ترى ال حرب الروسية الأوكرانية بعد مرور حوالى عام ونصف العام على اندلاعها؟

هذه ال حرب تبدو للوهلة الأولى أنها روسية أوكرانية بدأتها روسيا، ولكن المؤرخ يعرف بالتأكيد أنها ليست كذلك، فهى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلنطي «الناتو» سعى الأخير بجدية لحدوثها، ولا يمكن أن نتحدث عن هذه ال حرب بدون العودة إلى سنة 2013 .. ونرى كيف هيأ الناتو المسرح للحرب؟ .. سواء بوصول شخص معين لرئاسة الدولة فى أوكرانيا أو بالتسليح.. هذا تنظيري للحدث.. لكني مندهش إلى حد بعيد من الأداء العسكرى الروسي فى هذه الحرب.. وكنت أظن أن القوات المسلحة الروسية قادرة على حسم ال حرب فى شهور وليس فى سنوات.. ولكن الصورة تبدو الآن أن ال حرب ستمتد على الأقل سنة ونصف.. وأتوقع أن تنتهي ال حرب – خلاف لتوقعات الكثيرين – بأن تحصل روسيا على ما تريد.. معرفتى بشخصية الرئيس بوتين، تجعلنى أؤكد أنه لو وضع بين خيارين أحدهما أن يخسر ال حرب أو يبدأ حرب عالمية ثالثة.. فلن يتردد فى اتخاذ الخيار الثاني.. وبالتالى أستبعد أن يقبل بوتين بإنهاء الصراع بشكل فيه نصر لأوكرانيا.. خاصة أنه عسكريا قادر على تحقيق النصر.. ولكنه لا يحارب أوكرانيا.. فكما قلت هو يحارب حلف شمال الأطلنطي.. بريطانيا تتصرف على أنها فى حالة حرب عسكرية.. ألمانيا.. فرنسا بدرجة أقل.. أمريكا هى المحرك الأول لل حرب فى الناتو.. ولكن أحد المتغيرات التى قد تقلب الطاولة تماما هزيمة الديمقراطيين فى الانتخابات الرئاسية القادمة التى ستجري بعد حوالى 15 شهرا .. فإذا وصل ترامب أو المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض ستنتهى ال حرب وقتها بين أيام أسابيع، ترامب بالغ وقال: أنه سينهى ال حرب خلال 24 ساعة من وصوله للبيت الأبيض.. عموماً حتى هذا التاريخ فإن بايدن لم تعد يده طليقة فى تقديم المساعدات بلا حدود لأوكرانيا، خاصة بعد فقدانه الأغلبية فى الكونجرس لصالح الجمهوريين.

أوروبا الغربية كانت أكثر تضرراً من الحرب.. ومع ذلك فهي فى حالة انحياز كامل لواشنطن ضد موسكو.. على الرغم من أن مصالحها الاقتصادية، خاصة الغاز مع روسيا.. كيف ترى ذلك؟

رأينا حالة تبعية لم يتوقعها أحد من جانب أوروبا لأمريكا.. ولكننا الآن نرى علامات تمرد على هذه التبعية، خاصة من فرنسا، وليس هذا بغريب ففى الحقيقة هذا التمرد الفرنسى عمره فوق الـ 60 عاماً.. ديجول له صولات وجولات فى هذا التمرد.. وأظن أن الشهور القادمة سوف تشهد تمردا أوروبيا أكثر بسبب الاقتصاد وتمرد أوروبي سياسي على التبعية المطلقة.. ولكن هذا لن يشمل بريطانيا المتحمسة لل حرب أكثر من أمريكا نفسها..

هل تعتقد أن بريطانيا هى التى تحرك الولايات المتحدة؟

أتفق تماما مع هذا.. ولهذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واشتركت مع أستراليا وأمريكا فى تكوين تحالف جديد.. كلهم من حيث الجدود ساكسونيون.. «تجمع ساكسوني».

