هوامش وخواطر (2)


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 7564 - 2023 / 3 / 28 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ظاهرة الإنحدار اللفظي فى مِصْرَ الآنية.

بوسعِ أيّ متابعٍ لشبكاتِ التواصلِ الإجتماعي (السوشيال ميديا) وللأعمالِ الدرامية أن يُلاحظ ظاهرةَ الإنحدارِ اللفظي فى مِصْرَ اليوم. وأقصدُ شيوع ألفاظٍ ومفرداتٍ ونعوتٍ تحقيريةٍ هابطةٍ. وهو ما كان نادراً فى الأفلامِ والمسرحياتِ والأعمالِ التلفزيونية والإذاعية فى مِصْرَ التى أذكرُها جيداً أي مصر الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات. ويشترك فى إستعمالِ هذه الألفاظِ والمفرداتِ والنعوتِ الأثرياءُ وشاغلو المناصب/المواقع العليا وحملةُ أعلى الشهادات مع باقي رقائقِ السلم المجتمعي/الطبقي. ولهذه الظاهرة الرديئة أسباب منها تراجع وهبوط المستويات التعليمية والثقافية وحلول الأثرياء وشاغلي المناصب/المواقع العليا محل الطبقات العليا بالمعنى المعروف سوسيولوجيا (أي وفق مفاهيم علم الإجتماع). وأنا هنا لا أقصد بالإنحدارِ اللفظي إستعمال مفردات ونعوت خارجة (بعضها ذات طابع جنسي) ، وإنما أقصد إستعمال مفردات ونعوت من نوعيةِ : حمار ، جحش ، نطع ، غبي ، مغفل ، عبيط ، أهبل .... إلخ. وهذه الظاهرة صادمة لي على أُفقين أو مستويين : الأول ، شخصي صرف ، حيث لا أستعملُ هذا المفردات والنعوت على الإطلاق. كما أنني نشأتُ فى مناخٍ لا تستعمل فيه. والثاني ، ثقافي بحت إذ أرى منابت هذه الظاهرة وأقلقُ شديدَ القلق منها ومن معانيها ودلالاتها وعواقبها. وللأسف ، فكما أن وجود َمثل هذه الظاهرة يستغرق وقتاً طويلاً ، فإن تراجعَها (بفرض توفر أسباب هذا التراجع) يحتاج أيضاً لوقتٍ غير قصيرٍ.

———————————————————




فى تاريخ مِصْرَ منذ 1805 وحتى اليوم 3 رؤوساء حكومة من المسيحيين ، هم :

* نوبار (نوباريان) باشا
والذى رأس الحكومة لثلاث مرات ما بين
من 1878 الى 1895

** بطرس باشا غالي
والذى رأس الحكومة لمرة واحدة ما بين 1908 و 1910
وإغتاله وهو رئيس للوزارة إبراهيم الورداني (مسلم).

*** يوسف باشا وهبة
والذى رأس الحكومة لستة شهور خلال سنتي 1919 و 1920
وتعرض يوم 15 ديسمبر 1919 لمحاولة إغتيال بقنبلتين يدويتين على يد عريان يوسف سعد (مسيحي/قبطي أرثوذوكسي) ، ولَم يمت.


————————————————————



إدريس محمد جماع
شاعر سوداني
إكتشفت عبقريته الشعرية
وأنا فى سنة الثانوية العامة
1967/1966

ومن صوره الشعرية الفذة
ما تتضمنه الأبيات الرائعة :

إن حظي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه
عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه
أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تتسعدوه

—————————————————————-



من مقال كتبته منذ عشرين سنة عن معاناة البهائية فى مِصْرَ :




* لو كنتُ بهائيا: لأخبرت العالم بالمخطط المنهجي للقضاء على البهائية والبهائيين في مصر

** لو كنتُ بهائيا: لأعلمت العظماء والمفكرين في العالم بالحفاوة والتعظيم والتبجيل الذي قابل به أمثالهم عبد البهاء عند قدومه إلى مصر في أوائل القرن العشرين. ثم ازدراء وتكفير دعاة العظمة والفكر اليوم في مصر للبهائية والبهائيين. أافتقدت مصر الفكر أم هجرها المفكرون؟

*** لو كنتُ بهائيا: لحكّمت أهل العدل في العالم في شأن الأزهر الشريف لأقول لعلمائه المحترمين كيف تحكمون أن البهائية ليست دين بعد الذي حكمت المحكمة الشرعية العليا في ببا/سوهاج في 1925 بأن: "البهائية دين مستقل".

