هوامش طارقية (1)


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 11:14
المحور: الادب والفن     

ولد فى نفس السنة (1906)
المجرمون الثلاثة :
أبو الأعلى المودودي
وحسن البنا
و سيد قطب.

البنا قيمته الفكرية جد متواضعة. ولكنه كان مؤثراً جداً : تنظيمياً و حركياً و جماهيرياً.

أما سيد قطب : فلا توجد فى مؤلفاته فكرة غير مأخوذة من أبي الأعلى المودودي.

وبجانب متابعتى لحياة وأفكار الثلاثة ، فقد عكفت على دراسة علاقة البنا والمودودي ببريطانيا بوجهٍ عام وبجهاز ال MI-6 البريطاني بوجهٍ خاصٍ. ولاشك عندي أن بريطانيا التى كانت وراء تأسيس الدولة السعودية الثالثة و وجود جماعة الإخوان المسلمين وتأسيس دولة پاكستان ، كانت أيضاً عرابة المودودي والبنا. أما قطب ، فدراسة حياته قبل الفترة التى قضاها فى الولايات المتحدة ، وبعد عودته لمصرَ ترجح أن تأثير المخابرات الأمريكية عليه كان هو الأقوى.

وللأسف ، فإن 90% من المراجع ذات المصداقية العلمية (أيّ الموضوعة بمنهجية علمية وهى التى يعوّل عليها وليس على كتابات الصحفيين) هى غير متوفرة باللغة العربية. فجل ما طالعت عن المودودي والبنا وقطب كان بمكتبات ثلاث جامعات أوروبية هى سواس (لندن) و لايدين (هولاندا) و پاريس.


——————————————




كنتُ عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة فى مِصْرَ (لجنة العلوم الإدارية) ، وكنت عضواً بمجالس إدارات و بمجالس امناء 33 كلية وجامعة ومؤسسة اكاديمية و ثقافية مصرية.

وقد إستقلتُ من جميعها فى سنة 2015
لسببٍٍ كتبتُ عنه ولَم أنشر ما كتبتُه عن هذه الإستقالات حتى هذه اللحظة ... وإن كنتُ عاقدَ العزم على أن أفعل ذلك قبيل نهاية السنة الجارية.

المهم !
فى كل هذه المحافل كنتُ أصدم من عدم إهتمام كل من زاملتُ بها باللغة العربية وبعدم إتقانهم لها ومن فضيحة خلطهم فى كلماتهم الرسمية بين الفصحى والعامية.

وهذا هو نقيض الحال وعكس تجربتي فى سوريا.

فقد كنت عضواً بمجالس أمناء عددٍ قليلٍ من المؤسسات والكيانات الأكاديمية و الثقافية السورية. وفى كل الإجتماعات التى حضرتها بهذه الجهات كان المتحدثون يرتجلون كلماتهم والتى كانت كلها بفصحى راقية مع نطق جد سليم.

ولم أسعدُ بتقريظٍ كما سعدتُ برد فعل رئيس مجمع اللغة العربية السوري بعدما إرتجلتُ أمام أعضاء المجمع كلمة كان عنوانها "سوريا فى حياتي الثقافية".

وما أكثر ما شعرتُ بالخجل أثناء وجودي فى محافل ثقافية مصرية عندما كان المتحدثون وهم يقرأون كلماتهم يلحنون وينطقون حروف السين والصاد والقاف والكاف والثاء والظاء والذال بشكلٍ كارثي ! وأبشع تلك الخطايا نطقهم المقيت لإسم أم الدنيا : مصر وكأن حرفها الأوسط هو السين وليس الصاد !


———————————————-


قال المتنبي عن حاكمِ مِصْرَ فى زمانِه كافور الإخشيدي :

وأسودُ مشفره نصفه / يُقال له أنت بدرُ الدجى
أيّ
كافور الذى نصف وزنِه فى شفتيه
يقول له المصريون : أنت بدرُ الدجى.

وكافور
كان
عبداً
أسوداً
مخصياً
وكان قصيراً
لدرجة أن المتنبي قال عنه :
"واقفاً كقاعدٍ" !

وكاتب هذه الكلمات لا يظن أن هناك أي نصٍ باللغةِ العربيةِ يضاهى شعرَ المتنبي فى عبقريته اللغوية.

ومن المضحكات المبكيات
أن جلَ مثقفي مِصْرَ الآنيين
ليس بوسعهِم قراءة قصيدة لأعظمِ شعراء العربية
المتنبي
وفهمها
وذكر إسم وزنها !

———————————————-



.

قال لي صديقٌ كان زميلي فى سنواتِ الدراسةُ الإبتدائيةِ والإعداديةِ والثانويةِ من 1955 الى 1967 :

خلال سنواتِ الدراسةِ قبل الجامعية ، كانت أسماءُ الزملاء المسيحيين (ومعظمهم من الأقباطِ الأرثوذكس) من هذا النوعِ :

عادل
هاني
ماجد
مجدي
فؤاد
فاروق
نبيل

أما الآن
فإن زملاء حفيدي فى المدرسةِ ، هى من هذا النوع :

مينا
كيرلس
شنودة
پيتر
مارك
بشوي

فلماذا حدث هذا التغيير ؟

فقلتُ له : هذا لم يكن "فعلاً" ، وإنما "رد فعل" على تحولِ المجتمعِ المصري من واحدٍ من مجتمعاتٍ البحر المتوسط لمجتمعٍ شاعت فيه عقليةُ الإخوانِ و ذهنيةُ السلفيين وهو ما بدأه أنورُ السادات الذى بدلاً من أن يقول "أنا رئيسٌ مصري للدولةِ المصرية" ، فقد قال "أنا رئيسٌ مسلم لدولةٍ مسلمةٍ" ! ثم جاء رئيسٌ غير مؤهلٍ (حسنى مبارك) فجلس على المشكلة لثلاثين سنة تفاقم خلالها "حجمُ المشكلةِ"حتى وصلت مصرُ لحالها المأساويةِ الراهنةِ والتى من عناصرِها وجود "شبه دولة دينية" غير خاضعة للدولةِ المصريةِ وأقصد المؤسسة الأزهرية.

——————————————————

رحلتى مع الموسيقى السيمفونية وفنون الأوپرا بدأت سنة 1968 وتحديداً فى دار الأوپرا المصرية القديمة التى أنشأها الخديو إسماعيل والتى عمَّرت لمدة 102 سنة من أول نوڤمبر 1869 وليوم إحتراقها (28 أكتوبر 1971).

ومثل كثير من المصريين ، بدأ ولعي بالموسيقى الروسية وبالذات بموسيقي
Tchaikovsky
و
Rimsky-Korsakov

ثم ولعتُ بموسيقى عددٍ من الإيطاليين
وبالذات
Vivaldi
و
Albinoni
و
Verdi

وكانت تلك محطات تمهيدية
قبل الوصول لمحطات المؤلفين الموسيقيين العمالقة من الألمان والنمساويين
وفى مقدمتهم
إثنان
يقفا
فى منتصف المسافة
بين
الأرضيين
و
السمائيين
وهما
موتزارت
و
بيتهوڤين

وأظنُ أنني أعرفُ كلَ أعمالِ موتزارت وكأنني لم أفعل شيئاً طيلة حياتي عدا دراسةِ أعظم الموهوبين فى تاريخِ الإنسانيةِ آماديوس (ترجمتها الحرفية : المحب للإله).