ما تأثير هذه ال حرب على النظام العالمي الجديد الذي يتشكل حاليا؟

أعتقد أن الأثر الأول سوف يكون الوفاة التدريجية لحقبة القطب الواحد سياسياً واقتصاديا.. ستظهر تجمعات اقتصادية جديدة.. وأعتقد أن مصر ستكون لاعبا مهما – لن أقول رئيسى – فى بعض هذه التجمعات.. كذلك سوف نشهد تراجعا لدور وأهمية الدولار على المستوى العالمى.. وهذا على المستوى الإنساني أمر يسعدني جداً..

كيف تتوقع نهاية هذه الحرب؟

أتوقع سقوط النظام السياسي لزيلينسكي .. هذا النظام لا تبالغ روسيا عندما تصفه بأنه امتداد بشكل ما للنازية.. متطرفون إلى أبعد الحدود.. يحملون كراهية تاريخية لروسيا.. قد لا يعلم كثيرون أن كييف كانت عاصمة ل روسيا قبل موسكو.. وبالتالى كانوا دولة واحدة.. عموماً النظام السياسي لكييف سوف يدمر.. وأعتقد أن المناطق الشرقية فى أوكرانيا ستلحق بروسيا.. وسيكون هناك نظام سياسي متفاهم مع موسكو.. وأعلم أن الكثيرين قد لا يتفقوا مع توقعاتي هذه..

متى يحدث هذا؟

فى خلال سنتين على الأكثر.

بحسابات المكسب والخسارة.. كيف حقق كل طرف من أطراف الصراع مصالحه؟

أولا: كل ما قيل عن خسائر روسيا كان فيه مبالغة.. فأعتقد أن الخسائر التى لحقت ب روسيا أقل بمراحل من التى لحقت بأوروبا الغربية.. أمريكا لم تلحق بها أى خسائر للأسف.. حققت مكاسب اقتصادية بلا حدود.. ولكنى أعتقد أننا سنرى قبل نهاية سنة 2024 صورة مختلفة للعالم السياسى الحالي.. هناك تجمعات جديدة.. وأقطاب مختلفة ومتعددة.. ولا أستبعد وفاة الأمم المتحدة.. تخيل أن الأطراف المتصارعة فى أوكرانيا حاليا هم اللاعبون الرئيسيون فى مجلس الأمن.. أمريكا و روسيا وفرنسا وإنجلترا والصين.. ال حرب بين الـ 5 دول الرئيسية فى المجلس، الذين يملكون حق الفيتو.. اجتماع هؤلاء معا كان نتيجة لحسابات القوى فى عام 1945.. هذه الدول هي التى خرجت منتصرة فى ال حرب العالمية الثانية.. هذه الحسابات تغيرت حاليا.. أنت لا تستطيع الآن الذهاب لمجلس الأمن لمناقشة قرار ضد الحرب.. لأن موسكو سوف تستخدم حق الفيتو .. واحتمال كبير بكين أيضاً.. وأعتقد أن مجلس الأمن لا يمكن أن يستمر أكثر من 3 إلى 5 سنوات قادمة..

ماذا عن أوروبا؟

يقينى أن أوروبا هى الخاسر الأول والأكبر لهذه الحرب.. الخسائر المادية الأوروبية بلا حدود.. أوروبا ستخرج بدرس كبير لكلفة التبعية العمياء للولايات المتحدة..