**** لو كنتُ بهائيا: لحكّمت أهل العدل في العالم في شأن الأزهر الشريف الذي ضاقت به المساجد والجوامع ومدارس الكتاب التي لا حصر لها في مصر فانتزع مبنى مركز البهائيين الوحيد لاستعماله مدرسة لتعليم القرآن الكريم.

***** لو كنتُ بهائيا: لحكّمت أهل العدل في العالم في شأن سجن 92 بهائيا وبهائية يتراوح أعمارهم بين 2 و80 سنة اعتقلوا ونقلوا إلى طنطا من جميع أنحاء قطر مصر، ثم في نشر أفظع الأكاذيب والاتهامات الباطلة في الجرائد عنهم لا لشيء سوى أنّهم بهائيون!

****** لو كنتُ بهائيا: لحكّمت أهل العدل في العالم في شأن اعتقال البهائيين رجالا ونساء، ومن مدن وقرى مصر شمالا وجنوبا، في أعداد مختلفة، وحبسهم رهن التحقيق الأسابيع والأشهر، لا لشيء سوى أنهم بهائيون.

******* لو كنت بهائيا: لنشرت بين فناني الشرق والغرب أن من أعظم فناني مصر والشرق، حسين بيكار(البهائي)، اقتيد من بيته وأودع الحبس أياما تحت التحقيق فقط لأنه بهائي.

**** **** لوكنتُ بهائيا: لنشرت بين فناني الشرق والغرب أن من أعظم فناني مصر والشرق، حسين بيكار، مات وهو يناهز التسعين دون بطاقة شخصية لرفض السلطة في مصر كتابة بهائي في خانة الدين.

*** *** *** لو كنتُ بهائيا: لتوجهت للمنظمات الحقوقية والغير حكومية في العالم لأقول لهم: يا ناس! هل يُعقل أن البطاقات الشخصية في مصر القرن الواحد والعشرين تحمل خانة فرضية للدين؟

***** ***** لو كنتُ بهائيا: لتوجهت للمنظمات الحقوقية والغير حكومية في العالم لأقول لهم: يا ناس! هل يُعقل أن البطاقات الشخصية في مصر القرن الواحد والعشرين تفرض كتابة واحد من ثلاثة أديان فقط بصرف النظر عن إرادة الشخص أو دينه؟

*** ** *** *** لو كنتُ بهائيا: لأبلغت العالم والمنظمات الحقوقية والغير حكومية أن الأبناء البهائيين والبنات البهائيات يحصلون على بطاقات شخصية بها (-) في خانة الدين، في حين أن آباءهم وأمهاتهم لا يحصلون على بطاقات شخصية: لماذا؟ لأن الدّولة لا تعترف بالزواج البهائي! تعالوا تعالوا يا أهل الإنصاف وشاهدوا معي عظمة الدقة والتصرف في تطبيق القوانين!

**** **** **** لو كنتُ بهائيا: لأخبرت وزراء التعليم في بلدان العالم أن وزير التعليم المصري لن يقبل الأطفال – إي نعم الأطفال - البهائيين بالمدارس الحكومية لأنهم بهائيون.

***** *** ***** لو كنتُ بهائيا: لأخبرت العالم أن الدستور المصري الأخير أعدّ لإلغاء الأقلية البهائية في مصر.

***** **** ***** لو كنتُ بهائيا: لأخبرت العالم أن حرق ديار البهائيين في مصر عادي لا يحتاج إلى تحقيق ولا تفسير.

***** ***** ***** لو كنتُ بهائيا: لأخبرت العالم والمنظمات الحقوقية والغير حكومية وهيئات الصحافة والإعلام أن الحض على قتل البهائيين علنا في التلفزيون وفي خطب المسئولين عادي لا يحتاج إلى مراجعة ولا حساب.

ومع كل ذلك:

وأخيرا : لو كنتُ بهائيا: لتوجهت إلى المسئولين في مصر وقلت لهم أنني مخلص لبلدي ومحب لبلدي وأسعى لنجاح بلدي وأدعو إلى أخوة أهل بلدي وأطفال جاري مثل أطفالي دون أن أسأل عن دين أو عقيدة. ياليت تسلك حكومة بلدي نفس هذا النهج!