الدور الصيني

كيف ترى الدور الصيني فى الأزمة؟



الصين تتحرك بهدوء وثقة لأن تصبح القوة الاقتصادية الأولى مكرر فى العالم – حاليا هى القوة الثانية اقتصاديا – وبالتالى تصبح على القمة سياسياً أيضاً، لا أستبعد أنه فى ظرف 20 سنة يكون وجود الصين فى العالم الثالث أقوى بكثير من وجود أمريكا نفسها.. وأتحدث هنا عن الصين وليس روسيا.. لأن روسيا فى الحقيقة ليست اقتصادا قويا.. موسكو لديها جيش قوى .. أكبر ترسانة نووية لكن اقتصاديا أسبانيا وإيطاليا أقوى منها.. ولكن الوضع مختلف مع الصين والهند.. بكين ونيودلهي قوى اقتصادية، وبالتالى ستكون قوى سياسية من الصعب التعامل معها بخفة واستخفاف.. بكين ليس من السهل التعامل معها.. ما يحدث حاليا فى أوكرانيا لو حصل مع الصين فى تايوان، سيؤدي إلى حرب كبيرة جداً .. الصين ليس لديها سبب لقبول إهانة من الولايات المتحدة.. ومع ذلك واشنطن للأسف فى عهد بايدن تبحث عن مشكلة مع بكين .

هل هناك تحالف روسي صيني لتدشين نظام عالمي جديد يحل محل نظام القطب الواحد الأمريكي؟

إلى حد بعيد نعم.. ويمكن إضافة الهند إليهما ليصبح تحالف ثلاثى.. وفى رأيى أن الهند اقتصاديا أهم من روسيا، وصاحبة مصلحة كبيرة جداً فى ألا تكون دولة تؤمر أمريكيا.. الصين والهند تجاوزوا ذلك.

كرئيس لمدة 10 سنوات لمجلس إدارة إحدى أهم شركات البترول العالمية.. كيف تقيم الأزمة الاقتصادية التى نتجت عن ال حرب الأوكرانية.. وما توقعاتكم لما قد تنتهى إليه؟

الحقيقة أن ال حرب سرعت نسبياً بانتهاء دور البترول، وتعاظم دور الغاز الطبيعى فى العالم.. كنت أتوقع هذا ولكن على مدى زمنى أكبر، لكن ال حرب عجلت بحدوثه.. الاهتمام بالغاز الطبيعى أصبح أكبر بكثير من 10 سنوات مضت.. ومن حسن حظ مصر أنها إذا كانت دولة بترولية صغيرة وعجوز.. فإنها دولة غازية متوسطة الحجم، وشابة.. وهذا يصب فى مصلحتها.

معجزة صنعها المصريين

احتفلت مصر فى الأيام الماضية بمرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو.. كيف ترى هذه الثورة التى نجح فيها الشعب المصرى فى إنهاء حكم الإخوان؟

كتبت مقالة نشرت بأربع لغات أوروبية بجانب العربية، يوم 30 يونيو قلت فيها «لدي الجرأة ما يسمح بأن أقول إن ما حدث يوم 3 يوليو سنة 2013، وهو ثمرة 30 يونيو 2013، أهم حدث فى تاريخ مصر الحديث» .. لا أعتقد أنه منذ أيام محمد على شهدت مصر حدثاً بمثل هذه الأهمية.. حتى انتصار 73.. لماذا؟ لأننا عندما نضع خريطة المنطقة أمامنا سوف نجد أن الخراب قد حل فى معظم دول الربيع العربي.. سوريا.. العراق.. اليمن.. ليبيا.. وبشكل أو بآخر السودان وتونس.. بينما أقل دول الربيع العربي تضرراً كانت مصر.. فلماذا؟ لأنها يوم 3 يوليو قد خرجت من مسيرة الربيع العربي أو بمعنى أصح خرجت مما أريد لها من صانعي هذا الربيع.. 30 يونيو أنهت الخراب، الذى حل بهذه الدول فى مصر.. ولكن لأنني عاشرت الإنجليز كثيراً فأنا أحب أن أذكر مع الإيجابيات السلبيات أيضاً.. فإذا كانت ثورة 30 يونيو، التى توجت بما حدث فى 3 يوليو هى الحدث الأهم فى تاريخ مصر الحديث.. فإنه على الجانب الآخر فال حرب مع الإخوان لها بعدان، بعد سياسى خاص بالحكم.. والآخر فكري ثقافي.. وفى البعد السياسي فقد مني الإخوان يوم 3 يوليو 2013 بضربة قاصمة.. ولكن فى البعد الثقافي فإن فكر الإخوان يحتاج هو الآخر إلى حرب لا أزعم أنها غير موجودة، ولكنها ليست على المستوى الذى أرنو إليه.. ثقافة الإخوان فى غاية الخطورة.. ولديهم منابر، وللأسف تستعمل منابر بعض المساجد كمنابر لفكر الإخوان.. لدينا فى مصر حوالى 200 ألف مسجد، لو 10% فقط من هذه المساجد ذات نزعة إخوانية من الباطن، فنحن فى خطر.. لأن 200 ألف مسجد فى 52 أسبوعا فى السنة.. يعني حوالي 10 ملايين خطبة سنويا. وللأسف ليس لدينا منابر موازية لفكرهم.. الجميع يعلم ما الذى حدث للثقافة الورقية.. هناك تراجع فى توزيع الجرائد والمجلات ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع.. الإخوان انهزموا يوم 3 يوليو ، ولكن تبقى المعركة معهم فكرياً.. وهو أن يلفظ المصريون فكر الإخوان ثقافياً.. وهذا يحتاج إلى عمل دؤوب.. قد يكون قد بدأ.. ولكن ليس بالقدر الكافى.. سواء فى مناهج التعليم أو المنابر الثقافية والإعلامية.. هناك الكثير الذى يمكن أن يفعل من أجل جعل الإنسان المصري محصنا ضد هذا الوباء..

هل أنهت 30 يونيو ما يسمى بالربيع العربي.. أم أن القوى التى كانت وراء هذا المخطط ما زالت تسعى لتنفيذه حتى الآن؟



عملياً المشروع أصيب بذبحة صدرية كبيرة، ولكنه غالبا لم يمت.. فعندما يقول بايدن مؤخراً: إنه سوف يرسل نائبة وزير الخارجية الأمريكي ل مصر بدعم قدره حوالي 800 مليون دولار للقوى الديمقراطية فى مصر.. فأنا يجب أن أفهم هذا على أن الربيع العربي لم ينته؛ لأن ما يقصده بايدن بالقوى الديمقراطية يختلف عن تعريفنا لهذه القوى.. هو يقصد المعارضين للدولة.. خصوم النظام وعندما ترسل الولايات المتحدة معونة كبيرة بالملايين إلى خصوم النظام.. فهذا معناه أن الربيع العربى لم يمت ولكنه يغير مجراه، خاصة أن عددا كبيرا من هؤلاء الخصوم لا يمكن قبوله بالضمير الوطني السليم.

هل تقصد أن الديمقراطية تتنافى مع الإخوان؟

بصورة كاملة تماماً.. سوف أحكي قصة ذات معنى.. ألقيت محاضرات عن الإخوان فى البرلمان الإنجليزي بمجلسيه اللوردات والعموم 11 مرة.. وفى إحدى هذه المحاضرات التى كانت مشتركة بين المجلسين، قالوا لى يومها أنك تقف اليوم هنا فى نفس المكان الذى تحدث فيه مندوب الإخوان أمس.. فقلت لهم لم أكن أعرف أن مندوب الإخوان كان هنا بالأمس، وبالطبع لم أسمع ما قال؟ ولكني أستطيع أن أقول لكم ماذا قال؟ وكان ورائي سبورة فكتبت عليها لقد أكد المندوب أن الإخوان ليسوا فى حالة حرب مع الحضارة الغربية.. الإخوان ليسوا لهم موقف رافض لوجود إسرائيل.. ثم سألتهم هل تريدون المزيد.. فأجابونى بالإيجاب.. فقلت لهم أن المندوب أكد أن الإخوان غير رافضين للمثلية الجنسية.. فأكدوا أن هذا ما حدث بالفعل، وسألوني كيف عرفت؟ فأجبتهم أن مندوب الإخوان كان يقول ما تريدون أن تسمعوه.. كي يخدعكم.

وأضفت يجب أن نثق تماماً أنه لا يوجد فرق اسلام سياسى.. كل هذه الفرق تتباين تكتيكيا.. وليس استراتيجيا.. كما أن كلمة «مصر» ليس لها معنى فى أدبيات الإخوان.. مجرد حفنة تراب.. هذه كلمة سيد قطب .. وهذه هى طريقة تفكيرهم. المواطن البنجلاديشي المسلم أقرب إليهم من المسيحى المصري.. شخصياً بعد 40 سنة من الكتابة عن الإخوان المسلمين والإسلام السياسي أرى أن كل فرق الإسلام السياسي قد تتباين تكتيكيا، ولكنها استراتيجيا صورة طبق الأصل.. الهدف واحد.. إقامة دولة الخلافة، وتحاول التوسع قدر الإمكان .. يحلمون بفكرة السيطرة على العالم.. هذه الفكرة هى التى حكمت عقلية اتباع ابن تيمية قرابة ألف سنة.. السيطرة على دول مثل السويد والنرويج، حتى ولو كان هذا من خلال الهجرة.. والمشهد العالمي فيه الكثير من المفاجآت المستقبلية.

***********************
الجزء الثاني
التعليم والثقافة والإعلام أسلحة مصر ضد فكر الإخوان "2 - 2"

يستكمل المفكر الكبير د. طارق حجى حديثه مع "مجلة أكتوبر- بوابة دار المعارف"، ليؤكد فى هذا الجزء من الحوار أن 30 يونيو – التى وصفها بأنها معجزة صنعها المصريون – أصابت المشروع الأنجلو ساكسونى للمنطقة بذبحة صدرية، معرباً عن تفاؤله بفشل هذا المخطط، على الرغم من أنه يحاول تغيير مجراه على حد قوله، ولكنه أشار إلى أن الشرق الأوسط أصبح حالة محيرة للغرب، مؤكداً أن السعودية المعاصرة – على سبيل المثال – ليس فيها مكان للإخوان.

واستبعد حجى ألا يكون الغرب غير مدرك لحقيقة فكر قوى الإسلام السياسى – الذى أكد أنها واحدة وكلها ضد الديمقراطية – ولكنه أشار إلى أن لندن وواشنطن يستخدمان الإسلام السياسى – وفى مقدمته الإخوان – لتحقيق أجندتهما حول العالم، موضحاً أن إنجلترا التى وصفها بأنها تعتبر نفسها أحد الآباء الشرعيين لهذه القوى، استخدمت الإسلام السياسى فى تقسيم الهند عقب استقلالها عن التاج البريطانى سنة 1947، مشيراً إلى أنها أيضاً أنشأت جماعة الإخوان فى مصر فى عام 1928 كبديل للحركة الوطنية المصرية، بتبرع قدره 500 جنيه إسترلينى تم تحويله من السفارة البريطانية لحسن البنا مؤسس الجماعة.

هل يعلم أعضاء البرلمانات فى أوروبا مدى خطورة التيارات الدينية مثل الإخوان على السلم والحضارة العالمية؟

بالتأكيد يعلمون.. لو سألتنى هل نجحت فى كشف حقيقة الإخوان فى إنجلترا؟ سأجيبك نجحت فى البرلمان لكن فى الحكومة الإنجليزية لا، لأنهم مقتنعون أن هناك إخوانا جيدين وآخرين سيئين، لكن فى مجلس العموم الإنجليزى ومجلس النواب الإيطالى هناك أنصار كثيرون لفكرتي، من أن تيارات الإسلام السياسى واحدة وكلها ضد الديمقراطية، ولكن الحكومات مختلفة ولا يمكن أن تساوى ما بين الحكومة الفرنسية والإيطالية والحكومة البريطانية وهى أحد الآباء الشرعيين للإسلام السياسى، فمثلا الهند استقلت سنة 47 وانقسمت إلى 3 دول هى الهند وباكستان وما عرف بعد ذلك ببنجلاديش، بالتأكيد نحن نعرف كيف عمل الإنجليز على ذلك؟ من خلال أبو الأعلى المودودي، ومحمد إقبال ومحمد على جناح الذين استخدموا الإسلام السياسى فى تقسيم الهند القديمة عقب استقلالها حتى لا تصبح مثل الصين، لأنه وقتها كان سيوجد ديناصوران وليس واحدا ونصف مثلما الحال الآن.

هل تقصد أن الإخوان نجحوا فى خداع أمريكا والغرب والظهور أمامهم بمظهر ديمقراطي.. أم أن لندن وواشنطن يعلمان حقيقتهم ولكنهما يستخدمانهم فى تحقيق أجندتهما حول العالم؟

أنا مع السيناريو الثانى وهو أن الغرب من المستحيل ألا يكون مدركاً لحقيقة فكر هؤلاء، إنهم يعلمون جيداً قوى الإسلام السياسى وذلك من أيام بينجامين دزرائيلى رئيس وزراء إنجلترا فى القرن الـ 19 الذى استقر رأى الإنجليز فى عهده على أنه بدلا من إرسال الجيوش لمحاربة المسلمين فى المنطقة يدعهم يحاربون بعضهم البعض، ولكن هذا ليس معناه أنهم اخترعوا الإسلام السياسى فهو موجود من قبل القرن الـ 19 فالأفكار التى بنيت عليها الوهابية موجودة من أيام ابن تيمية وابن قيم الجوزية، وخلافه وقد وجد الغرب فيها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم، ففى اعتقاده أنه يستعملهم كبديل لدماء أبنائه ثم إذا اضطر أن يقضى عليهم بحرب شاملة فسوف يفعل، مع ملاحظة أنه قد لا يضطر لذلك.

لكن بريطانيا هى التى أنشأت الإخوان فى مصر؟

فكرة الإخوان فى مصر لم تنشأ على يد حسن البنا وحده، ففى تاريخ وجود الإخوان مفارقة غريبة فهى أنشئت سنة 1928 وقبلها فى عام 1924 أعلن كمال أتاتورك دولة الخلافة العثمانية وفى سنة 1927 توفى سعد زغلول فى مصر، وكان الإنجليز يريدون بديلا عن الحركة القومية الوطنية المصرية التى هى الوفد المصري، فكان البديل هو حسن البنا الذى لم يكن فى عداء مع الإنجليز إطلاقا، وهناك إثبات بالدليل القاطع حيث إن هناك 500 جنيه إسترلينى تم تحويلها من السفارة البريطانية فى مصر لحسن البنا من خلال شركة قناة السويس وهى تعادل حاليا 500 مليون جنيه إسترلينى، ففى الحقيقة إن الإسلام السياسى و المخابرات البريطانية «ولاد عم» إن لم يكونا أشقاء.

هل ما زال المخطط الأنجلو أمريكى فى استخدام الإخوان للسيطرة على المنطقة قائماً؟ أم أن 30 يونيو قضت عليه؟

كسرته.. ولكنها لم تقض عليه، فليس من طبيعة الإنجليز أو الأمريكان عند خسارة المعركة أن يستسلما، لكن فى نفس الوقت أصبح الشرق الأوسط «حالة محيرة لهم»، الصورة ليست بيضاء ولكنها أيضاً ليست سوداء ففيها ما يجعلنا نتفاءل بفشل المشروع الأنجلو ساكسونى للمنطقة وهناك أسباب عديدة تدعو لذلك منها على سبيل المثال أن السعودية اليوم تختلف تماما عن السعودية سنة 1970 فى علاقاتها بأمريكا والإخوان، تخيل أن السعودية المعاصرة ليست أقل عداء للإخوان من الدولة المصرية وهناك الدور الصينى للوساطة ما بين السعودية وما بين إيران وهو خبر مزعج جداً للغرب، وقد كنت عضواً فى المجلس الأعلى للتعليم فى أبو ظبى عام 2004، وعندما وضعنا فلسفة وسياسة تعليمية للإمارة، طلب «مغير الخييلى» وزير التعليم فى الولاية وقتئذ من الشيخ محمد بن زايد الذى كان وقتها ولى العهد ورئيس الدولة بالإنابة أن يقابلنا فى قصر البحر وبالفعل تمت المقابلة وكنا 10 أشخاص وعندما كان الوزير يقدمنى للشيخ محمد قال له طارق حجى أكثر البشر كراهية للإخوان.. فأجابه سمو الأمير لا بل ثانى أكثر البشر كراهية لهم.. فقلت له هل تقبل سموك أن أسألك ومن هو أكثر شخص كراهية لهم ولماذا؟ فأجابنى أنا، والدليل أن والدى سنة 1953 حارب الإخوان بيديه ومن فوق حصانه عندما حاول إخوان نجد الاستيلاء على أبوظبى التى كانت وقتئذ إمارة صغيرة، وبالتالى فأنا واثق أن محمد بن زايد عدو كبير جداً للإخوان، والسعودية الحالية لا مكان للإخوان فيها، ولذلك أنا متفائل بأن المشروع الأنجلو ساكسونى للمنطقة سوف يصل إلى هزيمة كاملة.

الواقع الثقافى

حضرتك من أهم المفكرين التنويريين المعاصرين فى مصر.. كيف ترى الواقع الثقافى المصرى حاليا؟

أبعد ما يكون عن إرضائى، أنا أؤمن أن وزارة الثقافة فى مصر بأهمية وزارة الدفاع، فكلتاهما لهما دور فى الدفاع عن هذا الوطن.. الأولى تدافع عن الوطن ضد أعدائه الخارجين والداخلين.. والثانية تدافع عن عقل هذا الوطن، كنت ولمدة 20 سنة عضوا فى لجان المجلس الأعلى للثقافة.. واستقلت عندما تولى الوزارة إخوانى.. وقلت لهم وقتها لا أستطيع أن أستمر والوزير إخواني.. كما أن ميزانية وزارة الثقافة متواضعة وهزلية منها 80% مرتبات للموظفين وليس لأنشطة ثقافية وبالتالى لا تقوم بدورها، وهناك الآلاف من الأشياء البسيطة السهلة التى يمكن القيام بها ولكنها فعالة فمثلا عدد القرى فى مصر 4 آلاف قرية تقريبا ولدينا مراكز شباب وقصور ثقافية يقارب عددها هذا الرقم لكن وللأسف لا تقوم بأى دور، لهذا يجب جذب الشباب لهذه المراكز والقصور الثقافية، ويمكن لهذه المراكز فى البداية أن تعرض أفلاما قديمة وسينما مصرية وبمرور الوقت أدمج الثقافة بالتدريج، وفى الحقيقة أن مصر تقوم بالكثير للدفاع عن نفسها ضد ذراع الإخوان ولكنها لا تقوم بنفس الجهد للدفاع عن عقولها من فكر الإخوان وهناك الكثير الذى يمكن أن يقدم من خلال وزارة الثقافة والإعلام وإذا كان الإعلام الورقى قد تراجع - حتى عالميا - فإن الإعلام المرئى لم يتراجع، فهناك الكثير الذى يمكن عمله لحماية المصرى الذى هو فى الحقيقة قابل لرفض الإخوان بسبب وسطيته وطبيعته المعتدلة، ولكن المهم أنك تقوم بدورك فى هذا المجال.. فإذا كانت ميزانية وزارة الثقافة صغيرة وتصرف معظمها كمرتبات للموظفين، فلا تندهش من أن الأثر ليس كبيراً.

مصر إلى أين؟ وهل أنت متفائل؟



بطبيعتى أميل إلى التفاؤل القائم على حسابات، انظر ماذا حدث؟ تخلص المصريون من الإخوان ولو سألتنى قبل 30 يونيو بشهرين عن مدة حكم الإخوان كنت سأجيب 500 سنة، وهذا يعكس أن ما حدث كبير جداً بل يصل لدرجة المعجزة التى صنعها الشعب المصري، هناك أفلام فى كل مراكز الإعلام العالمية أنه كان هناك ملايين من المصريين على كورنيش الإسكندرية وحده وبالتالى فمن وجهة نظرى أن احتمالات أن يكون المستقبل مستنيرا أكبر من العكس، ولكن علينا أن نقوم بواجبنا فى عدة مجالات أولها التعليم.. وثانياً الثقافة.. ثالثاً الإعلام، هذه هى الأدوات التى تشكل وعى المواطن المصرى، وأسمع أن برامج التعليم بها عملية إصلاح كبيرة تجاه ما نريد وهو دولة عصرية والإعلام يجب أن يتحسن لأننى أشعر أحيانا أن الإعلام المصرى عاد للوراء كأنه إعلام الستينيات، وهذا غير مطلوب على الإطلاق وهناك وجوه فى الإعلام ليس من الصعب أن تعرف الدولة أنها غير مقبولة، إن ما حدث فى 3 يوليو شيء عظيم جداً، لكنه يمكن أن يكون مهددا بمواطن أفترس عقله الطرف الآخر إما عن طريق التعليم أو الإعلام أو الثقافة، ولذلك يجب أن نعمل فى هذه المجالات كالعمل فى وزارة الدفاع نفسها.. وخلاصة كلامى أن ما قامت به مصر من خلال وزارة الدفاع يوم 3 يوليو كان تأييدا للثورة وإضفاء الشرعية عليها وحماية المصريين من دموية الإخوان.. وأبرز مثال عليها ما ذكره الشاطر للرئيس السيسي من أنهم سيجلبون 100 ألف من باكستان ضد الشعب المصري.. ولكن دموية الإخوان لم يسمح لها بالظهور.. الحدث الدموى الوحيد كان فى رابعة.. ولولا فض الاعتصام لكانت حدثت فى مصر حرب أهلية.. وأعرف منظمات عالمية كانت تعمل على عدم فض الاعتصام.. وبذل د. البرادعى الذى كان نائب الرئيس وقتها قصارى جهده لعدم فض الاعتصام، وحاول تأجيله كثيراً، مع أنه لو فض الاعتصام قبل ذلك لكانت خسائره أقل.. كان البرادعى يرفض استخدام القوة مع أنه اعتصام مسلح وطالما الاعتصام مسلحا أصبح استعمال القوة واجبا.. ومن يقول بغير ذلك يكون إخوانجيا 100%.. ويعمل لصالحهم.. ولست مستغربا من أن البرادعى يقوم بهذا الدور.. فعندما كان رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وسألته أمريكا هل يمتلك صدام حسين أسلحة دمار شامل، فأجاب بالنفي.. ومع ذلك ضربوا العراق، ولم يستقل البرادعى اعتراضاً.. فى حين أن هانز بيلكس المسئول عن تفتيش العراق عن أسلحة الدمار الشامل ونفى وجودها فى العراق استقال فور ضرب العراق.. ولكن البرادعى لم يستقل وكوفئ على ذلك بأن جلس أطول فترة على كرسى رئاسة الوكالة الدولية، ثم حصل على جائزة نوبل فلاشك عندى أنه كان رجل أمريكا فى مصر.